جحود ونكران (حميد الشاعري) لـ (القصراوي) الذي أعطاه (قبلة الحياة) !
كتب : أحمد السماحي
(الندالة لها ناسها) .. هكذا يمكن وصف الحالة، فخلال الأيام القليلة الماضية نشب خلاف حاد بين المغني والموزع والملحن الليبي (حميد الشاعري)، ومنتج آخر ألبوماته (ياسر القصراوي) صاحب شركة (كامب CAMP) ، بسبب إخلال (حميد) بشروط التعاقد مع الشركة، مما اضطر الشركة لاتخاذ أولى الإجراءات القانونية مع (حميد) وبات واضحا أن المشكلة أصبحت على أشدها للأسف الشديد!.
بداية المشكلة
ترجع بداية المشكلة إلى أن (الشاعري) ظهر في أكثر من لقاء تليفزيوني، وحفلات آخرها في الساحل الشمالي، ولم يغن أي أغنية من أغنيات ألبومه الأخير، رغم جمال الأغنيات ومطالبة الجمهور خاصة فى حفله الأخير بغناء أكثر من أغنية، هذا التصرف غير المسئول من مغني من المفروض أنه له تاريخ، أغضب أولا جمهوره الذي طلب الاستماع إلى هذه الأغنيات، وأغضب (ياسر القصراوي)، خاصة أنه جازف وأعاد المغني الليبي إلى الساحة الغنائية بعد غياب حوالي 14 عاما بعد فشل آخر ألبوماته (روح السمارة) الذي أنتجه له المنتج الكبير (محسن جابر) عام 2006، وأعلن بعده توبته عن الإنتاج لـ (حميد) أوغيره من النجوم، وأكتفى فقط بالتوزيع، والإنتاج للشباب الجدد.
عودة للوراء
بعيدا عن المشكلة تعالوا بنا نرجع للخلف بعض الشيئ ونعرف سر إنتاج (القصراوي) للمغني الليبي!، وبنظرة لتاريخ الاثنين نجد أن الشفقة والعطف والصداقة وحب المجازفة كانوا هم السبب فى إنتاج (القصراوي) لـ (حميد) حيث تربطهما صداقة وطيدة منذ ثلاثين عاما، وعندما وجد المنتج صديقه لا يعمل ولا يطلبه أحد فى حفلات أو برامج إلا فيما ندر أشفق عليه وعلى تاريخه وقرر المجازفة والإنتاج له رغم تحذير كل المقربين منه، حتى أن بعضهم نصحه بعدم إنتاج ألبوما كاملا لأن سوق الغناء منذ سنوات (مضروب)!، ولا تأتي الألبومات بأي عائد مادي نظرا لأشياء كثيرة من أهمها القرصنة على الإنترنت فور طرح الألبوم مباشرة وإذا كان يريد المجازفة فليجازف بأغنية واحدة وبعدها يقرر!.
قبلة الحياة
رغم هذه الأراء المعارضة لكن صاحب شركة (كامب CAMP) أصر على المضي فيما خطط وفكر فيه، وحتى يعطي للمغني الذي كانت شمس نجوميته بدأت تغرب للأبد (قبلة الحياة) قام بدفع نفقات باهظة على الألحان والكلمات والتوزيع والإستديوهات، وجاء الألبوم الذى حمل إسم (أنا بابا) يحمل تنوعا شديدا على مستوى الكلمة واللحن والتوزيع، فضلا عن وجود أكثر من (ديو) غنائي لحميد مع شباب جدد ينتظرهم مستقبل باهر وهم (الشاب يوسف) الذى غنى معه (يا دنيا يا دواره)، و(جوري) الذى غنت معه (الحلوين بزياده).
زحمة الأيام
بعد طرح الألبوم الذي أحاطه (القصراوي) بدعاية ضخمة أنتج له أكثر من فيديو كليب كان آخرها (زحمة الأيام) فى شهر يونيو الماضي، والذي يعتبر آخر أعمال الراحلين الشاعر (سامح العجمي) والملحن (أشرف سالم)، وتوزيع (نديم الشاعري)، وغناء نجوم التسعينات (حميد الشاعري، هشام عباس، مصطفى قمر، إيهاب توفيق)، وقام بإخراج الفيديو كليب (ياسين حسن) وحقق نجاحا كبيرا، واستقطب مشاهدة جماهيرية ضخمة وصلت إلى حوالي 6 مليون (فيو) على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب).
جحود ونكران
رغم كل ما فعله (القصراوي) فى حق هذا المغني الليبي، لكنه قابل كل هذا الكرم بالجحود والنكران وعدم الوفاء للرجل الذي مد إليه يد المساعدة والعون فى وقت كان يلفظ فيه أنفاسه الأخيرة، وكان الجيل الجديد من الجمهور نسى تماما اسم (حميد الشاعري) ولا يعرف من هو؟! ولا ماذا فعل لأنه غاب – يا حرام – 14 عاما دون أن ينتج أي شيئ أو يقدم شيئا متميزا.!
نتمنى أن يعود (حميد الشاعري) إلى رشده، ولا يخسر صداقة عمره بالمنتج الذى آمن به وأعطاه قبلة الحياة وأعاده بشكل جديد ومختلف للساحة الغنائية، ويعود إليه بحق الصداقة أولا، وثانيا بحق الوفاء إذا كان سمع عنه.!