تمخض الجبل فولد فأرا !
بقلم : علي عبد الرحمن
يقولون في أمثالنا الحكيمة الموجزة: عندما يتعاظم الحلم وتتضاءل النتائج (تمخض الجبل فولد فأرا) وذلك كدليل علي صدمة التوقعات، ولأن التغيير سنة الحياة، ولأن التغيير غالبا ما يأتي بجديد إلا في المشهد الاعلامي المصري، فلا التغيير في المجلس الأعلي لتنظيم الاعلام أتي بجديد! ولا التغيير في الهيئات الوطنيه أفاد قليلا أو كثيرا، بل إن التغيير الذي حدث في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والذي أتي برأس اقتصادي للشركه وعددا من أعضاء مجلس الادارة، لم نر له أثرا طيبا حتي الآن!.
ورغم أن هذا التغيير الهيكلي والذي لحق به بعضا من التغييرات في قيادات بعض الشبكات والقنوات التي تتبع الشركة كان من المنتظر منه – حسب ما تم إعلانه في حينه – أن يفك إشكالية الاحتكار وأن يشرك كوادر الوطن في المشهد كل حسب خبرته، وأن يوفر دورا داعما للنقابات والخبراء، وأن يدفع خبراء المحتوي إلي واجهة الصفوف، وأن يضبط أداءا ماليا مسرفا، وأن يقدم محتوي إعلاميا جادا، وأن ينوع فيما يقدم، وأن ينافس، وأن يسترد جزءا من ريادة مفقودة، وأن يقدم أعمالا وطنيه جادة، وأن يشفي غليل أهل مصر، وأن يعود العاملون في المجال من خبراء وشركات معدات وانتاج وفنون التصميم ووكالات الاعلان إلي المشهد.
ولكن لاشئ يحدث في المشهد، فمازالت ملامحه خفية ونواياه سرية ونتائجه غير ملموسة دون أسباب مقبولة، فالتغيير تم والتمويل متوفر والمشهد مشهدهم والكل سواهم عاطلون منتظرون، فهل نتوقع ماتمناه المجتمع أم اننا نحلم وهم ماضون لاعلاقة لاحلامنا بما يفعلون؟، وهل وهم سادة المشهد ورعاة إعلامه الرسمي سنظل ننتظر تصريحا كل فتره عما هو جديد وهو ليس بجديد أصلا؟!!!، فالمطالبه بأعمال جادة لمبدعي مصر نداء طال إطلاقه حتي من الرئيس السيسي، وحوار قناة الأخبار لمصر حديث قديم جديد!!!، وكلام أهل ماسبيرو عن قناة للطفل والشباب أمر متأخر جدا !!!، علاوة على أن ماسببرو لديه قناة للأسرة والطفل تسمي العائلة، كما أن القناه المصرية الثانية وقناة نايل لايف اصلا يستهدفون الشباب.
فهل مضي وقت التغيير بلا نتائج وجاء وقت التصريحات بلا فعل؟!، وهل نسي أهل المتحدة وأهل ماسببرو رعاة إعلام مصر هم بالأساس نسوا الرعية وماتحتاجه من قناة لإعلام ديني وسطي وقناة لطفل مصري عصري وقناة لذوي الهمم وقناة لأطراف الوطن، وقناة للتنمية والاستثمار وقناة للاقتصاد والمشروعات الصغيرة، وقناة للغد وتكنولوجيا بكره وقناة لتعليم عصري متطور مستمر، وقناة مسرح وأخري للتراث والهوية بالإضافة لوثائقيه، وغيرهم من القنوات والإنتاج الذي ينقص هذه المنظومة الإعلامية الراكدة، وهل هم الآن يضعون خططا على مدار شهور لم يعلن عنها؟!، أم هناك إنتاجا وخرائط بث يتم تجهيزها سنفاجأ بها؟، أم إنه قد اختلط الحابل بالنابل وتمت زيادة الطين بله.
أيها القائمون عل أمر إعلام مصر القصة ليس معضلة ولا مستحيلة، لديكم شاشات كثيرة وكوادر جمة وأموال طائلة فماذا ينقصكم لتلبوا رغبة الوطن وأهله في إنتاج ينتظرونه أو يشاهدونه في قنوات من حولنا؟، وأي عذر قادم لكم؟!!!.
ألايمكن استطلاع رأي العامة والخبراء فيما يتمنونه في إعلامهم، ألا يمكن تحويل رغبة مواطنينا مع حاجة مصرنا إلى أهداف والأهداف إلى أشكال برامجية وهذه الأشكال إلي إنتاج وهذا الإنتاج إلي خرائط بث!!!تراعي الجمهور ونوعه وسنه وتوقيت البث له؟، متي تعود إلينا ريادتنا في إنتاج البرامج ومضمونها وفي أعمال الدراما وحكاياتها وفي أعمال متخصصه دينية ووثائقية تمثل سياج آمان للوطن وذاكرة لأمتنا؟، أعمال تربي وتنشئ، تعلم وتثقف، تفتح الأذهان ولا تسطحها.
ياأهل الحزم والربط في إعلامنا، نريد عبر كل هذه الشاشات وبكل هذه النفقات برامج صباحيه نشطه داعمه للتفاؤل والعمل، ومحتوي للأسرة والطفل جديد عصري، وإنتاجا للشباب يكون فكرهم، وبرامج للطوائف تحقق عدالة اعلامية، وتنوع لايغفل شيئا، ودراما تشبه أهل مصر، وفنون مبهرة، ووثائقيات تاهت من اهتماماتنا، وخبرونا من فضلكم ماذا يمنعكم وماذا ينقصكم بعد كل هذا الدعم المالي والمعنوي؟!.
أتمني ان تكون ولادة الجبل التاليه جبلا وليس فأرا؟، فلا مكان بيننا للفئران وأحلامهم، نحن شعب صلد، كلنا جبال، والجبال تلد جبالا، وتحيا دوما مصر.