كتب : محمد حبوشة
في محاولة لإجهاد مبادرة (حياة كريمة) التي بدأت مع مطلع 2019، تم إطلاق مؤسسة (سقيا الخير) بالتزامن معها، وذلك في إطار مؤسسة أخرى بعنوان (نبض الحياة) التي بدأت نشاطها قبلها بسنوات في كل من (قطر، العراق، فلسطين)، ومؤخرا في مصر من خلال جمعية أهلية على مايبدو أن وراءها أصابع إخوانية اتفقت مع دول كارهة لمصر على محاولة التزاحم على فعل الخير كما يدعون، واتخذوا من الماء شعار لهم استنادا للأية الكريمة (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، وفي إطار تلك الفكرة الخبيثة ذهب بعض الدعاة ومشايخ الأزهر إلى بعض البرامج النسائية مثل برنامجي (هالة فاخر ونشوى مصطفى) على قناتي (المحور وصدى البلد) للترويج لتلك الفكرة التي تبدو في ظاهرة موجهة لأعمال الخير، بينما هى في الباطن تسعى لضرب جهود الرئيس السيسي عبر مبادرته (حياة كريم).
وحتى نتعرف على خبث الفكرة سوف نستعرض أهداف الجمعيتين (سقيا الماء، ونبض الحياة)، حيث تقول (سقيا الماء) في التعريف بها (هى مؤسسة مصرية مرخصة و مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعى و تخضع لأحكام القانون و لائحته التنفيذية و تخضع لإشراف كامل من إدارة التضامن الاجتماعى، قامت المؤسسة منذ نشأتها وحتي الآن بالعديد من المشروعات التنموية داخل المحافظات، ومنها حفر أبار وخزانات مياه بمحافظات مطروح وحفر خطوط مياه رئيسيه بكلا من محافظات قنا والأقصر وعمل توصيلات مياه بهما، وكذلك عمل قوافل مساعدات عينية وخيرية بأسوان والصف وعمل قافلة طبية بقرية الحلة مركز إسنا الأقصر، كما تقوم المؤسسة حاليا باحلال وتجديد حوالي 60 منزل بمنطقة نجع العرب إدفو أسوان إلي جانب توزيع أكثر من 20000 كرتونة رمضان بمختلف محافظات مصر، لذلك قامت المؤسسة بإطلاق حملتي (أهالينا، وحياتي) وكلاهما لتقديم مساعدات عينية وطبية المواطنين)
وهدف المؤسسة التركيز على النشاط الرئيسى لها وهو العمل فى كل ما يتعلق بتوصيل و تركيب المياه من مد خطوط مياه و حفر آبار فى المناطق و توصيل المياه للمنازل المحرومة منها و تقديم المساعدات المادية و العينية و القضاء على ثالوث الشر التي تنهش في أي مجتمع (الفقر الجهل المرض)، وهى في هذا تستند إلى رؤية الانتقال بمفهوم العمل الخيرى إلى عمل مؤسسى احترافى ومتطور يستهدف التكافل الاجتماعى بين أفراد المجتمع و ينطلق من تحقيق أهدافه من شراكة مجتمعية جادة بين فئات المجتمع، حيث أن انشطة المؤسسة منتشرة في جميع المحافظات .
