* فؤاد المهندس أخرج له وهو طالب أول مسرحية كتبها، وافتتح بها مسرح كلية التجارة جامعة القاهرة
* اعتذر (فريد شوقي) عن دور (كمال الطبال) فولد (عبدالله غيث)
* تولى (عبدالمنعم الصاوي) وزارة الأعلام فمنع ظهور باقي أجزاء (الساقية)!
* كان سببا في شهرة (صلاح السعدني، وزيزي مصطفى) وعادل إمام ظهر فى (الرحيل) مقابل 20 جنيها.
* مشواره يتضمن 104 فيلم، 50 مسلسلا، 15 مسرحية.
كتب : أحمد السماحي
شيعت أول أمس الثلاثاء من مسجد (مصطفي محمود) جنازة الكاتب والسيناريست الكبير (فيصل ندا) عن عمر يناهز الـ (81) عاما، هذا الكاتب المتميز الذي ملأ حياتنا بفنه، وأضحكنا وأبكانا، وأضاء مصابيح كثيرة فى ظلام حياتنا، فهو لم يكن يكتب من خيال، وإنما يخلط الخيال بالحقيقة، ويضع أصباغا في وجوه شخصياته حتى يخفيها عن الناس، وفرض وجوده بأعماله الجيدة والممتعة فى (المسرح والسينما والتليفزيون)
مقتطفات من المشوار
بعد نجاح (فيصل ندا) فى التوجيهية التحق بكلية التجارة جامعة القاهرة قسم المحاسبة، وفى هذه الفترة كان الفنان الشاب (فؤاد المهندس) يعمل مشرفا على النشاط الاجتماعي فى الجامعة، ولجأ إليه (فيصل) ليقوم بإخراج أول مسرحية يكتبها لكي تعرض فى افتتاح مسرح الكلية الذي جاهد طويلا فى إنشائه، ولم يتردد (المهندس) أن يدشن المسرح ويقوم بإخراج أول مسرحياته، بعدها تعرف على كثير من العاملين فى الوسط الفني أبرزهم ملك الفيديو (نور الدمرداش).
هارب من الأيام
بعد تخرج (فيصل ندا) من كلية التجارة عام 1963 ، قابل أستاذه (نور الدمرداش) الذي كان يستعد لإخراج أول مسلسل طويل فى التليفزيون المصري، ووقع اختياره على رواية (هارب من الأيام) للأديب (ثروت أباظة) بعد نجاحها المدوي فى الإذاعة المصرية، وبدأ يجهز للرواية ونظرا لإيمانه بالشباب طلب من الكاتب الشاب (فيصل ندا) كتابة السيناريو والحوار، وبالفعل كتب المؤلف الشاب وقتها السيناريو والحوار، ورشح (الدمرداش) نجم النجوم فى هذا الوقت (فريد شوقي) لبطولة المسسلسل، حيث أنه قام ببطولته فى الإذاعة، ووافق (ملك الترسو) على دور البطولة، لكن رقابة التليفزيون اعترضت على المسلسل حيث لم يكن معروفا فى هذا الوقت غير (التمثليات التليفزيونية)، لكن تدخل المخرج (نور الدمرداش) وقابل وزير الإرشاد القومي – الثقافة والإعلام – الذي وافق على خروج المسلسل للنور، وساعد اسم (فريد شوقي) كبطل للعمل على سرعة موافقة الوزير.
وبدأ اختيار فريق العمل الذين سيشاركون (فريد شوقي) البطولة، وبعد أن حضر (الملك) عدة بروفات، واهتمت وسائل الإعلام بجرأته فى المغامرة ببطولة أول مسلسل تليفزيوني، تراجع (وحش الشاشة) عن المغامرة خوفا من فشل المسلسل، وكانت صدمة كلا من (ندا، والدمرداش) كبيرة، وبجرأة يحسد عليها أشار المخرج (نور الدمرداش) إلى ممثل ناشئ كان سيؤدي دورا لا يتعدى سبع حلقات ليقوم ببطولة الحلقات بدلا من (وحش الشاشة) وكان هذا الممثل الناشئ هو (عبدالله غيث) الممثل في المسرح القومي، والذي كان يتلمس خطواته الأولى.
ووجد (عبدالله غيث) فى الدور فرصة عمره، فأحتضن دور (كمال الطبال) بكل الحب، وعاش فيه وأجاده بشكل يفوق الخيال، وكان سببا فى نجاح المسلسل، وانطلاق قاطرة المسلسلات التليفزيونية.
الضحية
لم يكن الكاتب الراحل (فيصل ندا) سببا فقط فى تدشين عصر المسلسلات التليفزيونية، ولكنه كان سببا أيضا فى تدشين عصر مسلسلات الأجزاء ففى عام 1964 كان أول من كتب مسلسلات الأجزاء وكان كل جزء مكونا من ثلاثين حلقة تعرض على سنوات وينتظرها الجمهور بشغف بعد أن تعلق بأبطالها وتعايش معهم، وكانت البداية عندما اختار قصة الأديب (عبدالمنعم الصاوي) وكيل وزارة الثقافة، (الساقية) والتى كتبها فى خمسة أجزاء هى (الضحية، والرحيل، والنصيب، والتوبة، والخلاص) واختار أن يقدم الجزء الأول (الضحية) فى ثلاثين حلقة وأخرجها المبدع (نور الدمرداش)، وقام ببطولتها كوكبة كبيرة من النجوم منهم (عبدالغني قمر، حمدي غيث، شفيق نور الدين، سميحة أيوب، ملك الجمل، نجمة إبراهيم) وكانوا يتقاضون أربعين جنيها فى الحلقة الواحدة.
