بقلم : محمد حبوشة
تبدو صفة الممثل الحقيقي لها معايير تشكلها وتعطيها شرعيتها أو مصداقيتها، فالجميع يمثل بشكل أو بآخر في الحياة، لكن التمثيل كمهنة، يفرض على الشخص الساعي ليكونه العديد من الشروط التي يجب أن تتوافر بشخصه، شكليا وعقليا، فلا بد للممثل أن يتمتع بجسد مرن ومطواع ومعبر، يمكنه من تقديم المراد منه بكل براعة وخصوصية، ويمكن للممثل أن يكتسب الخبرات اللازمة، من خلال دراسة مقررات الحركة على المسرح والرقص وأيضا تلعب التمارين الرياضية دورا هاما في جعل الجسد لينا، مطواعا، وهذه التمارين الرياضية تتطلب الكثير من التنسيق والقدرة.
كما أن متطلبات المرونة والتحكم والتعبير ذاتها، يجب أن تنطبق على الصوت أيضا، فمن الضروري أن يتدرب الممثل على طريقة التنفس بطريقة صحيحة وعلى التنويع في إيقاع الصوت والنبرة، إضافة إلى تعلمه بل وإتقانه التحدث بلهجات مختلفة، فالتدرب على الإلقاء والتنقل بسهولة بين الطبقات الصوتية المختلفة، يجعل من الصوت شريكا رئيسا في تقديم الشخصية المراد تقديمها بكثير من الحرفية، فمعظم الممثلين يتدربون لسنين عديدة، من أجل اكتساب القدرة لتطويع أصواتهم حسب الصيغة المطلوبة، سواء كانت بصوت مرتفع أو منخفض أو بشكل حاد أو ناعم، وهذا ما يحتم عيهم أن يثابروا على تمرين قدراتهم الصوتية ومرونة أجسادهم طوال فترة ممارستهم لهذه المهنة.
نجمة الزمن الجميل
وضيفتنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع النجمة الكبيرة ليلى طاهر، هى واحدة من نجمات الزمن الجميل التي كانت تتمتع بجسد مرن ومطواع ومعبر، فضلا عن صوت مميز فإيقاع الصوت والنبرة لديها يمكنها من التنقل بسهولة بين الطبقات الصوتية المختلفة، وهما ما منحها صفة الممثلة البارعة التي تستطيع الإلمام بمختلف العواطف والمواقف والدوافع الإنسانية حتى تصبح تأديتها لأدوار وشخصيات مختلفة، ممكنة، ودعونا لا ننسى أن الممثلة الجيد مثل (ليلى طاهر)، تنمي حواسها في ملاحظة الآخرين، وتذكر طريقة تصرفهم في هذا الموقف أو غيره، دون أن تنسى التبدلات النفسية، وهنا من الضروري على الممثل المتقن لعمله، أن يطور ذاكرة عاطفية تمكنه من استرجاع الموقف الذي أوجد عنده رد فعل عاطفي مماثل لذلك الذي يود تصويره.
تملك ليلى طاهر واحدة من الملكات الخاصة التي يجب أن يكون الممثل قادرا على ضبطها في نفسه، وهى استطاعتها كممثلة من وضع نفسها في مواقف خيالية، حاجبة عنها خلالها جميع المؤثرات الخارجية، مقنعة ذاتها بأنها لا تمثل بل تقوم بدور حقيقي، وهنا يأتي دور التركيز لديها، ومدى قدرتها على استحضار كل ما هو ضروري لعوالم الشخصية، وترحيل كل ما يعيق وجودها الحقيقي من حولها، وهى بالإضافة إلى ذلك تتقن جيدا كل من معاني الحركة والإشارة وتوظيفهما في تناسق الشخصية وأفعالها، فهما الطريقتان اللتان يصور فيهما الممثل الشخصية، وأسلوبها في كل ما تقوم به على الورق، بشكلها العام وإشاراتها ومميزاتها الجسمانية الخاصة.