أما جمعية (نبض الحياة) أو (مؤسسة نبض الحياة للتنمية المجتمعية)، فقد قالت في معرض التعريف بها بأنها جمعية لا تهدف للربح وهى مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعى برقم 5302 لسنه 2014، تهدف إلى المجتمعية والارتقاء بالمواطن المصرى ودعم مشروعات الدولة التنموية، وذلك في محاولة منها بالمشاركة مع مؤسسات الدولة في توفير مصادر للمياة النظيفة بحفر الآبار في المناطق التي تعاني من فقر مائي شديد أو يجد قاطنيها صعوبة ومشقة في الحصول على الماء، مثل محافظه مطروح وسيناء، وتوفير تكلفة إنشاء وصلات المياة لغير القادرين في قري ونجوع جمهوريه مصر العربية.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: إذا كانت هذه الجمعية تسعى لدعم مشروعات الدولة التنموية، وتدعي أنها تعمل المؤسسة عن طريق الشراكات مع العديد من الجهات الحكومية كداعم استراتيجى، ومنها الشركة القابضة لمياة الشرب والصرف الصحى بشأن توصيل المياه لغير القادرين بعدد من المحافظات، ووزارة الأوقاف فى إحلال وتجديد المساجد المتهالكة و وزارة الصحة والسكان بشأن تطوير خدمات بنوك الدم المصرية، فلماذا لا تندمج مع مبادرة الرئيس (حياة كريمة) بدلا من العمل على ذات الأهداف في خط متوازي؟، خاصة أن الرؤية هنا تكون أشمل والميزانية أكبر والخريطة ممتدة بطول مصر وعرضها، لكن يبدو لي أن ظاهر أعمال خير، أما باطنه فهو الضرب في المبادرة الرئاسية، وخاصة أن تلك الجمعية تعمل في (قطر، والعراق، وفلسطين، أي أن هنالك أصابع خفية تحركها نحو تنازع الدور الحيوي الذي تلعبه (حياة كريمة) في تحسين معيشة المصريين.
ويبدو ملحوظا للكافة – لو دققوا النظر قليلا – الأهداف الخفية لحملة (سقيا الماء) التي بدأت تنشط أكثر في أعقاب تدشين الرئيس السيسي لمبارة (حياة كريمة) في منتصف يوليو الماضي من خلال احتفال كبير باستاد القاهرة، فلقد انطق مشايخ (سقيا الماء) من بينهم (الدكتور عبد الله رشدي) الداعية المثير للجدل في عدد من البرامج على رأسها برنامجي (هالة فاخر، ونشوى مصطفي) ليعبروا عن 9 مؤسسات من أصل 37 تستهدف ضرب جهود رأس الدولة المصرية، وذلك من خلال عرض أهداف الجمعيتين المشبوهتين (سقيا الما، ونبض الحياة)، وهنا لابد تطرح بعض الأسئلة نفسها: من أين يأتي تمويلهم؟ وكام حجم المبالغ التي تنفقها، وكذلك حجم ما حصلوا عليه من تبرعات المصريين؟ ولماذا يعملون في خط موازي مع حياة كريمه؟ وقتل انجازات الرئيس والتسفيه بها بطريقه غير مباشره؟، وإذا كان الرئيس قد صرف 7 تريليون جنيه في سبيل تحسين حياة المصريين فكم صرفتم أنتم ولماذا؟ وماهي علاقه المؤسستين بقطر تحديدا؟ .. تلك وغيرها من أسئله حائرة نوجهها لمسئولي الدولة الذين يقومون بدعم جهود تلك الجمعيات التي تستهدف ضرب جهود الدولة وعلى رأسها الرئيس السيسي من الخلف.
وفي هذا الصدد هل يفسر لي محافظ البحر الأحمر (بصفته مسئولا في الدولة) كيف نجحت مؤسسة (سقيا الماء)، وتحت رعايته الكريمة في إطلاق قافلة مساعدات غذائية موسعة إلى جنوب شرق مصر، وتوزيع 1000 كرتونة مواد غذائية على غير القادرين في حلايب وشلاتين، وخاصة أن مصطفى ريحان رئيس مجلس أمناء (سقيا الماء) أكد وقتها أن إطلاق المؤسسة لقافلة مساعدات غذائية موسعة وتوجيهها إلى حلايب وشلاتين، يأتي ضمن جهود المؤسسة لإسعاد آلاف الأسر في أنحاء مصر خلال شهر رمضان المعظم، والوصول بالمساعدات الغذائية إلى كل مصري مستحق على أرض مصر أينما يعيش، لافتًا إلى أن قافلة المساعدات الغذائية تم تنظيمها في إطار مبادرة (أهالينا) التي أطلقتها المؤسسة خلال شهر رمضان المعظم.
