كمال الشناوي رفض استغلال حب (سميرة توفيق) للإيقاع بها لصالح أحد الأجهزة !
كتب : أحمد السماحي
نحيي اليوم الذكرى العاشرة لفتى الشاشة الأول النجم الذهبي (كمال الشناوي) الذي كان معبود النساء والفتيات الأول، حتى إنه فى الخمسينات عندما كان يفتح نافذة بلكونته في شقته المطلة على مدرسة (الأورمان الثانوية) للبنات كانت بعض الفتيات يصرخن وبعضهن يصبن بالإغماء من شدة حبهن لهذا الفنان الوسيم الذي كانت صوره تزين غرف نومهن، فجاذبيته الشديدة وخفه دمه وأدائه القوي وحضوره الطاغي الذي يعلوه بريق خاص يلمع في عينين سوداوين تقويان على إحداث مفعول السحر من أول نظرة، جعلت الفنان (كمال الشناوي) ينفذ إلي قلوب العذاري بسهولة ويسر، ويصبح في فترة من الفترات رمزا من رموز الحب.
ومن الأشياء التى أعتز بها جدا فى مشواري الصحفي صداقتي الوطيدة لهذا العملاق، هذه الصداقة التى كان يعلمها كل أصدقائي المقربين، والتى سمحت لي القرب منه ومعرفة كثير من أسراره الفنية والشخصية، وأجريت معه الكثير من الحوارات التى نشرت فى كل الأماكن المصرية والعربية التى اشتغلت بها.
ومن الأسرار التى حكاها لي رفضه الضحك على المطربة اللبنانية الكبيرة (سميرة توفيق) بإسم الحب، وأن يأتي بها إلى (مصر) ليستغلها أحد الأجهزة فى فترة الرئيس الراحل (جمال عبدالناصر) رغم إيمانه وحبه للزعيم الخالد الذي لا ينسى أنه كرمه وأعطاه وسام الجمهورية فى الستينات، وقال لي: لهذا الوسام قصة إذ جرت العادة في الستينات على تكريم عدد من نجوم السينما كل عام في عيد الفن، وكنت انتظر، عاماً وراء آخر أن أجد اسمي في كشوف المكرمين ولكن لم يحدث هذا، وفي أحد الأعوام قرأت أسماء الفنانين الذي سيحصلون على الجوائز في الجرائد، ولم يكن اسمي بينهم.
ولكن في الليلة نفسها اتصل بي السيد (صلاح الشاهد) رئيس الديوان في رئاسة الجمهورية منتصف الليل وقال لي : (مبروك يا كمال ستكرم غداً وتحصل على وسام الجمهورية)، فقلت له: (لكن اسمي غير موجود ضمن الأسماء التي قرأتها في صحف الصباح) فقال لي: (إن الرئيس جمال عبدالناصر قرأ الأسماء ولم يجد اسمك فكتبه بنفسه لأنه معجبا جدا بأدائك التمثيلي وإحترامك لفنك).
وأضاف نجم السينما الذهبي: رغم امتناني وشكري للرئيس (جمال عبدالناصر) والثورة ولكنني كنت ألمس بنفسي بعض الممارسات الخاطئة والتجاوزات والانتهاكات التى مارسها البعض من الذين قاموا بالثورة أو من انتسبوا إليها بدعوى حماية الوطن، لقد حاولوا في فترة تجنيدي للعمل جاسوسا على زملائي الفنانيين عن طريق الموسيقار (مدحت عاصم)! ورفضت، وحاولوا أيضا أن يجعلوني استدرج المطربة اللبنانية (سميرة توفيق) إلى القاهرة للعمل معهم أو القبض عليها لأنها كانت تغني للملك (حسين) ملك الأردن!.
وعن حكايته مع المطربة الكبيرة (سميرة توفيق) قال النجم الدنجوان: ربطت بيني وبين هذه المطربة الجميلة قصة حب أثناء تمثيلنا فى لبنان لفيلم (البدوية العاشقة) عام 1963، ولم أكن أدري أن أجهزة الأمن المصرية لديها علم بهذه الحكاية وانتهى الفيلم، ومع انتهائه انتهت قصة حبنا، وعرض الفيلم بنجاح فى مصر ولبنان، وفى أحد الأيام وبعد عودتي لمصر وجدت اتصال من أحد الأجهزة التى كانت تعمل فى فترة الرئيس (جمال عبدالناصر) وتم استدعائي وذهبت لمقابلة المسئول الذي طلب مني أن أقسم على المصحف ألا أتحدث إلى أحد فيما سيحدثني به، لكنني رفضت أن أقسم إلا بعد أن أعرف الموضوع وأقدر خطورته، فكان أن طلب من إعادة علاقتي السابقة بالسيدة (سميرة توفيق)! حتى يقوموا بتجنيدها.!
المثير فى هذا الموضوع أن المطربة رائعة الصوت (سميرة توفيق) يبدو إنها لم تكن تعلم بهذا المخطط الذي كان ينصب لها بدليل غنائها للزعيم الخالد (جمال عبدالناصر) فور إعلان وفاته واحدة من أهم وأجمل أغنياتها بعنوان (كلنا جمال)، كلمات وألحان متعدد المواهب الفنان اللبناني (محمد سلمان) والتى يقول مطلعها :
أيها القلب الذي أحيا الرجال
أيها القلب الذي أحيا النضال
أيها القلب الذي هز الجبال
أيها القلب، وفى قلبي سؤال
هل عجزت اليوم أن تحيي جمال؟!
أو ربما علمت السيدة (سميرة توفيق) بما كان يخطط لها، لهذا لم تأت للغناء فى مصر كثيرا رغم شهرتها الكبيرة فى العالم العربي، خاصة فى حقبتي الستينات والسبعينات.