كتب : محمد حبوشة
في وقت اهتمت فيه بعض المواقع الإلكترونية، كنت أتوقع أن يحتفي الإعلام المرئي والمسموع بالراحل الكبير والعظيم المهندس حسب الله الكفرواي، الذي غادر حياتنا أمس عن عمر ناهز الـ 91 عاما – رحمه الله وغفر له بقدر ما أعطى لمصر وأهلها – ولأنه صاحبة مسيرة طويلة من العمل لصالح البسطاء والغلابة في مصر المحروسة، انتابني شعور جارف بالفضول طوال ليلة أمس، حيث ظللت أقلب بين القنوات كي أجد ما يشفي غليلي عن رحلة وزير يستحق التقدير والاحترام ونحن نودعه إلى مثواه الأخير، لكني للأسف لم أجد سوى اثنين فقط من بين إعلامي مصر قد اهتموا به، أولهم برنامج (مساء dmc) الذي خصص فيه الإعلامي (رامي رضوان) 3 دقائق و10 ثوان فقط لعرض مسيرة واحد من بناة مصر الحديثة، وثانيهما النائب مصطفى بكري في برنامجه (حقائق وأسرار) المذاع على قناة (صدى البلد) الذي لم يزد في قوله عن جملتين الأولى : حسب الله الكفراوي كان يلقب بأبو المدن الجديدة بسبب الطفرة التي حققها في إنشاء المدن الجديدة، والثانية: حسب الله الكفراوي من الشخصيات الوطنية والرموز التي نتوقف أمامها، وكان له مواقفه لمواجهة الفساد والفاسدين، ودافع عن ثورة 30 يونيو .
بينما كانت باقي الفضائيات العابثة كانت مشغولة بكافة برامج (التوك شوز) ببيان نادي برشلونة الإسباني حول لاعبه الشهير (ميسي)، والذي نشره عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، وظل بعض إعلامي الغفلة يولولون جراء الخبر (قال ايه) الصادم لعشاق جمهور النادي (الكتالوني)، حيث أعلن النادي في خبر محزن عدم استمرار قائد الفريق وأفضل لاعب في العالم 6 مرات الأرجنتيني (ليونيل ميسي)، داخل جدران النادي بعد رحلة عطاء كبيرة، وقد تناسى إعلامي الغفلة هؤلاء موجة الغضب العالمية والعربية عام 2018 ضد نجم منتخب الأرجنتين وفريق (برشلونة) الإسبانى، ليونيل ميسى، بسبب دعمه لدولة الاحتلال الإسرائيلى وتأييده لخطواتها الاستيطانية وممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، ولقيادته فريق بلاده للعب وديا مع المنتخب الإسرائيلى يوم 9 يونيو 2018 بمدينة القدس المحتلة.
وأذكر أن جامعة الدول العربية في ذلك الوقت عبرت عن رفضها مشاركة منتخب الأرجنتين فى مباراة مع المنتخب الإسرائيلى والذى حاولت الحكومة الإسرائيلية إقامتها بالقدس المحتلة، وتحديدًا فى قرية (المالحة) إحدى الـ 500 قرية فلسطينية التى دمرها الاحتلال خلال النكبة الكبرى عام 1948 وهى أرض فلسطينية محتلة وفقاً للقانون الدولى.
ولم ينتبه إعلامينا الأفذاذ إلى أنه كانت قد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وقتها أن والد النجم الأرجنتينى هو من دفع ابنه للوصول بالمنتخب الأرجنتينى للعب مع نظيره الإسرائيلى فى مدينة القدس المحتلة، وجاءت زيارته لإسرائيل فى الذكرى الـ 70 لاحتلال إسرائيل لأجزاء كبيرة من الأراضى العربية يوم 5 يونيو عام 1967، حيث كانت تستعد تل أبيب لإقامة احتفالات ضخمة بهذه المناسبة من ضمنها استضافة النجم الأرجنتينى ومنتخبه.
وعلى جانب آخر من الصورة العبثية أيضا، ذهب البعض الآخر من هؤلاء الإعلاميين إلى الإشادة بمنتخب كرة اليد المصري الذي خسر أمام فرنسا، في محاولة لاستجداء ميدالية برونزية يمكن أن تزيل حمرة الخجل التي علت جباه البعثة المصرية التي لم تمثلنا تمثيلا مشرفا كما ادعى النقاد الرياضيين، من الذين حاولة أن يداروا خيبتنا التي تذكرنا بحادثة صفر المونديال الشهيرة، وربما يكون هناك مبرر منطقي لتشجيع فريق كرة اليد في محاولاته الدؤوبة لإنقاذ سمعة مصر، لكن كان ينبغي على إعلامي الغفلة أن يهتموا برمز وطني شغل منصب وزير الإسكان والتعمير الأسبق ونقيب المهندسين الأسبق، صاحب القامة الكبية في العطاء حيث قدم العديد من المجهودات في سبيل خدمة الإعمار والتعمير والإسكان في مصر.