هى باختصار غير مخل معادلة من النضارة والموهبة، الالتزام والحضور، امرأة لا يعرفها الخريف، ويخاصمها الفشل، ثروتها تفاؤل لا يختفي قمره!، ومن ثم قدمت رحلة عطاء فني ومشوار جميل صنع لها بصمة وشخصية، ولا يسع المرء إلا أن يتضامن مع مقولة الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس التي أطلقها على النجمة المصرية ليلي طاهر بـ (قارورة العسل)، فعلي الرغم من علامات التقدم بالعمر التي زحفت علي تلك الملامح الجميلة، إلا إنها لم تستطع محو تلك المسحة البريئة، ذات الإطلالة الفاتنة.
بكالوريس خدمة اجتماعية
ولدت (شرويت مصطفى إبراهيم فهمي) بحي شبرا بالقاهرة لعائلة مؤلفة من بنتين وولد، بعد حصولها على الثانوية العامة درست بكالوريوس في تخصص الخدمة الاجتماعية، ورغب والدها أن تعمل في هذا المجال، إلا أنها اتجهت نحو التقديم والتمثيل والذي كان حلمها الأساسي، فمنذ بدأت الدراسة في مجال الخدمة الاجتماعية اتجهت ليلى طاهر نحو التمثيل، ثم بدأت بتقديم عدد من المسلسلات الإذاعية مثل (أنا لا أكذب ولكني أتجمل) بدور نوال، و(جراح عميقة) بدور سميحة، و(عبير الذكريات) بدور ناديا، إضافة لمشاركتها البطولة بالعديد من المسرحيات مثل (قسمتي ونصيبي) و(مريض الوهم) بدور توانيت، و(هل تحبين حنفي) بدور خديجة، ولأنها تجيد الوقوف والتحدث أمام الكاميرات، فقامت بتقديم العديد من البرامج التليفزيونيه المميزه لفتره طويلة.
تعتبر ليلى طاهر أن بدايتها الفعلية – على حد قولها – في عام 1958 في فيلم (أبو حديد)، حيث شاركت البطولة بدور أمينة جابر مع القدير الراحل فريد شوقي، وفي عام 1959، ظهرت في فيلم (قبلني في الظلام) إلى جانب هند رستم وشكري سرحان، وأدت دور رشيدة في فيلم (عاشت للحب)، وفي عام 1960، ولعبت (طاهر) دور إلهام في فيلم (يا حبيبي)، وفي نفس السنة بدأت بتقديم البرنامج التلفزيوني الشهير (مجلة التلفزيون) على التلفزيون المصري، واستمر عرضه لعدة سنوات إضافة لتقديمها عدد من البرامج المنوعة، وفي العام التالي، لعبت دور نبيلة في فيلم (لا تطفئ الشمس)، وشاركت البطولة مع صلاح ذو الفقار في الفيلم الرومانسي (الحب كده) للمخرج محمود ذو الفقار.
7 أفلام في عام 1963
في عام 1962، كان لها عدة مشاركات ومنها في فيلم (للنساء فقط) للمخرج علي البحيري، وفيلم (حيرة وشباب) بدور سميرة، كما شارك البطولة في مسلسل (الحب الكبير) من تأليف وإخراج محمود مرسي، ثم بدأ يزداد نشاط ليلى طاهر على الساحة الفنية، ففي عام 1963 شاركت بحوالي سبعة أفلام ومنها (سنوات الحب) بدور إلهام، و(ثمن الحب) بدور عنايات، وفيلم (الأيدي الناعمة) بدور البرنسيسة ميرفت حلمي، وفي عام 1964، شاركت البطولة مع فريد شوقي ومحمود المليجي في فيلم (مطلوب زوجة فورا)، كما لعبت دور مديحة في فيلم (مراهقان)، وأدت دور فيفي في مسرحية (رصاصة في القلب)، وفي العام التالي، شاركت في مسلسل الدراما النفسية (عواصف) بدور فاتن، ومسلسل (أيام لها ذكرى)، وأدت دور زينات في فيلم (المدير الفني)، ودور علية شكري في فيلم (الخائنة).
