التليفزيون السعودي يكرم برنامج كمال الشناوي والمصري يمسحه !
كتب : أحمد السماحي
كان (كمال الشناوي) – الذي نحيي اليوم ذكراه العشرة – بوسامته ورشاقته وأناقته وشاربه المميز أقرب إلى النموذج الهوليودي الشائع فى فترة الأربعينات، فكان مزيجا من (جلين فورد، وكلارك جيبل، وجاري كوبر، وتايرون باور، وروبرت تايلور) فى الملامح الخارجية، هذه المواصفات جعلت مخرجي ومنتجي السينما ينهالون عليه بعروض أفلامهم السخية، وتلاحقت الاتصالات وتوالت العقود.
ومن المعلومات التى لا يعرفها الكثيرين أن نجمنا الوسيم بدأ مشواره الفني من الإذاعة وليس من السينما، فقبل تقديم فيلمه الأول (غني حرب) عام 1947، قدم للإذاعة المصرية فى بداية الأربعينات وبالتحديد عام 1943 برنامج بعنوان (ع المصطبة) حيث استطاع صديقه (طلعت عزمي) أن يتفق مع وزارة الشئون الاجتماعية على عمل برنامج إذاعي مدته نصف ساعة كل أسبوع موجه للفلاحين، وشاركه فى الأداء مجموعة كبيرة من زملائه هواة التمثيل الذين أصبحوا فيما بعد نجوما كبارا مثل (فريد شوقي، عبدالمنعم مدبولي، صلاح منصور، عبدالبديع العربي)، وكان البرنامج يذاع على الهواء مباشرة، مما أكسبه الثقة والخبرة معا.
بعد هذا البرنامج انشغل في عمله بالتدريس كمدرس رسم، ثم جاءته فرصة السينما فقدم مجموعة من الأفلام السينمائية التى حققت له الشهرة والنجومية الكبيرة، وفى بداية الستينات عاد إلى تقديم البرامج، لكن هذه المرة من خلال التليفزيون، فقدم برنامجا بعنوان (صور وحكايات)، وكان البرنامج تربوي وتعليمي وخاص بالأطفال، يحكي لهم من خلال صوره أو مجموعة صور العديد من الحكايات بشكل مبسط سواء عن الإنسان أو الحيوان، ويلقى الضوء على جوانب الظواهر الطبيعية مثل: كيفية تكوين السحاب وهطول المطر؟ والزلال والبراكين؟ فضلا عن الاهتمام بالنباتات والزهور.
وحقق البرنامج الذي كان يعده ويقدمه ويخرجه (كمال الشناوي) نجاحا كبيرا، وكان أول برنامج يتم ترجمته إلى اللغة اليابانية، وقد أجرى التليفزيون بحثا ميدانيا فى تلك الفترة عن أنجح البرامج التليفزيونية فكان برنامج (صور وحكايات) أفضلها.
المثير والغريب أو ممكن نقول الطبيعي فى ظل الإهمال الشديد الذي نعاني منه! أن التليفزيون المصري مسح الأشرطة التى عليها هذا البرنامج، مما سبب ألم ومرارة كبيرة للنجم الكبير (كمال الشناوي) وشعر بالإهانة لتاريخه، عندما علم بهذا، وكنت قريب منه فى هذه الفترة بحكم صداقتنا، لكن ما صبره وأشعره بالسعادة أنه تلقى فى أحد الأيام اتصالا من أحد أصدقائه الإعلاميين فى السعودية وأخبره أن البرنامج موجود نسخة منه عندهم فى التليفزيون السعودي، وسوف يعيدون عرضه مجددا، وكانت فرحته طاغية عندما علم بهذا الخبر، وبالفعل قام التليفزيون السعودي ببث حلقات البرنامج التى يحتفظ بها حتى الآن رغم أنها بالأبيض والأسود ويعرضها من وقت لآخر.