كتب : أحمد السماحي
نظراً لأن طبيعة عمل التنظيمات الإرهابية أصبحت عابرة للحدود الآن، سواء عبر الانتقال المباشر أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مرتعا للتطرف والجريمة، فإن القضاء عليها في العالم العربي تحديدا يحتاج في نفس الوقت إلى أن يكون التعاون بين الدول عابراً للحدود على ذات المستوى، كما أنه ولابد من فضح هذه التنظيمات الإرهابية الدولية عبر كل وسائل (الميديا) الحديثة، وأهم هذه الوسائل الدراما التى تخترق القلوب قبل العقول وتخاطب الضمير الإنساني، والتى بدأت فى السنوات الأخيرة تتصدى لقضية الإرهاب بالفعل من خلال أعمال وطنية تهدف للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وتؤكد على مبادئ الإنسانية والرحمة.
فشاهدنا المسلسل المصري الوطني الملحمي (الاختيار) الذى حظى بمشاهدة جماهيرية ضخمة بجزئيه الأول 2020، والثاني 2021، ولعل هذا الهم القومي العربي المشترك في مكافحة الإرهاب دفع كثيرمن النجوم وشركات الإنتاج الغيورين على أوطانهم محاكاة وتقليد (الاختيار)، ففى رمضان 2021 استمتعنا بمسلسل (غسق) الليبي، وهذه الأيام يتم في العراق تصوير مسلسل وطني قومي عربي بعنوان (ليلة السقوط)، تأكيدا وتلبية لكلمة الرئيس العراقي (برهم صالح) الذي أكد منذ أيام أن التكاتف الدولي ضروري لمواجهة التحديات العالمية وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطرف، مشددا على أهمية التكاتف الدولي والإقليمي من أجل مواجهة التحديات العالمية المختلفة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطرف وتخفيف التوترات وإرساء السلام في المنطقة.
هذه الحالة الوطنية دفعت المنتج والإعلامي المتميز الدكتور (قيس الرضواني) رئيس منظمة (كتاب بلاحدود) في الشرق الأوسط، لإنتاج مسلسل وطني عربي قومي ضخم عبر شركة (بلا حدود للإنتاج الفني والسينمائي) وبالتعاون مع شركة (عشوب موفز)، بعنوان (ليلة السقوط)، تأليف الكاتب المصري المتميز (مجدي صابر)، إخراج السوري (ناجي طعمى)، وبطولة نخبة من النجوم العرب من مصر وسوريا والعراق والأردن وتونس، فمن مصر(طارق لطفي، وأحمد صيام)، من سوريا (باسم ياخور، كنده حنا)، من الأردن النجمة (صبا مبارك) إلى جانب كوكبة من نجوم الدراما العراقية وابرزهم (جواد الشكرجي، وخليل ابراهيم، وذوالفقار خضر، وريهام البياتي، وبيداء المعتصم، وروكيان، وألاء نجم).
الدكتور قيس الرضواني أعرب لـ (شهريار النجوم) سعادته البالغة بأن يكون أول إنتاج لشركته من خلال مسلسل وطني قومي يشترك فيه نخبة من النجوم العرب ويتصدى لقضية خطيرة، حيث يتناول أحداث الموصل خلال احتلالها وتطهيرها، وقد كتب النص بشكل رائع الكاتب المبدع (مجدي صابر)، تناول فيه مرحلة من أبشع المراحل التي مر بها العراق وأبرز تكاتف شعب العراق بكل مكوناته في مواجهة قوى الظلام والطغيان التي حاولت محو تاريخ العراق الجميل.
وصرح (الرضواني): أن التصوير يتم الآن في (أربيل والموصل) حيث تتكاتف جهود الفنانين والفنيين لصنع دراما تليق برفعة ومكانة النص الذي كتبه الكاتب المرموق (مجدي صابر) وبالقصة الخطيرة التى يتناولها المسلسل، والذي سيتم عرضه بمجرد انتهاء التصوير.
وقال: لن ننتظر لقدوم شهر رمضان، لأن الدراما العربية تكون كثيرة، والجمهور في حيرة أي الأعمال يشاهد، لكن الموسم الشتوي تحديدا سيكون مناسبا لعرض المسلسل الذي نتمنى أن يحظى بمشاهدة جماهيرية ضخمة على مستوى العالم العربي وتصل رسالته المهمة إلى الجميع.
وعن اللهجة التى يتحدث بها أبطال المسلسل، هل هى لهجة موحدة أم كل نجم يتحدث بلهجته قال (الرضواني): كل النجوم سيتحدثون باللغة العربية البيضاء البسيطة المفهومة لكل العالم العربي، حتى تصل رسالتنا.
جدير بالذكر أن (أيدن معروف) وزير المكونات في حكومة إقليم كوردستان العراق استقبل وقبل بدء تصوير المسلسل الدكتور (قيس الرضواني) وبعض فريق عمل المسلسل، ودار حديث موسع ومثمر بين الطرفين حول المسلسل، وقد أبدى مخرج العمل (ناجي طعمى) رؤيته الإخراجية التي تهدف إلى إبراز ما طال المكونات في الموصل من ضيم وغبن على يد التنظيم الإرهابي، كما بين مدير الإنتاج (وائل السعيد ) استهداف الخطة الإنتاجية لإبراز هذا الدور الإنساني المهم.
من جانبه أكد (أيدن معروف) حرص وزارته على تقديم كل المعلومات والبيانات التي تخدم العمل، وتفاءل الوزير بمشاهدة عمل عالمي يوثق الجرائم ضد الإنسانية من جهة، وثبات (بغداد وأربيل) لدحر مغول العصر الجديد من جهة أخرى.