ولابد لي أن أسأل المجلس الأعلى للإعلام في نفس السياق عن ما طالب به الدكتور مصطفى العكرشي المستشار الدينى لمؤسسة نبض الحياة – وهو رأس الحربة في تلك المؤسسة الغامضة – في حواره مع الفنانة نشوى مصطفى في برنامج (بنت البلد) المذاع على قناة (صدى البلد 2)، قائلا: يمكن للفرد التبرع لمؤسسة نبض الحياة كي يتم توصيل المياه الصالحة للشرب لغير القادرين ومن لا يملك وصلات مياه شرب، مضيفا أنه حرص على توصيل المياه إلى كل المناطق النائية حيث إن بعض الأهالي في مطروح يقطعون مسافات تصل لـ 7 كيلو مترات من أجل الحصول على مياه صالحة للشرب، وذلك بسبب عدم توافر وصلات مياه شرب بجانب منازلهم.
بماذا يفسر رئيس المجلس الأعلى للإعلام قول (العكرشي هذا) في جرأة غير مبررة: مؤسسة نبض الحياة تقوم بعمل مبادرة وقف النخيل، وتقوم بزراعة النخيل، وتقوم بعمل مشروعات كثيرة فى المحافظات، إلا أننا على مايبدو نعيش في غيبوبة، أليس ذلك دور الدولة أيها الخبراء؟، أليست تلك هى أهداف مبادرة حياة كريمة؟ .. أين ذهبت عقولكم وأنتم تسمعون هذا المخرب يطالب بالتبرع لمؤسسة مشبوهة قائلا: أهل الخير كُثر وعلى أي مواطن قادر أن يقوم بالتبرع من أجل توصيل مياه الشرب لمن يحتاجها.. بأي صفة يتحدث هذا وغيره ويطالب ما يطالب به الرئيس السيسي من تبرعات رجال الأعمال والأفراد؟، ألا تعون أن مثل تلك المطالبات تهدف إلى تحطيم أهداف مبادرة الرئيس (حياة كريمة)؟.
وأدعو المجلس الموقر أيضا إلى للتعرف على مجهودات مؤسسة نبض الحياة لإيصال المياه النظيفة لمن يحتاجها، كما قال أحمد دسوقي أحد علماء الأزهر الشريف (لنشوى مصطفى) إن مؤسسة نبض الحياة بها حملات كثيرة تستهدف بناء المساجد ومشروعات زراعة النخيل بمحافظة الوادي الجديد ، إضافة إلى مشروع سقيا الماء وإيصال المياه إلى من يحتاجها في كافة محافظات الجمهورية، وأضاف دسوقي – وكأنه قيم على المشاريع الخدمية للمواطنين المصريين – : تكلفة وصلة المياه لأي مكان 3 آلاف جنيه، وهناك تعاون مشترك بين شركة المياه الحكومية ومؤسسة نبض الحياة الخيرية، ويتم إجراء دراسة حالة للأسر التي سيتم إيصال المياه لها وعندما يتم التأكد من أنهم من الفئات الأولى بالرعاية تقوم شركة المياه بتخفيض تكلفة إيصال المياه من 7 آلاف جنيه إلى 3 آلاف جنيه) .. ما هذا العبث الذي يقوله هذا الرجل.
وعلى رأي المتنبي (كم ذا بمصر من المضحكات لكنه ضحك كالبكاء) ففي نفس البرنامج، قال الدكتور أحمد صبري من علماء الأزهر الشريف ، إن خلال الفترة الأخيرة الماضية قمنا بالتفكير في آليات مختلفة للصدقات ، مؤكدا أن (مؤسسة نبض الحياة) هي مؤسسة خيرية فقط قائمة على التبرعات الخيرية و 95% من نشاطنا قائم على مشروعات المياه ومنها توصيل المياه في الأماكن المعدومة، وأضاف صبري خلال لقائه، إن مصر هى رقم واحد علي مستوي العالم في زراعة النخل، ولكن الشعب المصري ليس لديه ثقافة الاهتمام بالنخيل ، لافتا إننا قمنا بمناشدة محافظ الوادي لأننا نريد شراء أرض لزراعة نخيل عليها ، وبناء على ذلك اتصل بناء مكتبه وأكد لنا أنه تم توفير قطعة الأرض اللازمة لمؤسسة (نبض الحياة) .. ومن هنا أتساءل: كيف يتصرف محافظ الوادي الجديد بمنح أراض الدولة لجمعية لايعرف مصدر تمويلهاأو يطلع على أهدافها المشبوهة.
