عبدالمنعم عمايري : سأقتل سمير عبدالرحيم بـ (الهيبة)
كتب : أحمد السماحي
الانزلاق في مسار انفعالي معين، قد يقضي على الموهبة بالاحتلال الانفعالي، أي بدخول شخصية إلى داخل الفنان، وعدم خروجها تماما، يطلق عليها حالة السبات التقمصي أو التقمص الوجداني، لهذا كان النجم (أحمد زكي) وصديقي النجم (نور الشريف) يرفضان تقديم أدوار مجهدة متشابهة فى فترات متقاربة، خوفا من سيطرة انفعالات بعينها على الجسد، وهو ما يؤدي إلى أن تأخذ عضلات الوجه والجسم ما يلائم التعبير عن هذه الانفعالات، ويستمر هذا التقمص الانفعالي إلى الحياة اليومية التى يعيشها الممثل أو الممثلة، فالمعاناة لخروج شخصية معينة أكثر إيلاما من الدخول فى رحابها وعالمها.
الفنان المتفرد (عبد المنعم عمايري) عاش هذه الحالة بعد أدائه المذهل لشخصية (سمير عبدالرحيم) فى مسلسل (قيد مجهول) هذا العمل الذي جعله أمام تحدي صعب، أمام نفسه أولا، وثانيا أمام جمهوره، هذا التحدي يتمثل في ماهو الدور الذي يمكن أن يؤديه بعد هذا الأداء العالمي؟!، وأي الموضوعات ستنال إعجابه بعد الذي شاهدناه من أحداث عاصفة فى الحلقات الثمانية التى تعتبر فخر لنا كعرب بالنسبة لتاريخ الدراما العربية، ما أقوله ليس فيه أي مبالغة فسيتوقف التاريخ الفني طويلا بالتحليل والنقد والإعجاب أمام دور (سمير عبدالرحيم) ودراسة طريقة أداء (عبدالمنعم عمايري) لهذا الدور، والأداء الفذ الذي لم يترك من خلاله تفصيله واحدة تفلت منه، ونافس من خلاله أكبر نجوم العالم.
ولأن (عمايري) الذي لا يحب الألقاب ولا حتى لقب (نجم) فنان من شعر رأسه حتى أخمص قدميه، لهذا (قلب صفحة) شخصية (سمير عبدالرحيم) التى حدث بينهما تماهي، وطبق قول الشاعر (وداوني بالتي كانت هى الداء!) فعلاج أمراض التقمص يكون بمزيد من التقمص، ولكن وفق نهج احترافي بعالم الانفعالات قبل أن يكون بعالم التمثيل، لهذا بدأ (عمايري) يهرب من (سمير) لتجسيد أدوار أخرى ربما لا ترضيه كعاشق لفن التمثيل رضاءا كاملا، لكنه من النجوم الذين لا يتوقفون أمام دور قدمه ويدور في فلكه، فهو يحاول نسيان الدور والنجاح والهروب إلى شخصية آخرى لها حياتها وعالمها الخاص، لأن حرية الممثل (الفرداني) أن يشخص الشيئ، ويشخص نقيضه.
لهذا قدم لنا هذا المتمرد الجميل خلال الفترة الماضية دور (هشام) القواد فى مسلسل (داون تاون) إخراج زهير قنوع، وقبله قدم لنا شخصية (أبوكرمو) تاجر الحلويات الذي يخفي نشاطه المريب فى تجارة المخدرات، وراء صناعة الحلويات، وفى العملين قدما أدائا يُحسده عليه معظم النجوم، وحاليا يشارك فى الجزء الخامس من مسلسل (الهيبة) حيث يجسد شخصية (وديع) التى ستكون ندا لـ (شيخ الجبل).
عبدالمنعم عمايري أكد لـ (شهريار النجوم) أن مسلسل (قيد مجهول) الذي أخذ منه (شقفه من حياته وعمره) – على حد تعبيره – سيظل واحدا من أهم العلامات المضيئة في مشواره الفني، نظرا للورق المتميز الذي كتبه كلا من (محمد أبو لبن، ولواء يازجي)، والإخراج الرائع لـ (السدير مسعود)، ورغم هذا الحب والإعجاب لهذا الدور المتفرد إلا أنه يحاول حاليا قتل شخصية (سمير عبدالرحيم)! من خلال دوره فى الجزء الخامس من مسلسل (الهيبة)، وقبله حاول قتله فى مسلسل (على صفيح ساخن).
وأضاف ضاحكا : لكن بالتأكيد سأقضي عليه تماما من خلال (الهيبة) الذي أشارك فى تصويره الآن مع مجموعة كبيرة من نجوم سوريا ولبنان يأتي في مقدمتهم (شيخ جبل) الشهير بـ (تيم حسن)، ومقدمة البرامج (إيميه صياح)، وغيرهم من النجوم، وإخراج المتميز (سامر البرقاوي).
وصرح (عمايري) أنه انتهى من حوالي 70% من دوره، ويستكمل حاليا باقي دوره الذي سينتهي منه قريبا، وبمجرد انتهائهم من تصوير المسلسل سيعرض خلال موسم الشتاء القادم ولن ينتظر موسم شهر رمضان.