رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

من سيد درويش إلى حميد الشاعري .. مشاكل المطربين مع شركات الإنتاج

حميد الشاعري

* نصر محروس يحصل على 4 مليون جنية من شيرين عبدالوهاب، والمطربة تفتح النار على روتانا

* محسن جابر يكسب مليون و200 ألف جنية بسبب عمرو دياب

* سيد درويش يثور على الأرمني (ميشيان) ويمزق نوت أغانيه

* أم كلثوم تسببت فى أزمة طاحنة بين المطربين وأولهم سلامة حجازي، بسبب حصولها على 50 جنية.

* خلاف فريد الأطرش مع منتج أسطواناته أدخله السينما

* تدخل شركة (كايرفون) فى إختيارات (عبد الحليم حافظ) جعلته يؤسس (صوت الفن)

ياسر القصراوي

كتب : أحمد السماحي

الخلاف الحاد الذي حدث منذ أيام بين المغني الليبي (حميد الشاعري)، ومنتج آخر ألبوماته (ياسر القصراوي) صاحب شركة (كامب CAMP) بسبب إخلال (حميد) بشروط التعاقد مع الشركة، مما اضطر الشركة لإتخاذ أولى الإجراءات القانونية مع (حميد) وبات واضحا أن المشكلة أصبحت على أشدها للأسف الشديد! فتح ملف خلافات المطربين مع شركات الكاسيت من قديم الأزل وحتى اليوم.

عمرو دياب
بهاء سلطان

نصر محروس ودياب وبهاء

قبل (حميد والقصراوي) بأسابيع قليلة كانت هناك مشكلة المطرب (دياب) مع المنتج (نصر محروس) الذي منع (دياب) من الغناء بسبب إخلاله بشروط التعاقد بينهما، لكن المطرب (تامر حسني) عقد صلحا مؤخرا بين الطرفين، وعاد (دياب) للغناء تحت مظلة (محروس)، قبلها بشهور كانت هناك مشكلة بين (نصر) والمطرب (بهاء سلطان) حيث قام ( محروس) برفع دعوي قضائية ضد مطربه يطالبه فيها بدفع الشرط الجزائي وقيمته 1.5 مليون دولار أمريكي بينما قام (بهاء سلطان) برفع دعوي قضائية ضد ( محروس) لتستمر الأزمة بين الطرفين دون حكم قضائي حتي الآن.

شيرين

شيرين ونصر وروتانا

مشاكل المطربين مع شركات الكاسيت منذ القدم تتفاوت ما بين التلاسن، والتنمر، والجحود والنكران، واللجوء إلى المحاكم، فكلنا ما زالنا نتذكر مشاكل المطربة (شيرين عبدالوهاب) مع مكتشفها (نصر محروس) التى وصلت إلى ساحات المحاكم، واستمرت لفترة طويلة ونتج عنها صدور قرار من نقابة المهن الموسيقية بمنع (شيرين) من الغناء، وانتهت المشكلات بعدما دفعت شركة (روتانا) قيمة الشرط الجزائي في تعاقدها مع (نصر محروس) وقدره 4 مليون جنية عام 2006، مضافاً إليها تعويض عن حقه في الحفلات الغنائية التي كانت تشارك فيها، وانتهت المشكلة بتعاقد المطربة مع شركة (روتانا)، ثم حدث التلاسن  بين (شيرين عبدالوهاب) والمنتج (سالم الهندي) مدير عام شركة (روتانا) ، مما جعل المطربة تفتح النار على الشركة وأصحابها، وقررت الإنتاج لنفسها، ثم عادت وتعاونت مؤخرا مع (روتانا)، نفس الأمر فعلته المطربة (أمنية سليمان) مع شركة (MUSIC BOSS) التى كان يملكها المنتج (أحمد العريان)، وتابعنا مشكلة (لؤي) مع المنتج (ريتشارد الحاج) قبل أن ينتقل للتعاون الآن مع شركة (عالم الفن).

