من توجو مزراحي إلى محمد أمين .. رحلة الجنيه فى السينما المصرية
كتب : أحمد السماحي
يقام اليوم الثلاثاء 24 أغسطس العرض الخاص لفيلم (200 جنية)، سيناريو وحوار أحمد عبدالله، إخراج محمد أمين، ويشارك فى بطولته لأول مرة منذ سنوات طويلة مجموعة كبيرة من النجوم منهم (أحمد السقا، إسعاد يونس، ليلى علوي، هاني رمزي، نيللي كريم، أحمد رزق، محمود حافظ، مي سليم، طارق عبد العزيز، ملك قورة، محمد فراج، أحمد السعدنى، نهى صالح)، وعدد آخر من ضيوف الشرف منهم (آسر ياسين، وصابرين).
وتدور أحداث الفيلم فى قالب إجتماعي مكون من 8 قصص متنوعة، وكل قصة من هذه القصص لها عالمها الخاص الذى يترواح ما بين الكوميديا والتراجيديا، حيث تتتنقل الـ 200 جنيه من شخص إلى آخر، لتكون هى الرابط بينهم مع اختلاف طبقاتهم الاجتماعية.
ويضع صناع الفيلم آمالا كبيرة عليه لإنعاش إيرادات السينما المصرية التى تشهد انفراجة منذ عيد الأضحى المبارك، مع ازدياد نسبة الإشغال فى دور العرض إلى 70%، لهذا اهتموا بعمل الدعاية اللازمة التى تواكب طرحه حيث سيطرح فى نفس التوقيت في بعض دور العرض العربية.
100 ألف جنية
فيلم (200 جنية) استدعى على الفور رحلة الجنيه المصري فى تاريخ السينما المصرية، بمعنى الأفلام التى لعب فيها الجنيه دورا رئيسيا فى أحداثها وغير مسار أبطالها من التعاسة إلى البهجة ومن الخير إلى الشر أو العكس.
البداية كانت عام 1936 من خلال المخرج العبقري (توجو مزراحي) أحد رواد صناعة السينما المصرية الذي قدم فيلم من تأليفه بعنوان (100 ألف جنيه) الذي تدور أحداثه حول موت شخص وترك ورائه ثروة كبيرة وأوصى أن توزع إما بين سوري أو(عم عثمان) بشرط أن الأعزب منهما يتزوج فتاة جميلة صغيرة في مدة خمسة عشر يومًا من وفاة المورث، فالسوري متزوج من إمرأة جميله لكنه يدعي أنه أعزب ثم يحدث التنافس بينهما حتى ينكشف الأمر، ويرث (عم عثمان) الثروة كلها ويتزوج من الفتاة التي يحبها، الفيلم بطولة (علي الكسار، أمينة محمد، أحمد الحداد، حسن صالح، زوزو لبيب).
سلفني 3 جنيه
يعود (توجو مزراحي) مرة أخرى إلى الجنيه المصري، بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبعد أزمة اقتصادية حادة، ويقدم لنا عام 1939 فيلم من إنتاجه وتأليفه ومونتاجه وإخراجه بعنوان (سلفني 3 جنيه)، وفى هذا الفيلم يوضح لنا قيمة النقود، حيث تدور الأحداث حول (عثمان عبد الباسط) النوبي البسيط، الذي يعمل خادم بمدرسة للأطفال، ويحب زوجته لكن ما يؤرق حياته هى حماته التي تعيش معه وتسخر دائما منه وتطالبه أن يحضر ثلاثة جنيهات لسداد رهن المنزل الذي يعيشون فيه، حيث أنهم قد رهنوا نصفه نتيجة للأزمة المالية.
وقد حان وقت سداد الرهن أو بيع المنزل في المزاد، ونتيجة لعبث بعض الأطفال معه يطرد من المدرسة ويعمل بعد ذلك كممرض ثم فى محل جواهرجي، وأخيرا وعن طريق المصادفة يدخل مسابقة للملاكمة طمعا في النقود، وبالحيلة والمكر ومساندة العناية الإلهية ينجح في هزيمة خصمه والفوز بالعشرين جنيها ويدفعها للمحضر قبل بيع البيت.
الفيلم لعب بطولته (علي الكسار، بهيجة المهدي، زوزو نبيل، أحمد الحداد، زكية إبراهيم، صفا الجميل، رياض القصبجي) وغيرهم.
القرش الأبيض
بعد حوالي ست سنوات من فيلم (سلفني 3 جنيه) يقدم المخرج (إبراهيم عماره) فيلمه الإنساني المليئ بالوعظ والحكمة (القرش الأبيض) حوار أبوالسعود الأبياري، وبطولة (ليلى فوزي، حورية محمد، فؤاد الجزايرلي، عباس فارس، إسماعيل ياسين)، والذي يؤكد على أن السعادة ليست فى اكتناز الأموال ولكن فى منح البهجة والسعادة لمن حولنا، وأن الفلوس وجدت لكي تنفق بطرق شرعية.