المحزن في الأمر أن إعلامي الغفلة غابوا عن المشهد ولم يدركوا حقيقة هذا الرجل الذي يعد أحد أبرز المسئولين التنفيذيين والمخططين المعماريين في مصر خلال القرن الماضي، وقد تولى عدة مناصب مهمة، شغلها بنجاح كبير، وحاز شعبية واسعة وقبولا واحتراما كبيرين في أوساط الموطنين والسياسيين، حتى لقبه البعض بـ (أبو المدن الجديدة في مصر)، وقد ولد الكفراوي بقرية كفر سليمان، مركز كفر سعد، بمحافظة دمياط في 22 نوفمبر 1930، وحصل على الشهادة الإبتدائية من مدرسة فارسكور الابتدائية، وحصل على بكالوريوس الهندسة قسم هندسة مدنية من جامعة الإسكندرية عام 1950.
برز الكفراوي كوزير للإسكان والتعمير لمدة 16 عاماً، بمسميات مختلفة، من سبتمبر 1977 حتى أكتوبر 1993، وقبلها عين محافظاً لدمياط في نوفمبر عام 1976، ثم ترأس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة العام 1980، وانتخب نقيباً للمهندسين العام 1991، وأشرف على وضع الخطط لمشروعات الجيل الأول من المدن الجديدة في مصر، وترك الوزارة وعددها 17 مدينة جديدة منها: السادات، العاشر من رمضان، 15 مايو، 6 أكتوبر، دمياط الجديدة، مراقيا، بمجتمعاتها الصناعية والعمرانية الجديدة وقد بدأها جميعاً في وقت واحد، بالإضافة إلى وضع نواة تطوير وتقسيم 6 مناطق تعميرية بمناطق القناة والساحل الشمالي وسيناء.
لاشك أن فقدان المهندس حسب الله الكفراوي الذي كان رمزاً وقامة عظيمة في علوم الهندسة والبناء، وله إسهامات بارزة في قطاع التشييد والبناء، كان يستحق عدة تقارير مصورة تبدأ من مسقط رأسه في دمياط حتى مرقده الآخير اليوم في مقابر العائلة، بحيث ترصد تلك التقارير حياة أول من بدأ مخططات إعادة تعمير مدن القناة وسيناء في نهاية سبعينيات القرن الماضي حيث قام بتكليف هيئة تعاونيات الإسكان بتنفيذ مشروعات الإسكان الشعبي والتعاوني في هذه المدن كما بدأ مشروعات المدن الجديدة في مصر بمجتمعاتها الصناعية والعمرانية المتطورة، بالإضافة إلى العديد من المجتمعات العمرانية الحديثة بمناطق القناة والساحل الشمالي.
ظني أن حالة الإغماء الإعلامي هذه ستطول كثيرا فلم يلفت نظر مذيع واحد تقدير الشعب المصري بكل فئاته لهذا الرجل، فلم ينتبه واحد من مذيعينا إلى الدلالة الرمزية على أهمية الرجل حين تقدم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بخالص العزاء والمواساة، في وفاة المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق، وشهد فضيلته للفقيد الراحل أنه كان رجلًا وطنيًّا مخلصًا لم يألُ جهدًا في خدمة وطنه، وقد عمل بإخلاص وتفان واجتهاد من أجل نهضة مصر ورفعتها، ومن هنا وتقدم فضيلة الإمام الأكبر بخالص العزاء لأسرة الفقيد وجموع الشعب المصري، سائلًا المولى –عز وجل- أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسُّلوان.
كما نعى الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية – رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم – المهندس حسب الله الكفراوي -وزير الإسكان الأسبق، قائلا: إن الفقيد كانت له جهود كبيرة، وحاز شعبيةً واسعة وقبولًا واحترامًا كبيرَيْن في أوساط الموطنين والسياسيين، حتى لقَّبه البعض بـ”أبي المدن الجديدة في مصر، كما ثمَّن المفتي دَور الفقيد كأحد أبرز المسئولين التنفيذيين والمخططين المعماريين في مصر خلال القرن الماضي، حيث شغل عدة مناصب مهمة بنجاح كبير، كما كان أول من وضع نواة المدن الجديدة وتقسيمها.