هيثم شاكر
جمال مروان

هيثم ومصيدة جمال مروان

ليس من المستحب أن نتوقف عند كل مشكلة بالشرح لأننا سنحتاج حلقات وحلقات لو تحدثنا عن ظروف كل مشكلة باستفاضة، ولكن الغرض أن نذكر مقتطفات سريعة عن أشهر المشاكل، حيث كان عدم اهتمام المنتج (نصر محروس) بالمطرب (هيثم شاكر) سببا وراء فسخ التعاقد بينهما، حيث شعر المطرب الشاب إنه لا يحظى برعاية واهتمام المنتج كما كان يفعل مع غيره من الزملاء، بعد ذلك وقع (هيثم شاكر) فى مصيدة المنتج (جمال مروان) الذي أخل بالعقد المتفق بينهما، وأخذ مبيعات ألبوم (أحلى قرار) وفر هاربا للخارج.

محمد محيي

هاي كوالتي تسبب إكتئاب محي

 كما تسببت شركة (هاي كواليتي) في اكتئاب وعزلة المطرب (محمد محي) حيث أبعدته قرابة الخمس سنوات عن الساحة حتى طرحت ألبومه الأخير (مظلوم)، والذي أنهى به التعاقد مع الشركة التى بخلت عليه حتى بتصوير فيديو كليب فما كان من (محي) إلا أن قام بتصوير أغنية (مظلوم) على نفقته الخاصة.

محسن جابر

الهضبة ومحسن جابر

مازال ماثلا فى الذاكرة تلك الدعوة التى رفعها المنتج الشهير (محسن جابر) صاحب شركة (عالم الفن) ضد المغني (عمرو دياب) لاستغلاله أغنيات قديمة كان (جابر) قد انتجها له في بداية مشواره الفني، حيث قدمها (دياب) فى برنامج (الحلم) الذى يتناول سيرته الذاتية، وصدر الحكم بإلزام شركة (روتانا) التى كانت منتجة ألبومات (الهضبة) فى هذا الوقت بسداد مبلغ مالى قدره مليون و200 ألف جنيه إلى شركة (عالم الفن)، واتهام (روتانا) بالتعدى على حقوق الملكية الفكرية لعرضها أغنيات تمتلكها شركة (عالم الفن) سواء لـ (عمرو دياب) أو لغيره دون الحصول على إذن مسبق منها، ولا يمكن أن ننسى الخلاف الشهير بين (محسن جابر وأنغام) الذي منعها على أثره أن تغني أي من الأغنيات التى أنتجها لها في حفلاتها أو حتى في البرامج!.

فنان الشعب سيد درويش

سيد درويش وميشيان الأرماني

وليست خلافات المطربين مع المنتجين مؤخرا جديدة على الوسط الفني، فالخلافات بين المطربين وشركات الإنتاج ولدت مع بداية الغناء ونشأة شركات الاسطوانات التي تطورت الآن وأصبح يطلق عليها بلغة السوق شركات الكاسيت والـ ‏CD‏ .

ففي عام 1920 لم تكن تقنية وإمكانات تعبئة الاسطوانات متوافرة لدي شركات الاسطوانات في مصر عدا شخصا أرمنيا يدعي (ميشيان) والذي كان يمتلك محلا لبيع الاسطوانات تحت مسكنه‏،‏ وعلي السطوح أقام ستديو التسجيل الخاص به، والذي كان فقيرا في إمكاناته، فقد كان محدودا أويمكن القول بأنه ساذجا في انتاجه،‏ وفي أحد الأيام مر فنان الشعب (سيد درويش) والكاتب والشاعر(بديع خيري) بضائقة مادية وفكرا أن يتعاونا مع (ميشيان)، وذهبا إليه يعرضان عليه ثماني أغنيات وقالا له: (هذه الأغنيات طلبتها منا الست منيرة المهدية‏،‏ والست أسما الكمسارية، والست نعيمة المصرية‏، لكننا قبل أن نعطيهم لواحدة منهن قلنا‏ ‏نفوت عليك أولا نظرا للمودة التي بيننا ونأخذ رأيك فيها، وإن أعجبتك نعطيها لك تطبعها في شكل اسطوانات ونأخذ ثمنها منك).