حيث تدور أحداث الفيلم حول رجل بخيل يتأمر عليه أولاده، وذلك بإقناع راقصة جميله أن تغريه لينفق أمواله وينزه نفسه ويتم لها هذا ليعلم أخيرا أن السعادة ليست فى كنز الأموال وإنما فى إسعاد أولاده وعدم حرمانهم من المال الذي بخل عليهم من قبل.
الخمسة جنيه
من تابع فيلم (الخمسة جنيه) يلاحظ أن الخط الرئيسي بينه وبين فيلم (200 جنيه) واحد، فتدور أحداثه في إطار اجتماعي فانتازي عن قصة ورقة بنكنوت من فئة الخمسة جنيهات وقد ملت حياة الخزينة التي يحبسها فيها صاحبها البخيل، فتهرب إلى حيث يعثر عليها كناسٌ فقير ثم تنتقل من يده إلى يد غيره حتى تصل إلى يد شاب مستقيم فكانت سببًا في إسعاده، ولكنها تضيق بالسجن في محفظته فتحن إلى حياة الحرية مرةً أخرى.
الفيلم سيناريو وإخراج حسن حلمي، قصة وحوار السيد بدير، وبطولة (محسن سرحان، زوزو نبيل، سعاد أحمد، عبدالفتاح القصري، سعيد خليل، حسن كامل) وجسدت صوت الخمسة جنيه الفنانة (وداد حمدي).
مليون جنية
حول أربع قصص يرويها أبطالها الرابط بينهم الثروة، تدور أحداث فيلم (مليون جنيه) الذي عرض عام 1953 قصة وسيناريو وإخراج حسين فوزي، وحوار أبوالسعود الأبياري، وبطولة (نعيمة عاكف، شكري سرحان، سميرة أحمد، محمود المليجي، وداد حمدي، محمود شكوكو، زينات صدقي، زوزو شكيب).
يترك (زمرد أغا) إرثًا يقدر بمليون جنيه، والورثة هم (مختار ومرزوق والست عائشة ووفاء)، ولكن للحصول على اﻹرث يُشترط أن يكون الشخص الأقرب له هو الوصي على بقية الورثة، وهذا الشخص هو (فلافل المتسولة) والتي يتم العثور عليها وإبلاغها بأمر الإرث وأنها الوصية على بقية الورثة، وعلى (فلافل) التصرف وتعرف نوايا بقية الورثة غير الأخلاقية التي ينوون تحقيقها بعد استلامهم النقود، وتتطور العلاقة بينها وبين (حسني) الذي أحبته.
نص أرنب
بعد حوالي 30 عاما بالتمام والكمال لم تقترب السينما من (تيمة) الجنيه، وبحكم أن الزمن لم يعد زمن الثلاثينات والأربعينات والخمسينات الرومانسي الذي كان القرش والجنية يلعبان دورا مهما فى حياة الناس، ومع الانفتاح الاقتصادي أصبح المواطن المصري يتحدث بلغة سوقية أقرب إلى لغة الشارع وتحولت لغة الفلوس، وبدأنا نسمع عن (الأرنب) المليون جنيه والـ (نصف أرنب) أي نصف مليون جنيه، والديك الرومي الذي يرمز الـ (25) ألف جنيه، و(الأستك) الألف جنيه.
وفى عام 1983 يقدم المخرج (محمد خان) فيلمه (نصف أرنب) سيناريو وحوار بشير الديك، وبطولة (يحيي الفخراني، محمود عبدالعزيز، هالة صدقي، فريدة سيف النصر، توفيق الدقن، سعيد صالح)، وفيه يصرف (سراج أحمد منير) شيكًا بمبلغ نصف مليون جنيه من البنك لشركة المقاولات ومعه صديقته (كوثر)، يطمع الموظف (يوسف) والنشال (رفاعي) في الاستيلاء على الحقيبة التي بها المبلغ ويختطفاها حيث يصلان إلى مكان مهجور لكنهما يكتشفان خلو الحقيبة من النقود، ويتفقان على البحث عن الحقيبة الأصلية، وتدور باقي الأحداث.
حكاية نصف مليون دولار
فى شهر مايو عام 1988 عرض المخرج (سعد عرفه) فيلمه المهم (حكاية نصف مليون دولار) تأليف صفوت القشيري، بطولة (يحيي الفخراني، إلهام شاهين، محمد وفيق، أحمد عبدالعزيز، عبله كامل) وغيرهم، حيث تحدث الفيلم عن تزوير الدولارات من خلال (عامر) الموظف البسيط النزيه الذي عاش حياته ملتزما وأمينا لكن يوسوس له صديقه القديم (سيف) لتزوير 500 ألف دولار، وبالفعل ينجح (سيف) في هذا، لكن حسين) الشاب الفقير يسرق سيارة (عامر) وبها الـ 500 ألف دولار المزورة، وتدور باقي الأحداث المهمة.
مستر دولار
وكان آخر الأفلام التى قدمت عن تأثير الفلوس على النفس البشرية فيلم (مستر دولار) عام 1993 إخراج أحمد عبدالسلام، وبطولة (يونس شلبي، سعاد نصر، حسين الشربيني، ضياء الميرغني) وغيرهم.