وكذلك نعي مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، المهندس حسب الله الكفراوي، وزير التعمير والإسكان الأسبق، ونقيب المهندسين الأسبق، الذي وافته المنية أمس، وأكد المجلس على أننا فقدنا واحدا من أعلام ورموز الهندسة المدنية في مصر، والذي كان يُعد قامة كبيرة في قطاع البناء والعمران، قدم للوطن خدمات جليلة أثناء توليه المسئولية في مواقع العمل المختلفة، واستحق بجدارة لقب “شيخ المهندسين المصريين، وتوجه مجلس الوزراء لأسرة الفقيد الراحل بأخلص التعازي القلبية، داعين الله أن يتغمّده بواسع مغفرته ورحمته، وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان، كما يتوجه المجلس لنقابة المهندسين بخالص التعازي والمواساة، حيث كان الراحل الكريم دوما داعما لها وكرّس حياته لخدمة قضاياها .. كان يكفي عرض صوتي مصور للقامات الثلاثة الكبيرة التي نعت الرجل ولو على سبيل التقليد لوداع أي فنان مغمور تهتم به نقابته.
كما كان يمكن أيضا عرض تعليق الراحل الكبير مؤخرا على أداء الوزارة الحالية قائلا: أنا متابع لأعمال الإصلاحات الأخيرة التي يتولاها الدكتور مصطفى مدبولي، وأرى أنه يبذل جهدا كبيرا منذ توليه رئاسة الوزراء، وأنه يقوم بعمل مهم في الجزء الخاص بالإسكان والتعمير، كما أن الغضب الذي أصاب للناس من قانون التصالح مع الدولة في مخالفات الإسكان، استطاع مدبولي أن يحتويه بكل شفافية وشجاعة، ولم يفعل كما فعل الوزراء من قبله ودفن رأسه في الرمال بل واجه الغضب بكل شفافية وحاول إصلاح المشكلات، وتدارك الأخطاء بشكل سريع، وأقام مؤتمرا صحفيا لمصارحة الشعب بذلك، وأنا أرى أنه رائع وأشكره على مجهوده .. الشفافية هى مفتاح حل أي مشكلة.. ومدبولي يتبعه.
هنالك مواقف كثيرة مشهودة كان يمكن أن تصنع عدة تقارير مصورة – لو انتبه إعلامنا المرئي والمسموع – ترصد من خلالها مسيرة (أبو المدن)، ومنها على سبيل المثال تصريحاته النارية في عصر الأزمات حين وصف حكومة الدكتور (هشام قنديل) بأنها (حكومة كى جى 1) وتطرق إلى مشروع تنمية محور قناة السويس، الذى يؤكد أن مخططاته معدة منذ عصر الرئيس السادات، وكشف عن أسرار توقف تنفيذه، وكيف تسبب أحد نجلى مبارك ومعه أحد رجال الأعمال فى توقفه.
ومن الذكريات الملفتة في مسيرة الرجل، يقول الكفرواي في إحدى حوارته الساخنة: فى إبريل 1977 استدعانى السادات، قال لى أنا لم أستطع الإجابة عن سؤال للرئيس الأمريكى فورد، حول أسباب معيشة المصريين فى الدلتا والوادى وتركهم 96% من مساحة مصر، وأنا أرغب فى التوسع، وفى يوليو من نفس العام، أعددت تصوراً وفكرة للعرض على الرئيس الراحل، والفكرة تتلخص فى مواجهة الاعتداء على الأراضى الزراعية، بالتوسع فى المدن الجديدة.
أيضا قوله : كنا نطرح الوحدة منخفضة التكاليف 85 متراً بـ 6 آلاف جنيه يسدد منها المواطن 600 جنيه، والباقى على 27 عاما بفائدة 4% أى كل شهر قسط 20 جنيها، وجاء بعدها المرحوم يحيى الرفاعى رئيس نادى القضاة، ومكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين وقتها، وطلبا طرح هذه الوحدات على النقابات المهنية، وقمنا بعمل شقق بنموذج ثالث، 125 متراً 3 غرف وتشطيب بتكلفة 14 ألف جنيه يدفع 1400 جنيه والباقى على 27 سنة بفائدة 4% أى حوالى 45 جنيها فى الشهر. المعنى أنه يمكن بالإخلاص والتجرد خفض تكلفة الوحدات وتكلفة ترفيق الأرض وبالذات لغير القادرين.