وأدرك الأرماني الخبيث حقيقة حالهما، وكيف أنهما محتاجان فعرض عليهما مبلغا تافها وهو يقول لهما‏: (‏أنا حاخذهم عشان خاطركم بس، وأركنهم لما احتاج لهم لأن عندي حاجات كتير دلوقتي‏)، فرحب (بديع خيري) بالمبلغ الزهيد الذي كان عبارة عن ثلاثة جنيهات لكن الشيخ (سيد درويش) ثار على الرجل الأرمني وأمسك بالنوت الثماني الخاصة بالأغنيات ومزقهم إربا إربا وألقي بها على الأرض أمام (ميشيان) وقال له: (‏نأكلها بملح أو حتى نجوع لكن لا نتنازل عن عرقنا وكرامتنا الفنية) وخرج مسرعا من المحل‏.‏

أم كلثوم

أم كلثوم تشعل السوق!

ظل الوسط الفني يتندر بتلك الواقعة علي مدي سنوات طويلة فيما بعد، وفي عام 1926 اتجهت (أم كلثوم) اتجاها جديدا في أسلوب غنائها وكونت أول تخت لها‏،‏ وغيرت زيها من بالطو وكوفية وعقال إلي ملابس حديثة، وفي نفس العام تعاقدت معها إحدي شركات الاسطوانات فسجلت اسطوانتها الأولي بأجر قدره 20 جنيها،‏ لكن حدث خلاف بين (أم كلثوم) وصاحب شركة الاسطوانات بعد أن نصب عليها وزعم لها أن اسطواناتها لا تباع ولا تحقق أي نجاح، وأنه يتكبد خسائر مادية كبيرة،‏ وعلي إثر تلك الخلافات والمشاكل تركت (أم كلثوم) الشركة وذهبت إلي شركة  (أوديون) التي كانت أوشكت علي الإفلاس فأنقذتها من الإفلاس على الرغم من العقد بين هذه الشركة وبين (أم كلثوم) كان في صالح (أم كلثوم).

حيث كانت (أم كلثوم) تتقاضى عن الاسطوانة الواحدة مبلغ ( 50 جنيه)‏، وهو يعد مبلغا ضخما لم يسبقه أحد قبلها حتي عام ‏1927‏، وحتى لم يصل إليه أساطين الطرب أمثال (سلامة حجازي ويوسف المنيلاوي، ومنيرة المهدية، وفتحية أحمد)، فقد كان أجر (صالح عبد الحي) في ذلك الوقت مقابل ملء الأسطوانة (12 جنيه)  وكان أعلي أجر يحصل عليه مطرب يليه (محمد عبد الوهاب) 10 جنيه.

جدير بالذكر أن الصحف قد نشرت  هذا الاتفاق مع (أم كلثوم) علي خمسين جنيها للأسطوانة الواحدة في صفحة كاملة، وأضافت أنه قد بيع ‏15‏ ألف اسطوانة في ثلاثة أشهر‏، وما أن تم نشر الخبر حتي سارع كل المطربين يطالبون الشركات التي يتعاملون معها بمساواتهم بـ (أم كلثوم)‏، وحدثت مشاكل وخلافات كثيرة كان أبرزها ترك (عبد الوهاب) للشركة التي يتعامل معها وانضمامه إلي شركة (بيضافون) نظير أجر قدره  ‏30‏ جنيها عن الاسطوانة الواحدة‏.‏

فريد الأطرش

فريد الأطرش وكولومبيا

وتلك الواقعة التي حدثت لـ (عبد الوهاب) تذكرنا بما حدث أيضا للموسيقار (فريد الأطرش)‏، ففي بداية الثلاثينيات تعاقد (فريد الأطرش) مع شركة (كولومبيا) للأسطوانات علي ملء اسطوانات لها نظير ‏8‏ جنيهات عن الاسطوانة الواحدة وبالفعل قدم أولي أسطواناته وكانت بعنوان (عمري ماحقدر أنساكي)، وحققت نجاحا لافتا للنظر‏، بعدها قدم اسطوانة أخري بعنوان (أفوت عليك بعد نص الليل)، ونالت نفس النجاح‏، ثم قدم اسطوانة ثالثة بعنوان ( يانسمة تسري)، وحققت هى الأخري نجاحا كبيرا‏.