في عام 1966، ظهرت (ليلى طاهر) في فيلم (عدو المرأة) وفيلم (إفلاس خطبة)، وأدت دور نادية في مسرحية (عريس في إجازة)، وفي العام التالي شاركت البطولة مع أحمد مظهر في فيلم (معسكر البنات)، ولعبت دور جمالات في مسلسل (بيار الملح)، أما في عام 1968، فقد أدت دور سهير في مسرحية (كومبارس الموسم)، وشاركت في فيلم (3 قصص) حيث لعبت دور ليلى في القصة 3، وفي عام 1969، كان لها حضور مميز في عدة أفلام منها (زوجة بلا رجل) بدور سهير، وفيلم (أبواب الليل) في دور كوثر، ثم في عام 1970، قدمت مسرحيتين هما (سنة مع الشغل اللذيذ، وغراميات عفيفي)، وفي عام 1971، لعبت دور صفية في فيلم (اعترافات امرأة)، وفي العام التالي ظهرت بثلاثة مسلسلات هى (عادات وتقاليد، القاهرة والناس،الخماسين).
عفت عبد الكريم في (مدرسة المشاغبين)
ومن المفارقات الغريبة في حياة النجمة الكبيرة (ليلى طاهر) أنها في عام 1973، أدت طاهر دور (عفت عبد الكريم) في المسرحية الشهيرة (مدرسة المشاغبين)، وذلك في العروض الأولى قبل تؤدي نفس الشخصية الفنانة الكبيرة والقديرة (سهير البابلي)، كما شاركت في فيلم (زمان يا حب) بدور ليلى، وظهرت على الشاشة الصغيرة في مسلسل (الرجل والدخان) ومسلسل (المعجزة)، وفي عام 1974 أدت البطولة بدور فاطمة إلى جانب نور الشريف في مسلسل (الحواجز الزجاجية)، وفي عام 1975، لعبت دور صديقة درية في فيلم (أريد حلا)، وظهرت في مسلسلي (السهول البيض، وأنا ودموعي).
وكانت قد نضجت فنيا أكثر في عام 1976، فظهرت في فيلم (الضوء الأخضر)، أما في العام التالي، لعبت دور يسرية في فيلم (قطة على نار) مع نور الشريف وبوسي، كما ظهرت في مسلسل (العاصفة)، و في عام 1978، كان لها مشاركة في عدة أفلام منها (ليالي الياسمين) بدور علية، و(القمة الباردة) بدور درية، كما شاركت البطولة في مسلسل (رمضان والناس، وكان عام 1979، هو عام الدراما التليفزيونية بامتياز، حيث ظهرت (ليلى طاهر) في عدد من المسلسلات منها (مفتش مباحث، طيور الصيف، الباحثة)، كما شاركت في مسرحية (ربع دستة أشرار)، وأدت دور عنايات السبكي في فيلم (عاصفة من الدموع).
بداية الثمانينيات كان قد بلغت قمة النضج الفني فأدت (ليلى طاهر) دور سناء في مسرحية (فخ السعادة الزوجية)، وفي العام التالي لعبت دور بوران في فيلم (القادسية)، وفي عام 1982، لعبت دور مديحة في مسرحية (زيارة بلا موعد)، ودور نادية في فيلم (الطاووس)، وفي عام 1983، شاركت البطولة بدور د. سعاد في فيلم (المدمن)، كما شاركت في مسلسلي (الجسر، والرحلة 83)، وفي العام تلتالي، شاركت بعدة مسلسلات منها (السندباد، الشيطان والحب، نور الدين الزنكي)، وقدمت مسرحية (السنيورة تكسب)، ومسلسل (أسيرات الحب) في عام 1985، كما شاركت البطولة في فيلم (وتضحك الأقدار) بدور عايدة، وفي عام 1986، لعبت دور فتحية في فيلم (لا تدمرني معك)، وشاركت في مسلسلي (زوجات صغيرات، والافيال).
ملابس الحداد الحمراء
وكان عام 1987 حافلا بالأعمال المتنوعة، فقد لعبت دور عايدة في مسلسل (برج الأكابر)، ودور ماما ليلى في مسلسل (علاء وصفاء والأصدقاء)، ولعبت البطولة بدور عائشة في الفيلم الدرامي (القانون لا يعرف عائشة)، وفي عام 1988، كان لها أيضا حضورا لافتا بعدد من الأعمال منها فيلم (الأسطى المدير) بدور عديلة هانم، وفيلم (ملابس الحداد الحمراء)، كما ظهرت في مسلسل الدراما الاجتماعية (دوار يا زمن)، ومسلسل (البيت الكبير)، وفي العام التالي لعبت دور سناء في فيلم (شقة الأستاذ عليوة)، كما ظهرت في مسلسل (طارق من السماء).
