رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الكاتب الكبير (محمد السيد عيد): مصر تمتلك كتيبة من المبدعين الغائبين عن قصد.!

* شريف عرفه كان مرشحا لإخراج (طلعت حرب) وحالت الميزانية دون ذلك

* سيرة (طلعت حرب) أهم وأغني من سيرة (أحمد زكي)

* لدي مسلسل عن تجديد الخطاب الديني يتحدث عن سيرة حياة (ابن رشد)

* (عبدالحي أديب) طلب أن يدرس (قاسم أمين) فى المدارس ليعرف الطلبة تاريخهم

* غياب (يسري الجندي، كرم النجار، محمد جلال عبدالقوي، بشير الديك، عاطف بشاي، محمد حلمي هلال) عن الدراما مخطط متعمد.!

محمد السيد غيد: يوجد مخطط متعمد لإبعاد المبدعين عن الدراما المصرية

كتب : أحمد السماحي

بعد الحديث الرائع لفخامة السيد الرئيس (عبدالفتاح السيسي) عن قضية أهمية الوعي من خلال الأعمال الفنية الجادة، حيث قال تحديدا : (أنا داعم لأي عمل فني يهدف لبناء الوعي الحقيقي بما فيه الوعي الديني)، وذلك فى مداخلة مع الإعلامية (عزة مصطفى) مقدمة برنامج (صالة التحرير) عبر قناة (صدى البلد)، حرص خلالها على توجيه رسالة دعم ومساندة  للضيف الكاتب والسيناريست (عبد الرحيم كمال)، واحترامه وتقديره الكامل للقوى الناعمة وللفنانين الذين ينتموا لمهنة مهمة للغاية يتشرفون بالانتماء لها.

بعد هذه المداخلة أصدرت شركة (صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات) بيان صحفي تطالب فيه الشركة المسئولة الآن عن إنتاج المسلسلات تبني وإنتاج مسلسل (طلعت حرب) الجاهز لدوران الكاميرا، تلبية لدعوة الرئيس للمبدعين بتقديم أعمال تسهم في تنمية الوعي.

والحقيقة أننا في بوابة (شهريار النجوم) وقبل أن تصدر شركة (صوت القاهرة) بيانها كنا أول من طلبنا بإنتاج مسلسل (طلعت حرب) وذلك فى موضوع نشر يوم 9 فبراير 2021 تحت عنوان (شجرة الدر، ومحمد علي، وطلعت حرب،.. أعمال خالدة تبحث عن شركة إنتاج)، وأضفنا مع هذه الأعمال العظيمة مسلسلات أخرى مهمة مثل (مداح القمر، زين الحسني، ليه الحياة حلوة، بالحب هنعدي).

طلعت حرب .. رائد الاقتصاد المصري

دعوتنا لإنتاج هذه الأعمال، كانت قبل أن نشاهد (المهلهلات الدرامية) التى عرضت فى شهر رمضان هذا العام، والتى كانت غارقة فى الإسفاف والتافهة تارة، والخرافة والإثارة على جناح الخروج عن التقاليد باستخدام تعبيرات ساقطة بغرض لفت الانتباه تارة أخرى، ناهيك عن النقل والسرقة من أعمال تخالف القيم المصرية والعربية التى تربينا عليها، فضلا عن المط والتطويل والتساهل والتمادي فى الترهل وغيرها من موبقات أثرت بالسلب على شكل وملامح الدراما المصرية التى كانت رائدة فى الموضوع الإجتماعي والتاريخي والديني والكوميدي المبهج قبل أن تتراجع وتغوص فى وحل التردي الحالي.

 وحتى نكون عادلين ومنصفين وجدنا فى الموسم أعمال تعد على أصابع اليد الواحدة هى التى أنقذت الموسم من الفضيحة، وهذه الأعمال هى (الإختيار، هجمة مرتدة، لعبة نيوتن، القاهرة كابول، نجيب زاهي زركش، ضل راجل، المداح، والطاووس).

نبيل الحلفاوي وسيد عزمي في مشهد من مسلسل (الزيني بركات)

ولأننا نتبنى حملة لـ (رد الاعتبار للدراما المصرية) تلك التى لعبت دورا مهما كقوى ناعمة فى تاريخ مصر والمنطقة العربية على مستوى الشكل والمضمون، بعد أن تجرأ بعض السفهاء على الكتابة الدرامية مثل (مي عمر، وإنجي علاء) وغيرهما، لجأنا إلى كاتبنا المبدع الكبير(محمد السيد عيد) صاحب الأعمال التى لا تنسى مثل (الزيني بركات، الإمام الغزالي، الشهاب، زمن العطش، شاطئ الخريف، قاسم أمين، مشرفه رجل لهذا الزمان، علي مبارك) وغيرها من الأعمال التى سكنت وجداننا، وهو أيضا صاحب مسلسل (طلعت حرب) الذي لم يخرج حتى الآن للنور.

فى البداية أعرب مبدعنا الكبير (محمد السيد عيد) لـ (شهريار النجوم) عن سعادته البالغة بما جاء في كلام سيادة الرئيس (عبدالفتاح السيسي) عن الفن المصري وتأثيره في بناء الوعي، وقال: إذا كان هناك نية فعلا لتحقيق دعوة سيادة الرئيس فأرى أن تكون البداية من خلال مسلسل (طلعت حرب) الذي كان من المقرر أن تنتجه شركة (صوت القاهرة) لكن عدم وجود  ميزانية وقف حائلا دون خروج المسلسل للنور، وأتذكر أن الأستاذ (محمد العمري) المسئول السابق لشركة (صوت القاهرة) من شدة حماسه لخروج هذا المسلسل للنور اتصل بالمخرج الكبير (شريف عرفه) وطلب منه أن يتولى  إخراجه، ووافق (عرفه) وطلب قراءة الحلقات.

