تعرف على مصايف النجوم .. زمان والآن !
كتب : أحمد السماحي
أيام وينتهي فصل الصيف الذي يأتي فتتكسر أمواج البحر على الرمل، وتتأود الرمال الناعمة تحت الأقدام العارية، والأقدام مرحة سعيدة مثل عصفور طليق تجري على حريتها، فيها انطلاق وفيها انسجام، وأكثر الجميع انسجاما وانطلاقا ومرحا هم الفنانون الذين يهربون من حر القاهرة وعرق الأستديوهات إلى الشواطئ المختلفة في الداخل والخارج، حيث يغسلون إرهاق شهور طويلة مضت فيها شغل وضغط على أعصابهم بماء البحر.
رأس البر
فى الماضي كانت مصايف النجوم كلها على شواطئ مصر، فاكتسب مصيف (رأس البر) شهرة كبيرة فى الثلاثينات والأربعينات بسبب زيارات متكررة من الطبقة الأرستقراطية، وكثير من الفنانين لعل أشهرهم (أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، أحمد سالم، سليمان نجيب، كامل الشناوي، محمد التابعي، زينب صدقي، زوزو حمدي الحكيم، أسمهان)، وكان المصطافون يفضّلون التقاط الصور التذكارية مع النجوم الوافدين على الشاطئ، كما أن المصيف ذاته شهد زيارة الملك (فاروق) الذي افتتح مسجدًا يحمل اسمه حتى اليوم.
مرسي مطروح
فى الأربعينات تغير الحال، وأصبحت (مرسى مطروح) مصيف كثير من النجوم، خاصة بعد أن صورت فيها (ليلى مراد) فيلمها الشهير (شاطئ الغرام) الذي غنت من خلاله أغنيتها الشهيرة (بحب اتنين سوا يا هناي فى حبهم، الميٌه والهوى، طول عمري جنبهم) التى جاء فيها اسم مدينة مرسى مطروح عندما غنت قائلة: (يا ساكنين مطروح .. جنيٌه فى بحركم، الناس تجي وتروح .. وانا عاشقه حيكم).
المعمورة والمنتزه وسيدي بشر
بعد سنوات قليلة هجر النجوم (مرسى مطروح) وأصبحت مدينة الإسكندرية قبلة كل نجوم الفن، وأصبحت مصايفها (بوريفاج، والمعمورة، وسيدي بشر) أشهر من نار على علم، ففى فترة أصبح بلاج المعمورة مصيفا لمعظم الفنانيين فهناك كانت تقيم (صباح)، وفى الطابق الملاصق لشقة (صباح) يقيم (فريد شوقي وهدى سلطان)، وعلى بعد أمتار كانت توجد كابينة (تحية كاريوكا) وبعدها (مديحة يسري)، والذي يجلس عند (مديحة) يرى المنتج (عباس حلمي) في كابينته ومعه (محمود ذوالفقار).
وفى الجهة الأخرى من بلاج المعمورة تقيم (ليلى مراد، وشادية)، والشقيقان المصوران (عبدالحليم ومحمود نصر)، كما يسكن أيضا المصور (أحمد خورشيد وزوجته اعتماد)، والفنانون الذين ليس لهم شاليهات وكبائن فى المعمورة يترددون دائما على زملائهم هناك يقضون السهرات وليالي المرح، و(فريد شوقي وصباح وتحية كاريوكا) أكثر الفنانيين (عرضة) لتردد زملائهم عليهم.
عند (فريد شوقي) تشاهد (ليلى فوزي، جلال معوض، محمد توفيق، محمود السباع، أحمد أباظة)، وكان ملك الترسو دعا هذه المجموعة لتناول الغذاء، وكانت الوجبة الرئيسية على المائدة هى (الكشري) بجميع تحابيشه، أما (ليلى مراد) فوجدنا عندها شقيقها (منير مراد، وزوجته سهير البابلي) والمصور (محمود نصر).
نستطيع الآن بعد أن تناولنا وجبة الغذاء أن نغادر (المعمورة) إلى (المنتزه) وهناك نلتقي بالفنانة (زهرة العلا، وأحمد فؤاد حسن، ونجوى فؤاد) وكان الثلاثة على أهبة النزول إلى البحر، وبالمناسبة تركت (ليلى فوزي) المعمورة والمنتزة، وذهبت إلى بلاج (سيدي بشر) على دراجة بخارية أثارت انتباه المصيفين، وبعد أن وصلت سلمتها أمانة للمنادي كأي (كاديلاك) محترمة، ونزلت إلى البلاج، وقامت بجولتها اليومية التى تبدأ بالبحر، ثم النوم، وفى الليل يبدأ لعب الطاولة والكوتشينة مع زملائها حتى الساعات الأولى من الفجر.
لبنان الأخضر
فى الستينات وحتى منتصف السبعينات كان (لبنان) الأخضر، هو مقصد كثير من النجوم مثل (أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، رشدي أباظة، وعماد حمدي وزوجته نادية الجندي، ونيللي، وأحمد رمزي، وعمر خورشيد، وميرفت أمين) وغيرهم.
الساحل الشمالي والجونة
إلى هذا الحد من الجولة نستأذن القراء لنعود إلى الحاضر وننطلق إلى الساحل الشمالي والجونة، حيث نجد كثير من النجوم يفضلون (الجونة)، نظرا لهدوء المكان وسحره، وقلة عدد سكانه، من هؤلاء ( محمد فؤاد، وهانى رمزي، وسمية الخشاب، ونيللى كريم، ومنة شلبى، ودياب، وهانى سلامة).
أما النجوم الذين يفضلون الساحل الشمالى، رغم الازدحام، فهم غالبا الذين يمتلكون أماكن خاصة وشاليهات لهم، فى مقدمتهم الزعيم (عادل إمام) الذى يقضى كل أشهر الصيف هو وعائلته هناك، وبجواره تجد عددا من النجوم، منهم (كريم عبد العزيز، وياسمين عبد العزيز، ومحمد نور، ومحمد رمضان، وأحمد زاهر، ومى سليم، وأمير كرارة، ومحمد رجب، وغادة عادل، وحمادة هلال، وأحمد وكريم فهمى، ومصطفى خاطر، وريم مصطفى،عمرو يوسف، كندة علوش، ونسرين أمين).
والبعض الآخر يفضل الذهاب إلى جزر المالديف، والمدن الأوربية، مثل (نسرين طافش وياسمين صبري) للاستمتاع أكثر بالطبيعة الخلابة وعدم الإزعاج من قبل المصطافين الذين يهرولون للتصوير عندما يشاهدون النجوم.