وفي تسعينيات القرن الماضي ظهرت (ليلى طاهر) في دور محاسن في فيلم (الطقم المدهب)، وبدور نجية في مسلسل (عائلة الأستاذ شلش)، والأخير يعتبر أشهر أعمالها على الإطلاق، وفي عام 1991 قدمت عدة مسلسلات منها (رجل آيل للسقوط)، ومسلسل (تحت ظلال السيوف)، ولعبت دور صالحة في مسرحية (ضحك ولعب ومزيكا)، وفي عام 1992 لعبت دور رقية في المسلسل التاريخي (ساعة ولد الهدى)، كما شاركت البطولة في فيلم (إلا ابنتي)، وفي عام 1993، ظهرت في مسلسل (ألف ليلة وليلة: معروف الإسكافي).
في عام 1994، شاركت البطولة مع آثار الحكيم في المسلسل الدرامي (قلبي ليس في جيبي)، وفي العام التالي ظهرت بدور ليلى في مسلسل (زواج على طريقتي)، أما في عام 1996 فقد ظهر في مسلسلي (أيام الغربة، وأولاد حضرة الناظر)، وفي عام 1997 كان لها تجربتين في الفوازير هى (عمو فؤاد رئيس التحرير، والحلو ما يكملش)، كما أدت دور د. نصفات في مسلسل (زواج بدون إزعاج)، في عام 1998، لعبت دور البطولة في مسلسل (وداعا أيها الأمل) بدور د.أمينة، وأدت دور فتحية في مسلسل (سعيكم مشكور)، وكان لها ظهور خاص في فيلم (الغيبوبة)، إضافة للسهرتين التلفزيونيتين (الضيف الصغير، الخطوة الثالثة)، أما في عام 1999، فقد لعبت دور سعدية في مسلسل (أوقات خادعة)، وشاركت في مسلسلي (نهار وليل، أحلام مؤجلة).
عقدة ماما عزيزة
في بداية الألفية الجديدة كان لليلى طاهر حضور خاص جدا في عدة أعمال فشاركت عام 2000 بدور مشيرة الأنصاري في مسلسل (الحب والاختيار)، وجسدت دور مديحة في مسلسل (الجاني مين)، وفي العام التالي ظهرت في مسلسل (ملكة من الجنوب)، وفي عام 2002 أدت دور أم الآمر في (الهودج)، وفي عام 2003، لعبت دور أسمهان في مسلسل (صاحبك من بختك)، وفي عام 2004، شاركت بدورة عزة في مسلسل (لقاء السحاب)، وفي 2005، كان لها حضور خاص جدا في مسلسل (شجرة الود)، أما في عام 2006، فقد ظهرت في مسلسلي (مواطن بدرجة وزير، وتحياتي إلى العائلة الكريمة)، وفي العام التالي، لعبت البطولة في مسلسل (عقدة ماما عزيزة) للمخرج سعيد عبدالله.
في عام 2008، كان لها حضور متميز للغاية على الشاشة الصغيرة في مسلسلي (لسانك حصانك، والباشا)، وأدت دور أم رمضان في فيلم (رمضان مبروك أبو العلمين حمودة)، وفي العام التالي لعبت دور فايزة في مسلسل (حكايات بنعيشها: مجنون ليلى)، وفي عام 2010، شاركت بدور الأميرة شويكار في مسلسل (ملكة في المنفى)، وفي عام 2011، ظهرت في مسلسلي (الشفا، ووادي الملوك)، أما في العام التالي فقد لعبت دور كوثر في الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي (الباب في الباب)، وفي عام 2013، شاركت في الجزء الثالث من (الباب في الباب) كما شاركت في الجزء الرابع عام 2014.
