تعرف على الأغنية التى شهرها (محمود عبدالعزيز) بعد 20 عاما من غنائها
كتب : أحمد السماحي
فن العرائس لغة تخاطب كل الأعمار والفئات الاجتماعية، وللأسف هناك نظرة من جانب الكثيرين إلى مسرح (العرائس) باعتباره مسرحا للأطفال رغم أن (العروسة) في حد ذاتها كان لها دور تربوى فى الوعى المصري، ودور آخر فى المعارضة السياسية التى جرى الكثير منها على لسان عروسة الأراجوز، وفى بداية السبعينات شهد مسرح القاهرة للعرائس بالعتبة، تقديم عرض يُعلي من شأن العلم والتعليم بعنوان (أبوعلي) ديكور وعرائس (نجلاء رافت)، تأليف المبدع (سيد حجاب)، موسيقى وألحان (إبراهيم رجب)، إخراج رائد مسرح العرائس (صلاح السقا).
فى هذا العرض كتب المبدع (سيد حجاب) مجموعة من الأغنيات الرائعة التى غنتها المجموعة، ومعهم المطربة مصرية الصوت (عزيزة عمر) التى قدمت عدة أغنيات متميزة للغاية فى العرض، وأعتقد أن الأغنيات التى قدمت في مسارحنا المصرية لو جمعت وتم تقديمها مرة أخرى، سنجد إننا لدينا كنوز غنائية لا تعد ولا تحصى، مليئة بالكلمة المختلفة، واللحن العذب الشجي، بعيدا عن المفردات المستهلكة التى مللنا منها والتى تطل علينا ليل نهار من الإذاعة والتليفزيون!.
من حسن حظي إنني كنت صديق ملحن (الغلابة والعمال والفلاحين) عمي (إبراهيم رجب) الذي أهداني الكثير من روائعة الغنائية سواء فى المسرح أو الدراما، من بينها أغنيات مسرحية (أبوعلي) التى تبدأ بهذه الأغنية لتقديم بطل المسرحية (أبوعلي) الذي جسده صوتيا النجم (صلاح قابيل) والتى يقول مطلعها:
أبوعلي واد عجب
جدع وشجاع وجميل
لو يوزنوه بالدهب مافيش دهب يكفيه
عالم، ومتعلم، لو الزمن ضلم
لو البلد بلم، أبو علوه يتكلم
بكلمة منه يا سلام سلم
ومن الأغنيات التى تحمل كلمة مختلفة عن حلم بنوتة صغيرة بفارس أحلام بسيط مثلها، أغنية بعنوان (استني يا أيام) التى غنتها المطربة (عزيزة عمر) وتقول كلماتها :
استني يا أيام استني، استني، هدي ولا تجريش
ده أنا قلبي عصفور جنة متحني، لكن قليل الريش
الدنيا مالها والزمن ماله، مالهم ومالي وفين يا قلبي نروح
مش عايزة أنا واحد غني بماله، ولا بجماله
أنا عيزاه غني بالروح أفرح وأعيش.
كما غنت (عزيزة) أيضا أغنية رائعة تطلب من حبيبها (أبوعلي) المسافر أن يرجع ومعاه الحكمة والعلم، فتقول :
مع السلامة، مع السلامة
روح بالسلامة، وعود بالسلامة
مع السلامة تروح وتيجي بالسلامة
وتيجي معاك الحكمة وتجيب العلام
وتجيب لي سر المعرفة وأحلى الكلام
وتجيب معاك لناس بلادنا الإبتسامة
لم تطلب الحبيبة من حبيبها دهب ولا ياقوت ولا مرجان ولا فستان، طلبت يرجع لها بالعلم والمعرفة والحكمة لأن هؤلاء سيصنعون الابتسامة لناس بلادنا البسطاء، وتعود لتؤكد طلب العلم والحكمة من حبيبها فى أغنية آخرى فتقول له :
قلبنا وياك وبنستناك، يا حبيب الناس
روح وتعالى يا رحالة، يا حبيب الناس
قلبي وياك خطوة بخطوة، وكلمة بكلمة
تعالى إملأ حياتنا الحلوة بسر الحكمة
أكتب واكتب واملى الكراريس
وأرجع لنا هنا مرفوع الرأس.
ومن مفاجأت هذا العرض أغنية تبادلت غنائها (عزيزة عمر) مع المجموعة يقول مطلعها :
يلا بينا تعالوا نسيب اليوم فى حالوا
وكل واحد مننا يركب حصان خياله
درجن درجن، درجن درجن
طبعا وكالعادة اقتصر نجاح الأغنيات على الجمهور القليل الذي شاهد العرض فى السبعينات، ومع مرور الأيام نسى الناس أغنيات مسرحية (أبوعلي)، وعندما بدأ المخرج (دواد عبدالسيد) تصوير فيلمه الشهير (الكيت كات) تطلب تقديم الشيخ (حسني) بطل الفيلم لأكثر من أغنية، وهنا تذكر عمي (إبراهيم رجب) بحكم أنه ملحن أغنيات الفيلم، أغنية (يلا بينا تعالوا) التى قدمها في مسرحية (أبوعلي) لأنه وجدها مناسبة تماما للموقف الذي ستغنى فيه ضمن أحداث الفيلم، ولاقت الأغنية استحسان (دواد عبدالسيد، ومحمود عبدالعزيز) الذي قام بغنائها، فإذا بها تحقق نجاحا كاسحا لم تحققه عندما قدمت قبل 20 عاما من تلحينها، ويخرج الناس من الفيلم وهم يرددون (درجن درجن) وأصبحت هذه الأغنية ملمحا رئيسيا وعنوانا للفيلم، وعندما تذكر الأغنية يتذكر الناس الفيلم، والعكس صحيح.
ألم أقل لكم أننا لدينا كنوزغنائية رائعة جدا محبوسة بين ستائر المسرحيات، وشرائط الأفلام، ومشاهد المسلسلات.! وأبسط مثال أغنية (درجن درجن) التى لم يشعر بها أحد عندما قدمت أول مرة، وعندما استخدمت في فيلم ناجح حققت نجاحا كبيرا.