سر إعطاء عبدالحليم حافظ (شلنا) لـ (حمدي الكنيسي) !
كتب : أحمد السماحي
كان الإعلامي الكبير (حمدي الكنيسي) الذي شيعت جنازته منذ قليل، يتمتع بشخصية جذابة وعندما تجلس معه لا تشعر بمرور الزمن فحديثه ممتع وشائق مغلف بعشق الوطن، ملئ بحكم السنين وتجارب العمر، وخلاصة قراءات متعددة وجادة في الأدب والسياسة والعلم، وما كان يلفت نظري فى هذه الشخصية الإعلامية الكبيرة بجانب الذكاء الحاد، ذاكرته التى لا تكاد تنسى أي شيئ من الأحداث التى مرت في شريط العمر.
ولقد ترددت عليه أكثر من مرة، وأجريت معه أكثر من حوار، ولاحظت أثناء ذلك أن لديه يقظة فكرية، وتذكر قوي لما مر به من أحداث العمر بأناسه وأحداثه وذكرياته، وقدرة رهيبة على التركيز، وهو في كل الأحوال عذب العبارة، بسيط الأسلوب، جذاب فى حديثه.
حكى مرة أنه أثناء حرب أكتوبر كان يقدم برنامج (صوت المعركة)، وبسبب هذا البرنامج كان يذهب يوميا إلى الجبهة كمراسل حربي، وكان يومه يبدأ مع الفجر، وينتهي مع آخر ضوء للشمس، وكان يحضر من الجبهة ليجد أصدقائه ينتظرونه فى المكتب ليسمعوا منه آخر الأنباء فى الجبهة، باعتباره شاهد عيان، ولا يكتفون لانتظار سماعها فى النشرات أو البرامج.
وذات يوم وبالتحديد يوم 8 أكتوبر عام 1973 قام العميد (حسن أبو سعدة) قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلى (دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة) وتدمير كافة دباباته وأسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد (عساف ياجورى).
وعاد (الكنيسي) وهو حاملا خبر أسر (عساف ياجوري) فوجد (عبدالحليم حافظ، وبليغ حمدي، وصلاح عرام، ووجدي الحكيم، وكامل البيطار، ومحمد رشدي) ينتظرونه فى المكتب، وعندما علم (عبدالحليم) بالخبر السعيد وزع على كل الموجودين (شلنات) ورقية جديدة، وكان نصيب (حمدي الكنيسي) واحدا ظل محتفظا به حتى رحيله اليوم.