زواج يوسف شعبان
تزوجت الفنانة الكبيرة والقدير ليلى طاهر من رجل الأعمال محمد الشربيني وأنجبت منه ولدها الوحيد أحمد، وبعد انفصالهما لعدم موافقته على عملها في المجال الفني تزوجت من المخرج حسين فوزي، إلا انهما انفصلا، لتتزوج من الصحفي نبيل عصمت، ومن ثم افترقا، ولعل أشهر زيجاتها هى حين تزوجت من الفنان يوسف شعبان، وأيضا انفصلا، ثم تزوجت من الملحن خالد الأمير، ومن ثم انفصالا أيضا وتزوجت من رجل بعيد عن الوسط الفني، واختارت اسم ليلى طاهر كاسم فني لها تيمنًا بالفنانة الراحلة ليلى مراد، اكتشف موهبتها التمثيلية المنتج الراحل رمسيس نجيب، ويجدر بالذكر أنه تم اختيار أربعة أفلام كانت مشاركة بها في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية عام 1996.
قبل أيام قليلة أعلنت (ليلى) طاهر اعتزالها الفن نهائيا من خلال مداخلةٍ هاتفية مع الإعلامي المصري خيري، وقالت أن سبب اعتزالها هو أنها سوف تتفرغ لحياتها العائلية وأصدقائها، وأشارت قائلة: (الأعمال اللي بتعرض عليا لا تنسابني وقلت يكفى ما عملته من تاريخ ومفيش داعي أنى أعمل أي حاجة لمجرد التواجد)، وأوضحت أن من أسباب اعتزالها أيضا أنها تحترم نفسها وجمهورها ولا تعمل لمجرد الحصول على فلوس، مؤكدة أنها مستمعة بحياتها الآن، مختتمة (اكتفيت بما قدمت في تاريخي واحترم جمهوري ويكفي ما قدمته).
أشهر أقوال ليلى طاهر
** كان رمسيس نجيب يصنع نجما متكاملا، فقد علمني كيف أتكلم مع الصحفيين وأن أستفيد من الممثلين الكبار.
** لم يعترض أهلي على التمثيل وإنما تخوفوا من أن أترك الجامعة.
** أتمنى أن يقدم عن انتصار أكتوبر عمل قوى يعبر عن الحدث ويعرفه الأجيال الذين لم يحضروا الحدث، لكنه لن يقدم إلا من خلال الدولة والفنانون ممكن يستغنون عن جزء من أجورهم من أجل خروج عمل عظيم مثل هذا.
** أعتبر حمدى غيث عملاقا فى المسرح، وكان مديرا للمسرح العالمى فى بداياتى وكنت أخاف منه جدا، لكنه أعطانى درسا لا أنساه حتى اليوم وهو أن المسرح له قدسية تختلف عن كل وسائل الفن، فالمسرح قدسيته شديدة جدا.
** شخصيتي في مسلسل (عائلة شلش) كانت جدية وعنيفة جدا ومن شجعنى وخدمنى فى تقديمها بشكل احترافي هو الفنان صلاح ذو الفقار فقد كان فنانا إنسانا لا يملك أى شىء من الأنانية فى العمل، ويحب أن يكون من أمامه كويس فى العمل ويمنح أى ممثل معه طاقة إيجابية.
** حلمت كثيرا بتقديم شخصية (شجرة الدر) سواء فى المسرح أو فى السينما أو من خلال مسلسل، فأنا أحب تلك الشخصية القوية لأنها تحمل قوة المرأة، فقد تولت حكم مصر وكانت فارسة تخطط للحرب ومثقفة جدا.
تحية تقدير واحترام
وفي النهاية لابد لي من تقديم تحية تقدير واحترام للفنانة الكبيرة والقديرة ليلي طاهر، فنانة من رائحة زمن الفن الجميل، ضحكتها وتلقائيتها سلاح لا يقاوم، تنوعت فى اختيار أدوارها فجعلت الجميع ينتظرها من عمل لعمل آخر ليرى ما الجديد الذى تقدمه، وقد عشقت المسرح كأثر فن قدمته في حياته لأنه في تقديرها فن مسموع ومرئي حيث تدخل الكلمة والنغمة واللحن ويدخل كل ما هو مرئي من اللون والكتلة والحركة والايماءة والتكوين والتركيب والضوء، وكل ما هو تنفيذي وتقني من حركة الأجهزة، وكل ما هو فني ابداعي في مجال الكتابة والتفسير والتحليل .. متعها الله بالصحة والعافية ومنحها مزيدا من الطمانية والرحة في كنف أسرتها التي تفرغت لها الآن.