 وعن هذه الفترة يقول (فريد الأطرش) في كتابه (لحن الخلود) الذي يحكي قصة حياته: (كنت في إنتاجي الموسيقي في تلك المرحلة حددت لنفسي أسلوبا اعتبره النقاد حدثا موسيقيا فقد حلقت في الآفاق أغنية (ياريتني طير لأطير حواليك)،‏‏ وأغنية (باحب من غير أمل)، وكان أسلوبي فيهما مطابقة اللحن لكلمات الأغنية‏، والجديد إنني خلصت الأغنية لأول مرة من التطريب التركي والتطويل الممل.

وإذا كان اللون الشرقي هو مصدر أنغامي فإنني لم أتردد في التطعيم بـ (التانجو) الذي كان أميز الألحان الراقصة في الموسيقي الغربية، وكان هذا المزج حدثا بدوره، لكن هذا الجديد الذي حلق باسمي وطار به لم يجعل شركة (كولومبيا) للاسطوانات التي تعاقدت معها ترفع أجري عن الأسطوانة الواحدة رغم أنني حققت لهم أرباحا مذهلة‏، خصوصا أسطوانتي (ياريتني طير) و(باحب من غير أمل)، فما كان مني إلا أن تركت هذه الشركة لبخل صاحبها‏ وتعاقدت مع (ميشال بيضا) صاحب شركة أسطوانات (بيضافون)، والذي كان له الفضل فيما بعد على وعلي شقيقتي (أسمهان)‏ بل كان سببا في دخولي مجال السينما وتقديمي لفيلم (انتصار الشباب)‏.‏

عبد الحليم حافظ واختياراته

إذا كان (فريد الأطرش) قد ترك شركة (كولومبيا) جراء بخل صاحبها فإن (عبد الحليم حافظ) ترك أيضا شركة (كايروفون) لتدخل صاحبها في اختياراته الغنائية، والحكاية ببساطة أنه بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنيات (عبد الحليم حافظ) في بداية الخمسينيات مثل (على قد الشوق، صافيني مرة، يا قلبي خبي، هى دي هى، الحلو حياتي) تهافتت عليه شركات الاسطوانات فتعاقد مع شركة (كايروفون)‏،‏ وحاولت هذه الشركة التدخل في كل كبيرة وصغيرة بالنسبة للأغنيات التي يغنيها، لكن (حليم) رفض ذلك بشدة وقال للموسيقار (محمد عبد الوهاب) الذي كان من كبار المساهمين في هذه الشركة لن أعمل مع هذه الشركة مرة ثانية ولو أعطوني مليون جنيه‏.

وعرف عبد الوهاب أن قرار (حليم) لا رجعة فيه‏،‏ ويقول عبد الحليم) عن هذه الواقعة : (لم أتخذ قرار عدم تعاوني مع شركة كايروفون مرة ثانية ليس لأنني عنيد‏، ولكن لأنني اكتشفت أنهم لا يمكن أن يفهموا كيف أن الفنان شحنة إحساس، وعرضت علي عبد الوهاب أن نكون معا شركة اسطوانات‏، وكان هذا القرار غريبا لأنني لم أتعود أن أكون صاحب مشاريع اقتصادية‏،‏ لكن أصبح ذلك الأمر ضروريا حتي لا أسمح لمن لا يفهم بأن يتدخل في عملي،‏ ولاحظ الصديق الشيخ (عبد الله المبارك) أنني في حالة ضيق فعرض أن يعطيني ضمانات اقتصادية لبداية تكوين شركة (صوت الفن‏)، وبالفعل أسسنا شركة (صوت الفن).

لطيفة

لطيفة الاستثناء

منذ صناعة الموسيقى والحرب دائرة بين المطربين، ومنتجين أغنياتهم، الحالة الوحيدة التى لم تحدث فيها خلافات كانت بين المطربة (لطيفة) ومنتج ألبوماتها (موريس إسكندر)، واستمرت علاقة (لطيفة) بينها وبين (دوريس موريس) ابنة المنتج الراحل مثل (السمن على العسل) حتى الآن، ولهذا تعد (لطيفة) الاستثناء الوحيد بين المطرب وشركة الكاسيت، فمعظم المطربين (أندال)! ولا يصونوا العيش والملح، لدرجة أن المنتج (نصر محروس) قال لي ذات مرة: (لو ذراعك مطرب اقطعه!).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.