ناصر عبدالمنعم: زهور تتفتح في (أحدب نوتردام) على الطليعة قريبا
كتب : أحمد السماحي
قارع الأجراس في كاتدرائية نوتردام، الشهير بـ (أحدب نوتردام) أحد أشهر أبطال الروائي الكبير (فيكتور هوجو) يستدعيه المخرج المبدع (ناصر عبدالمنعم) هذه الأيام من التاريخ، ليصول ويجول على مسرح الطليعة نهاية شهر أغسطس الجاري، والأحدب هذه المرة هو (جورج أشرف) الذي يدخل في منافسة ساخنة جدا مع مجموعة من أساطين الفن العالمي والعربي، الذين جسدوا قبله شخصية (كوازيمودو) الأحدب الدميم جدا الذي يحمل كل الطهر والبراءة بداخله.
عرض (أحدب نوتردام) تجرى بروفاته حالياً بمسرح الطليعة استعدادا لافتتاحه خلال الأيام القادمة، وهو عن رواية (أحدب نوتردام) لـ (فيكتور هوجو)، ترجمها و كتبها للمسرح الكاتب الراحل (أسامة نور الدين)، أشعار طارق علي، موسيقى وألحان كريم عرفة، استعراضات كريمة بدير، ديكور حمدي عطية، أزياء نعيمة عجمي، بطولة (رجوى حامد، محمد عبدالوهاب، محمد دياب، محمد حسيب، جورج أشرف) وبمشاركة شباب من خريجي ورشة (ابدأ حلمك)، ومن إخراج المبدع (ناصر عبد المنعم)، صاحب أنجح العروض المسرحية فى المسرح المصري فى السنوات الأخيرة.
المخرج المسرحي الكبير (ناصر عبدالمنعم) أكد لـ (شهريار النجوم) سعادته الغامرة بالعمل حاليا مع مجموعة من الزهور الجميلة التى ستتفتتح قريبا على مسرح الطليعة، وهم أبطال عرضه (أحدب نوتردام)، وبإذن الله يحققوا كل النجاح والتوفيق فى هذا العرض وفى المجال الفني عامة، وبعضهم بالمناسبة من شباب خريجي مشروع (ابدأ حلمك) بالبيت الفني للمسرح/ مسرح الشباب لاكتشاف ودعم ورعاية المواهب الفنية الشابة، واستثمار طاقات الشباب بمختلف أقاليم مصر لإثراء المجال المسرحي باعتباره أحد أساليب الارتقاء بالوعي وتطوير المجتمع.
وعن الجديد الذي يقدمه فى (أحدب نوتردام) الذي قدم كثيرا سواء فى السينما أو المسرح عربيا وعالميا، قال صاحب الطوق والأسورة: الأعمال الكلاسيكية الكبيرة قابلة للتناول كل فترة، وكل مخرج يقدمها بوجهة نظره الخاصة، والغرض من تقديم هذا العرض تقديمه للأجيال الجديدة من الشباب لتعريفهم بهذا العمل الكلاسيكي المهم، أما بالنسبة للجديد فلا أريد أن أقول أنه فيه تجريب، ولكنه يحمل رؤية خاصة بي فيها التجريب والسياسة، لكن الأهم أن بها روح جديدة متمثلة في شباب (ابدأ حلمك) الموهوبين.
جدير بالذكر أن رواية (أحدب نوتردام) تدور أحداثها حول شخص لقيط أحدب وقبيح جدًا يدعى (كوازيمودو) وهو بطل الرواية، وهو ابن لعائلة من الغجر كانت قد أتت إلى (نوتردام) من أجل سرقتها، لكنَ القسَ المسؤول عن الكاتدرائية اكتشف محاولة السرقة تلك وقبض عليهم، لكنَ الجميع هرب ولم يبق إلا (كوازيمودو) معه، تولَى القس العناية به وربَاه في الكنيسة، ودرَبه على العمل فيها ليصبح قارع الأجراس في كاتدرائية (نوتردام) فأصيب بسبب ذلك بالصمم.
وقد حاول (فيكتور هوجو) أن يصوِر شخصية خيالية مرعبة بصفاتها الخارجية من قبح وحدب لكنَها من الداخل شخصية نقية بيضاء تحمل الصفات الحسنة والطيبة، وقد نجح في ذلك إلى درجة كبيرة، وفيما بعد يتم اختيار (كوازيمودو) حتى يكون رئيس المهرجين في الاحتفال السنوي الذي يقام في باريس والذي يسمى احتفال (المهرجين)، لكنَ القس لم يكن يريد له ذلك، فهو يريد من (كوازيمودو) أن يقضي بقية عمره في الكنيسة حتى لا يظهر أمام الناس بهيئته المرعبة ومظهره السيء ويرعبهم.
في ذلك الوقت تأتي إلى احتفال (المهرجين) فتاة فائقة الجمال تدعى (أزميرالدا) وهى من الشخصيات المهمة في الاحتفال، يعجب الجميع بها وبرقصها، ويحاول الجميع الوصول إليها بما فيهم القس، لكن الجميع يفشل في ذلك، ويقع (كوازيمودو) في حبِ (أزميرالدا) أيضا، وفي ذلك إشارة إلى صراع البشرية ومعاناة المعوقين والمحرومين، بعد أن يكتشف الناس أنَ (كوازيمودو) لم يكن متنكرا للمهرجان يقبض عليه حتى يحاسب لكن (أزميرالدا) تشفق عليه وتساعده في الهرب، وتهرب هى أيضا، مما يثير سخط القس (كلود فرولو) عليها لأنها لم تطع أوامره، فيساعدها عند ذلك (كوازيمودو) للهرب من جنود القس ردًا للجميل.
وعند ذلك تشرق نفسه لأنه وجد من يحنو عليه ويحبه، لكن القس يجنُ من هروبها ويقوم باعتقال جميع الغجر للعثور عليها، وتدور الرواية في أحداث مشوقة تنتهي بحمل الناس (كوازيمودو) على أعناقهم بعد أن اكتشفوا مدى طيبة قلبه وصفاء نفسه.
من المعروف أن الدكتورة (إيناس عبد الدايم) وزيرة الثقافة حرصت منذ أيام قليلة علي متابعة وحضور بروفات العرض، و ذلك بحضور المخرج (خالد جلال) رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والفنان (إسماعيل مختار) رئيس البيت الفني للمسرح، والمخرج (عادل حسان) مدير فرقة مسرح الطليعة، وكان في استقبالهم الفنان (ناصر عبد المنعم) مخرج العرض، وفريق عمل العرض، وذلك عقب مشاهدتها لعرض (سيدة الفجر) بمسرح الطليعة.
و أشادت الدكتورة (إيناس عبد الدايم) بالنشاط الكبير الذي يشهده المسرح، مشددة على دعم وزارة الثقافة الكامل للفنانين و المبدعين.