رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ثورة المدينة .. الحقيقة تسطع في النهاية

بقلم : سامي فريد

هو واحد من الأفلام القليلة التي قد تكره فيها شخصية الدور الذي يلعبه في الفيلم حسين رياض والد الطفلة فاطمة (صباح) والتي يخشى عليها لدرجة الجنون أن تكبر وتتعلق بأحد الشبان لتتزوج.. ثم تموت!

هكذا صور له عقله المريض بسبب تكرار حالة الوفاة التي منيت بها زوجته في مولودها الأول وشقيقته كذلك ثم شقيقته زوجته فأصبح يخشى على طفلته من نفس المصير فكان كل همه هو تخويف البنت من الزواج ومن الرجال لأنها لن تنال إلا الموت في عز شبابها وعند مولودها الأول.

ويعمل الرجل في صناعة الزجاج اليدوي فينتج تحفا على نار الفرن في بيته حتى يحترق البيت وتحترق فيه إحدى قريباته أيضا في سن الزواج وكانت فيما يبدو تخشى نفس مصير زوجته وشقيقتها وشقيقة الرجل نفسه.

ويعود الرجل مع ابنته فاطمة من المدينة ليفاجأ بكارثة احتراق بيته لكن الحاج صابر (أحمد علام) صاحب أكبر مصنع زجاج في المنطقة يواسيه ويعرض عليه العمل معه في المصنع وأن يعيش مع طفلته فاطمة في بيته الكبير ويبدو الرجل شاكر لهذه الهدية حتى يفاجأ بأن ابن الحاج صابر، وهو الصبي أحمد (محمد فوزي) يتبادل نظرات الإعجاب مع فاطمة فيرفض عطية الحاج صابر الذي يقرر منح الرجل مبلغ من المال ليبني بيته الجديد على قطعة أرض وهبها له لعله يستيرح من مرضه العصبي.

ثم تمضي الأيام .. وتكبر الفتاة فاطمة (صباح) ويكبر الصبي أحمد (المهندس أحمد) الذي عاد من الخارج مهندسا يساعد والده الحاج صابر في إدارة مصنع الزجاج، لكنه لا ينسى فاطمة ويبدأ في مشاغلتها كل يوم عن ما يزورها راكبا حصانة ليغني لحبها أمام بيتها نوافذ وأبوابه المغلقة في وجهه كتعليمات وأوامر الأب الذي يفاجأ أكثر من مرة غاضبا ويطرده، لكن المهندس أحمد لا يتوقف عن مطاردة فاطمة بل ويصارح والده الحاج صابر ويعلم الجميع أنه يطلبها للزواج.. ويرحب الجميع بالفكرة إلا والدها حسين رياض من نفسه إلى درجة الجنون.. بل ويفكر في أن يريد الزواج من ابنته لتموت لابد أن يموت هو أولا ولو اضطر الوالد إلى قتله!!

ويتصور الفنان النوبي محمد كامل الرجل الطيب إنه يحمل الخبر السعيد إلى الأب حسين رياض عندما يفتحه بالخبر الذي لن يصدقه وهو أن المهندس أحمد (محمد فوزي) قد صارح والده برغبته في الزواج من فاطمة.. لكن المشاهد يفاجأ بالوالد حسين رياض وقد اكتست كل ملامح وجهه بالغضب وهو يرفع خبر (محمد كامل) ليسقط في الترعة التي يسيران إلى جوارها ويؤذيك المشهد ولا شك فما ذنب الرجل الطيب وهو يتصور أنه يقدم خبرا كالبشارة إلى الأب الذي وصل به حالة الرفض إلى اللوثة العقلية أو ما شابه.

ويخرج عم خير من الترعة ضاحكا من المفاجآت متصورا أن الرجل لم يتصور أو يعقل هذه البشرى وهو لا يعرف حقيقة الأمر.

وفي المصنع.. وفي أثناء قيام المهندس أحمد بإصلاح إحدى الآلات يجد الوالد حسين رياض الفرصة سامحة ليقتل أحمد، وذلك بقطع السلك الذي يحمل طردا كبيرا معلقا فوق رأسه فيقوم بمحاولة قطعة بمنشار ثم يهبط إلى جوار المهندس أحمد ليراقب الطرد وهو يتأرجح قبل أن يسقط فوق رأس أحمد.

لكن مفاجأة تحدث هنا لم يتوقعها أحمد.. فقد جاء الأب الحاج صابر ليكمل هو عملية إصلاح الآلة بدلا من ابنه في اللحطة التي انقطع فيها السلك الذي يحمل الطرد فيندفع حسين رياض لينقذ الوالد الحاج صابر ويسقط الطرد فوقه هو .. ويموت..

ثم تمضي الإيام مع الحزن حتى يتقرر زواج المهندس أحمد من فاطمة التي ترفضه ليلة الزفاف أن يقترب منها أحمد خوفا من أن تموت.. ثم تحلم أن روح والدها تأتيها في الحلم لتأمرها بأن تحرق المدينة كلها بناسها الأشرار.. وتحلم هى بأنها من احرقت المدينة لتصحو من حلمها على الحقيقة وهو أنه لم يحدث أي شيء.

وتفكر فتحية مديرة بيت المهندس أحمد زوجته فاطمة في فكرة أن تشعل فيه الغيرة في قلب فاطمة التي تحب أحمد، ولكنها تخشى الموت فتوهمها بأن إحدى النساء التي كان يعرفها أحمد خلال سفره في الخارج قد عادت وأنها هى الآن في غرفته وهو يغني سعيدا بعودتها، في حين كان هو يمثل الغناء مع خير حتى تقتحم الغرفة فاطمة فلا تجد أحد تسأل أحمد عن عشيقته فيصارحها بأنه كان يغني لها هى وحدها لأنها حبه الوحيد..

وتهدأ مخاوف فاطمة فيتم زفافها إلى أحمد لتفاجأ بأنها تلد طفلها الأول لكنها لا تموت..

ثم نشاهد المشهد الأخير في الفيلم وهو تسير سعيدة إلى جوار زوجها المهندس أحمد وأمامهما ستة من الأبناء!! لنعرف أن كل مخاوف الأب حسين رياض كانت أوهاما مريضة!

والقصة من تأليف وسيناريو وحوار نيروز عبدالملك .. ومن إنتاج أفلام آسيا داغر ومن إخراج حلمي رفلة، وكان عرض الفيلم في دور السينما موسم عام 1955.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.