سر إهداء دلال عبدالعزيز (المغتصبون) لـ (ليلى علوي) !
كتب : أحمد السماحي
عندما يموت فنان موهوب فهو لا يفارقنا إلا بجسده فقط، لكنه يعيش داخل نفوسنا، ويسري فى دمنا من خلال أعماله القيمة التى تركها لنا، ويجب حيال هذا الفنان تقييمه بما له وما عليه، وتسليط الضوء على أعماله، والبحث عن سر القوة الإبداعية التى ألهمته فى أداء هذا الدور أو تلك الشخصية، والحقيقة أن الفنانة الراحلة (دلال عبدالعزيز) وقع عليها ظلما شديدا لم تكن مسئولة عنه، ولكنه ظلم الفترة الزمنية التى بدأت فيها، حيث وقعت فى مستنقع أفلام المقاولات التى غرقت فيها السينما المصرية منذ نهاية السبعينات وحتى بداية التسعينات.
وعلى الرغم من قلة الأفلام الجيدة التى قامت بأدائها هذه الفنانة الموهوبة، لكن عوضها المولى عز وجل فى الدراما التليفزيونية فقد صالت وجالت فى الدراما وقدمت أعمالا رائعة سكنت ذاكرة الجمهور المصري والعربي منها (بنت الأيام، أبواب المدينة، أديب، عالم عم أمين، ليالي الحلمية، الفدان الأخير، دوران شبرا، حكايات المدندش، عرفه البحر، سي عمر وليلى أفندي، الناس فى كفر عسكر، حديث الصباح والمساء، للعدالة وجوه كثيرة، جسر الخطر، الصبر فى الملاحات، لا) وغيرها.
بحكم انتمائي أنا والفنانة الراحلة (دلال عبدالعزيز) إلى محافظة الشرقية، فقد ساهمت هذه الصلة إلى سهولة معرفتي بها، وقربي منها فى فترة من الفترات، حيث أجريت معها العديد من الحوارات لعدة أماكن اشتغلت فيها مثل جريدة (الحياة اللندنية)، ومجلة (الوسط)، ومجلة (الأهرام العربي)، كما ساعدتني فى إجراء أكثر من حوار مع زوجها النجم الكبير (سمير غانم) وكانت الراحلة متفائلة وتؤمن بالقسمة والنصيب.
وفى أحد الحوارات بينا قالت لي : سوف تندهش حين تعلم أن كل الأعمال التى نجحت معي جدا، سواء فى التليفزيون أو المسرح جاءت إلى بالصدفة البحتة، كل شيئ جاء دون ترتيب، فمثلا مسلسل (أبواب المدينة) تأليف الكاتب (أسامة أنور عكاشة) وإخراج (فخر الدين صلاح) الذي قدمته فى بداية مشواري الفني جاءني بالمصادفة، ومن باب إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وحقق المسلسل نجاحا كبيرا، وعرفني الجمهور بعد عرضه مباشرة، وهناك أيضا مسلسل (دعوني أعيش) مع النجمة الكبيرة (سناء جميل) وبطولة (شريهان وسمير غانم) كان من المقرر أن تقوم بدوري زميلة لكنها أعتذرت عن الدور فرشحني (سمير) لتجسيد الدور بدلا من هذه الزميلة.
وقمت ببطولة مسلسل (دموع صاحبة الجلالة) تأليف موسى صبري، وإخراج يحيي العلمي، بالمصادفة حيث كان المسلسل بطولة زميلة أخرى، وقامت بالفعل بأداء بعض المشاهد، لكن فجأة وجدت المخرج (يحيي العلمي) يتصل بي لأداء الدور بدلا من زميلتي التى رفضت تكملة دورها لأسباب خاصة بها.
وأضافت دلال : كم من أدوار كانت لي بالأساس ولم تنجح، وكم من أدوار كانت لغيري ودخلت عليها فى اللحظات الأخيرة بعد قراءتي لها وإعجابي بها ونجحت، فمثلا عملت فى بداية مشواري مع المخرج الكبير (سعيد مرزوق) فى فيلم (إنقاذ ما يمكن إنقاذه) وكان متحمسا لي جدا، ولكنه لا يعمل كثيرا، وحين عاد للعمل إختارني لبطولة فيلم (المغتصبون) ووقعت العقد مع المنتج (سعد شنب)، وقبضت مقدم الأجر، ولدى العقد حتى الآن، وفجأة تم اختيار زميلتي (ليلى علوي) بدلا مني، لأن إسمها فى هذا الوقت كان أعلى مني بكثير، وتجاريا أكبر مني، ويبيع أكثر مني، وذهب الدور، ولم أندم لأن كل شيئ قسمة ونصيب والتمست العذر لفريق عمل الفيلم.