وكان هذا المسلسل فرصة لظهور مواهب جديدة مثل (صلاح السعدني، وزيزي مصطفى، وسعيد صالح) الذين كانوا يتقاضون 16 جنيها فى الحلقة.
الرحيل وعادل إمام
بعد ظهور مسلسل (الضحية) حقق نجاحا كاسحا فى الشارع المصري، مما شجع (ندا والدمرداش) لتقديم الجزء الثاني (الرحيل)، وشجع نجاح الجزء الأول نجوم كثيرين للمشاركة فى (الرحيل) منهم الفنان الشاب (عادل إمام) الذي شارك فى دور (بائع جرائد) وتقاضى 20 جنيها فى الحلقة، وحقق (الرحيل) نفس نجاح (الوصية).
الصاوي وزيرا
قرر(ندا والدمرداش) بعد نجاح (الرحيل) تقديم الجزء الثالث وهو (النصيب) لكن حدثت مفاجأة عطلت ظهور باقي الأجزاء للنور، حيث تولى (عبدالمنعم الصاوي) وزارة الأعلام، فتوقف تصوير باقي أجزاء (الساقية) بأمر (الصاوي) نفسه حتى لا يتهم باستغلال النفوذ.
المسرح
وتوالى مشوار فيصل ندا فى (السينما والمسرح والتليفزيون) حيث قدم للمسرح العديد من المسرحيات الممتعة منها (حفلة جواز بابا، من أجل حفنة نساء، المتزوجون، أهلا يا دكتور، الدور الرابع شقة 9، كيمو والفستان الأزرق، المدرسين ودرسوهم الخصوصية، الصعايدة وصلوا، صفقة بمليون دولار)، كما قام بإعداد مسرحيتي (الرجل الذي فقد ظله، ثم تشرق الشمس).
السينما
وفى السينما كان له نصيب الأسد حيث قدم حوالي 104 فيلم نذكر منهم حيث قدم للسينما حوالي 100 فيلم نذكر منهم (المساجين الثلاثة، الشجعان الثلاثة، هى والشياطين، الحلوة عزيزة، نهاية الشياطين، عصابة الشيطان، برئ فى المشنقة، الحب والفلوس، المتعة والعذاب، إمرأة ورجل، الحب المحرم، أزمة سكن، الشيطان إمرأة، البنات والمرسيدس، شلة المحتالين، شلة المراهقين، ذات الوجهين، نساء الليل، البنات والحب، الزواج السعيد، العمالقة، الوفاء العظيم، وكان الحب، عريس الهنا، لقاء مع الماضي، نساء ضائعا، صائد النساء، الأنثى والذئاب، الضحايا، شاطئ العنف، جفت الدموع، سيقان فى الوحل، غراميات عازب، لا يا من كنت حبيبي، أزواج طائشون، خطايا الحب، شيلني وأشيلك، الحب في طريق مسدود، الندم، القاضي والجلاد، ومن الحب ما قتل، شقة وعروسة يارب، أيام العمر مدودة، بدون زواج أفضل، شباب يرقص فوق النار، مغامرون حول العالم.
وتمضي الأيام، لا تظلموا النساء، احترس نحن المجانين، من يطفئ النار، ليال، سجن بلا قضبان، المتشردان، نهاية رجل تزوج، جبروت امرأة، يارب ولد، من فينا الحرامي، الحلال والحرام، البنات والمجهول، عذراء وثلاث رجال، تحت التهديد، نوارة والوحش، العبقري والحب، الدنيا جرى فيها ايه، المعلمة سماح، الغني والفقير، المغتصبون، جحيم 2، الجبلاوي، دسوقي أفندي في المصيف، بنات في ورطة، جحيم إمرأة، وداعا للعزوبية، إديني عقلك) وغيرها.
الدراما التليفزيونية
بدأ الراحل (فيصل ندا) مشواره من خلال التليفزيون ومن خلاله قدم العديد من المسلسلات التى جمعت ما بين الكوميديا والتراجيديا من هذه الأعمال ( أنت فين يا حلوة، المعجزة، ضيوف مزعجين جدا،ابن الليل، ومشيت طريق الأخطار، الإنسان والمجهول، رجل شريف جدا، دعوني أعيش، أبرياء في قفص الاتهام، أهلا أهلا بالسكان، وكسبنا القضية، نار ودخان، الضابط والمجرم، تزوج وابتسم للحياة، هاربات من الماضي، رجال في المصيدة، موعد مع الذئاب، مغامرة زكي الناصح، حضرات السادة الكذابين، ليلى زمانها جاية، بنت سيادة الوزير، الأزواج الطيبين، المرأة أصلها نمر، رجال فى العاصفة، زمن الأقوياء، لو حصل العكس، لن أخضع لرجل، رجال تحت الشمس، يوم عسل يوم بصل، أحلام العصافير، هاربة من الجحيم، وهزمتني إمرأة، القلب يخطأ أحيانا، اضحك قبل الضحك ما يغلا، اجري اجري اجري، صاحبك من بختك، بيت بلا أبواب).
رحل (فيصل ندا) لكن أعماله باقية وستبقى أبد الدهر فى قلب ووجدان كل مصري وعربي.