الذكرى الأولى لسيدتي الجميلة (شويكار) صاحبة الأدوار المنحرفة!
كتب : أحمد السماحي
نحيي اليوم الذكرى الأولى لرحيل سيدتي الجميلة (شويكار) التى رحلت عنا فى مثل هذا اليوم من العام الماضي، والتى أبدعت فى السينما والمسرح والإذاعة، وحفرت اسمها بحروف من ذهب في سجل الخالدين، لم تكن (شويكار) مجرد إمرأة جميلة مرت في تاريخ الفن المصري تثير إعجاب الرجال الذين شهدوا بجمالها، ولكنها كانت إمرأة ذكية، استطاعت بدهاء أن تدير موهبتها بطريقة سليمة وصحيحة.
ففى الوقت الذي كان يتهافت عليها المنتجين لتمثيل أدوار (الفيديت) و(الكوميديا) التى حققت من خلالهما نجاحا كاسحا لدرجة أن الجمل التى كانت تقال فى مسلسلها الإذاعي (شنبو فى المصيدة) الذي تحول إلى فيلم ناجح بعد ذلك مثل (العملية فى النملية)، و(العبارة فى الدوبارة) و(الأكس فى التاكس) وغيرها من العبارات اكتسحت ألسنة الناس فى هذا الوقت.
وتركت كل هذا النجاح وابتعدت عنه وقررت فى منتصف السبعينات اعتزال هذه الأدوار قبل أن تعتزلها هى، وقدمت نوعية أخرى من الأدوار تعتمد على الجرأة، والنضج والخبرة مزجت فيها بين الأنوثة والإغراء والدلع، فقدمت دورها الجميل فى فيلم (الشحات) حيث قدمت دور إمرأة تبحث عن الحب والمشاعر أكثر من الجنس، رغم أنها بائعة هوى، حيث جسدت دور (وردة) عشيقة (عمر/ محمود مرسي) الذي وجد فى أحضانها الحنان والدفء، لكن سرعان ما يملها، ويبحث عن أخرى، وقدمت (شويكار) الدور بحرفية تامة.
كما قدمت دور (مهلبية) المرأة الشبقة الخائنة سوابق المخدرات فى فيلم (الجبان والحب) بشكل رائع، وعزفت على مشاعرنا وهى تؤدي دور (قرنفلة) الراقصة المعتزلة وصاحبة مقهى (الكرنك) فى رائعة نجيب محفوظ وعلي بدرخان فيلم (الكرنك)، والتى أخلصت لـشباب الجامعة وأحبت وأخلصت لواحد منهم وهو (حلمي / محمد صبحي) الذي وجدت فيه حبها الحقيقي والتى صدمت بمقتله دفاعا عن آرائه السياسية.
وفى فيلم (طائر الليل الحزين) تأليف وحيد حامد، وإخراج يحيي العلمي تؤدي دور زوجة أحد المسئولين الكبار الذي تخونه مع عازف درامز فى ملهى ليلي لاحتياجها وحرمانها من الحب!، وقدمت دور فتاة الليل الذي تساند (جابر) بعد خروجه من السجن وتغدق عليه من أنوثتها وحبها حتى يشبع فى فيلم (دائرة الانتقام)، ويستغلها (جابر) لتوقع بأحد أعدائه عن طريق أنوثتها الطاغية!.
وعام 1981 تقدم واحد من أهم أدوارها وهو(عزيزة نوفل) بائعة الحب في رائعة الكاتب الكبير (يوسف السباعي) وإخراج (صلاح أبوسيف) والتى يموت بين أحضانها المعلم (شحاته) الذي بحث كثيرا عن المبلغ المطلوب ليقضي ساعة حظ مع (عزيزة)، فرغم قلة مشاهدها فى هذا الفيلم الفلسفي إلا إنها أجادت تماما تقديم دورها.
كما قدمها المخرج (حسام الدين مصطفى) فى واحد من أشهر الأفلام المصرية التى أثارت ضجة وصلت لمنعه وهو فيلم (درب الهوى) حيث جسدت دور المعلمة (حسنية) صاحبة بيت الدعارة، والنموذج الأمثل للانحراف الأخلاقي والتشوه الإجتماعي معا.
ولا يمكن ونحن نسترجع بعض أدوارها التى قدمت فيها شخصيات منحرفة أن ننسى دور (نجوى) السيدة التى كانت تعمل فى شبابها مع أحد الأجهزة الأمنية فى مهمات خاصة جدا يستغل فيها جسدها فى فيلم (كشف المستور) تأليف وحيد حامد وإخراج عاطف الطيب.
أدوار كثيرة اقتربت من المائة فيلم قدمت فيهم (شويكار) أدائا متميزا للغاية، واستطاعت أن تغير جلدها الفني أكثر من مرة، ولا تصر كما فعل بعض نجومنا الحاليين على تكرار النجاح والأدوار!.