الكارثة التي لاينتبه لها أحد حتى المسئولين التنفيذيين في المحافظات أن مؤسسة (نبض الحياة) تتسلل بطرق مباشرة وغير مباشرة مستهدفة ضرب مبادرة (حياة كريمة) الآن في العلن، والدليل أنها أعلنت مؤخرا عن انتهائها بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية بمحافظة مطروح، من تنفيذ 800 بئر خلال عامي 2019 -2020 لخدمة أهالي المحافظة بالمناطق البعيدة والنائية وتوفير كل سبل الدعم لجهود التنمية في المناطق النائية، كما بدأت المؤسسة فى تنفيذ المستهدف للعام الحالي 2021 وهو 1000 بئر تم الانتهاء من تنفيذ 300 بئر منها حتى الآن، كما نظمت المؤسسة قوافل مساعدات عينية وتوزيع كراتين وبطاطين بمناطق غرب مطروح لتوفير (حياة كريمة) لغير القادرين، بالتنسيق مع مجالس المدن وتنمية القرية والشئون الاجتماعية والجمعيات الاجتماعية العاملة فى هذا الشأن لاختيار وضمان وصول الدعم لمستحقيه.
والمذهل في الأمر أن محافظ مطروح أشاد بهذه الأعمال والتي تساهم بشكل فعال فى رفع المعاناة عن كاهل تلك الأسر، مؤكدا على توفير الدعم اللازم وتكاتف جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة ومؤسسات المجتمع المدني من أجل تحسين مستوى معيشة تلك الأسر وتوفير حياة كريمة للمواطنين – لاحظ أنه يقول (توفير حياة كريمة) للمواطنين – وكأنه لايعي أن إشادته تلك تضرب في أهداف المبادرة الرئاسية (حياة كريمة)، ومن ثم لا أملك إلا دعاء موسى عليه السلام (ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا)، فالأمر المؤكد أنا بعض المسئولين في مصر في غيبة من وعيهم.
لذا أذكرهم بأهداف مبادرة (حياة كريمة) التي تسعى إلى:
- التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر.
- التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية.
- الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المستهدفة.
- توفير فرص عمل لتدعين استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمعاتهم المحلية.
- إشعار المجتمع المحلي بفارق إيجابي في مستوى معيشتهم.
- تنظيم صفوف المجتمع المدني وتطير الثقة في كافة مؤسسات الدولة.
- الاستثمار في تنمية الانسان المصري.
- سد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها.
- إحياء قيم المسؤولية المشتركة بين كافة الجهات الشريكة لتوحيد التدخلات التنموية في المراكز والقرى وتوابعها.
وأن تلك المبادرة تعمل في 4584 قرية في 20 محافظة من خلال 175 مركز و28 ألف تابع ، وتخدم 58 مليون مواطن، أي أنها تقوم بتغطية شاملة لكل أنحاء الوطن ومن ثم لاتحتاج إلى من ينازعها في عملها من مؤسسات أو جمعيات مشبوهة كـ (سقيا الماء، ونبض الحياة) اللتين تتسللان عبر الفضاء المفتوح لها بشراء الهواء في قنوات ينبغي أن يكون المجلس الأعلى للإعلام مشرفا عليها ومراقبا لبرامجها المباعة لحساب من يعملون في دعم أجندة (الإخوان) ودول الخديعة التي تدعى بإقامة علاقات طيبة مع مصر في العلن بينما تضمر لها الشر في الخفاء.