وفي صدد أزمة سد النهضة كان يمكن الاستعانة بمقولته : قمت بتصميم برنامج يعتمد على توجيه مياه النيل لمواجهة الفقر المائى، فقسمنا الجمهورية إلى 6 مناطق جديدة: سيناء وقناة السويس والبحر الأحمر وبحيرة السد العالى والوادى الجديد والساحل الشمالى، لدراسة إمكانات كل منطقة والثروات الطبيعية فيها لجذب الاستثمار إليها، وإقامة 17 مدينة جديدة، وطلب الرئيس وضع حجر أساس لأول مدينة جديدة بعد أسبوع واحد، لكننى طلبت 6 أشهر والدخول فى التفاصيل وطرح المتر بنحو 14 قرشاً قيمة تكاليف المرافق التى تتحملها الدولة، لكن الرئيس رفض وقام بطرح المتر بسعر 50 قرشا.
ومن المفارقات المذهلة في حياة (الكفراوي) الاتي غابت عن أعين إعلامينا قوله : أنا قدمت استقالتي 3 مرات في أول مرة قال لي الرئيس الأسبق حسني مبارك، (لو خرجت من الوزارة رجلي على رجلك، زي ما دخلناها مع بعض هنخرجها مع بعض)، وقتها تراجعت عن الاستقالة، وقمت بتقديمها مرتين وفي آخر مرة وافق عليها ولا أعرف لماذا وافق الدكتور عاطف صدقي على استقالتي، ولا لماذا لم يحاول إقناعي بالبقاء كما حاول معي الدكتور يوسف والي، على سبيل المثال، في تقديم المرة الثانية للاستقالة، وهى المحاولة التي انتهت بالنجاح في إقناع الدكتور والي بالبقاء في الوزارة، وللأسف الوضع في الحكومة وقتها كان بمثابة شلة هى التي تسيطر على الحكم، وكانوا معظم الحكومة أرصدتهم بالخارج، تتعدى الملايين وقتها وطائراتهم بالمطارات على استعداد للمغادرة حال خروجهم من الوزارة.
وقال في شهادته الخطيرة للتاريخ : حسني مبارك لم يكن رجلا فاسدا بل العكس هو من أطيب الرؤساء الذين قابلتهم، وكان همه الأكبر مصلحة مصر في المقام الأول، مبارك كان رجلا طيبا جدا لم يكن يحمل شرا، لكن الشر في زوجته وأبنائه، والمشكلة لم تكن عند مبارك لكن المشكلة الحقيقة كانت عند أولاده وزوجته، فقد كانوا يريدون التحكم في كل شيئ، والسيطرة على الحكم في مصر، وكانت المشكلة أيضا في الحكومة التي كانت حوله وقتها وفي عام 2005، بلغت الرئيس مبارك أن مصر على وشك الانفجار، فقال لي “اطمئن البلد ممسوكة كويس”، وأتذكر ما حدث في مؤتمر الحزب الوطني عقب الانتخابات البرلمانية، عام 2005.
رحم الله (وزير الغلابة.. أبو المدن الجديدة) وغيرها من الألقاب التي أطلقها المصريون على واحد من أبرز الوزراء الذين مروا على مصر، وهو الوزير حسب الله الكفراوي، الذي غيبه الموت، أمس الخميس، عن عمر ناهز 91 عاماً، واشتهر بنظافة اليد وقربه من البسطاء، وقيادته مشروعات الإعمار والتعمير والمدن الجديدة، فقد شهد عهده إنشاء 17 مدينة جديدة، إضافة إلى ست مناطق تعميرية في نطاقات مختلفة على صعيد الجمهورية، بخلاف مقترحاته الطموحة التي لم تر النور في فترة تقديمها، ونظير أدواره وإسهاماته العمرانية التاريخية، حصل الكفراوي على عدة تكريمات وأوسمة؛ أهمها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، ووسام بطولة العمل من الاتحاد السوفيتي، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من الطبقة الأولى.
كان يكفي فقط على الإعلام المصري المرئي والمسموع كشف حقيقة أنه أعدم مذكراته خوفا على حياته وأسرته، فعقب أحداث 25 يناير 2011، جمع الراحل العظيم مذكراته في كتاب بعنوان (حسب الله الكفراوى.. من القرية إلى الثورة.. شاهد على العصر)، لكنه أعدم جميع النسخ عقب طباعتها بأيام متعللا بأنها تحمل معلومات قد تتسبب في تهديد حياته وأسرته بالقتل.. أليس هذا سبقا إعلاميا كان يستحق إبرازه خلال الساعات الماضية على رحيله .. على أية حال ماتزال الفرصة قائمة لكشف غموض هذا اللغز – لو أن لدي إعلامينا ذرة من عقل أم ضمير مهني – لكن ظني أن سيظل مستترا لوقت طويل!!.