الاحتفال بتصوير مسلسل (علي مبارك)

وبالفعل أرسلنا له الحلقات، لكن انقطعت الاتصالات بسبب عدم وجود ميزانية، رغم أن المسلسل كان سيدعمه كلا من (بنك مصر)، ورجل الأعمال الراحل (محمد فريد خميس) الذي كان متحمسا لدعم المسلسل وخروجه للنور، لكن للأسف الشديد!، شركة (صوت القاهرة) لم تستفد من هذه العروض، حيث كان من وجهة نظر المسئولين وقتها أن هذا ليس كافيا، حيث يتطلب المسلسل ميزانية ضخمة!.

وأضاف مؤلف (الإمام الغزالي): أعتقد أن مسلسل عن (طلعت حرب) أهم من تقديم مسلسل عن النجم الكبير (أحمد زكي) الذي كانوا ينون تقديمه، مع حبي وتقديري الكبير لهذا الفنان الاستثنائي الموهبة، لكن حياة (طلعت حرب) مليئة بالثراء والغنى الفني على مستوى بناء الاقتصاد المصري وصناعة السينما وغيرها من جوانب تستحق تسليط أضواء كاشفة عن مسيرته العظيمة، أكثر من حياة (زكي).

وأوضح (محمد السيد عيد): أن مسلسل (طلعت حرب) هو الجزء الرابع من مشروعه لكتابة تاريخ مصر الحديث تليفزيونيا عبر مجموعة من المسلسلات التاريخية، كان الجزء الأول عن (قاسم أمين)، وتلاه الجزء الثاني عن (علي مبارك) وكان الجزء الثالث عن الدكتور(علي مصطفى مشرفه).

كمال ابوريه مجسدا قاسم أمين

وقال: اختياري لهذه الشخصيات راجع إلى أنني أريد أن أقدم القدوة للشباب الباحثين عنها، في زمن عزت فيه القدوة، فـ (قاسم أمين) مفكر كبير، ورائد تحرير المرأة في الشرق، و(علي مبارك) أحد أضلاع مشروع تحديث مصر العظيم المعروف باسم (مصر قطعة من أوروبا)، أما (مشرفة) فهو عالم رياضي وفيزيائي حلم فى وقت مبكر بأن تستفيد مصر بالطاقة النووية فى السلم والحرب، وكان صاحب مشروع لنهضة الوطن.

أي أنهم جميعا ساهموا فى بناء مصر، ولم يبحث أحد منهم عن مغانم، أو مقابل، بل ضحوا بالجهد والوقت والمال في سبيل وطنهم، وتقديم القدوة لم يكن هدفي الوحيد، فقد كانت لي أهداف أخرى منها تعريف الناس بتاريخهم، بعد أن تراجع الاهتمام بمعرفة التاريخ الوطني، والشيئ الثالث الذي دفعني لتبني هذا المشروع هو رغبتي فى إعادة قراءة التاريخ المصري الذي لاحظت فيه مغالطات كثيرة.

وأضاف (محمد السيد عيد): لقد تعلمنا مثلا لسنوات طويلة أن الأسرة العلوية كانت لا تشعر بالانتماء لمصر، ويقف أبناؤها ضد مصالح الوطن، ويتعاونون مع المحتل ضد مصالحه، لكني حين قرأت التاريخ بحياد وجدت أن هذا الكلام يحتمل النقاش، بل أنه يخطئ فى حق كثير من أبناء هذه الأسرة وحكامها، ومن هنا فقد حاولت أن أصحح المفاهيم الخاطئة التى توارثناها.

أحمد شاكر عبد اللطيف لعب دور (على مصطفى مشرفة)

واسترسل قائلا: وإلى جوار هذا كله فقد كنت أرمي إلى الربط بين الماضي والحاضر، ففي الماضي دروس كثيرة تتماثل مع ما نعيشه الآن، أو ما نريده الآن، مثل اعتزاز العلماء بعلمهم، وتأكيد قيمة العلم، وعدم إلغاء العقل فى التعامل مع التصوص الدينية، وغيرها من القيم التى أرى أهميتها لحياتنا المعاصرة.

وأكد مؤلف الزيني بركات: أنه يعتز جدا بكلمة المؤلف والكاتب الكبير (عبدالحي أديب) الذي أعرب عن سعادته الغامرة بمسلسل (قاسم أمين) أثناء عرضه، وقال: هذا المسلسل يجب أن يدرس فى المدارس ليعرفوا الطلبة تاريخهم.

نص بيان شركة (صوت القاهرة)

وصرح مبدعنا الكبير قائلا: إذا كان المسئولين عن الإنتاج الدرامي يريدون تجديد الخطاب الديني فلدى مسلسل أوشكت على الانتهاء من كتابته حيث كتبت منه حتى الآن 25 حلقة عن حياة (ابن رشد) مكتوب وجاهز لدوران الكاميرا، لكن يبدو أن المسئولين الحاليين عن الدراما لا يريدون جيلي من الكتاب، خاصة أن مصر تمتلك مجموعة من كبار الكتاب المبدعين الغائبين عن قصد!، وإلا بالله عليك بماذا تفسر غياب (يسري الجندي، كرم النجار، محمد جلال عبدالقوي، بشير الديك، عاطف بشاي، محمد حلمي هلال) وغيرهم عن الساحة الفنية في وقت تبدو فيه الدراما المصرية فى أشد الإحتياج إلى فكرهم وإبداعهم.!، بعد أن شاهدنا ما شهدناه من تردي فى المسلسلات التليفزيونية خلال السنوات الأخيرة.!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.