عمار بركات : سعدت بتوثيق عملي المسرحي (دراما 282) فى استراليا
كتب : أحمد السماحي
9 دقائق معدودة هى مدة العرض المسرحي العراقي (دراما 282) كانوا كافيين لتوثيقه كأول عرض مسرحي عراقي في المكتبة الرقمية الاسترالية – AusStage -وكانت هذه الدقائق قادرة على إرسال رسالة هامة للغرب ورسالة إلى الإنسانية، رسالة حضارة علمت العالم العديد من العلوم والكتابة والتقويم والحساب والتكافل الاجتماعي.
العرض من تأليف وإنتاج وتمثيل وإخراج الفنان العراقي (عمار بركات) الذى يعيش حاليا فى استراليا، ويعمل مديرا للقسم العربي لـراديو(4(EB الاسترالي، ودرس هندسة الصوت، فضلا عن دراسته السينمائية في العراق، ولا تقتصر مواهب (بركات) على الإخراج فقط، ولكنه سيناريست، ومستشار المسلسل العالمي ((Safe Harboure ، وعلى مدى مشواره الفني القصير أخرج 16 فيلما روائيا قصيرا، وعمل مخرجا منفذا لأكثر من 34 مسلسل عراقي وعربي.
عمار بركات أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته الغامرة بتوثيق عرضه من خلال المكتبة الرقمية الاسترالية، وقال: إن مسرحية (دراما 282) هى محاكاة مواطن عراقي معاصر مع تاريخ بلده، وتحديدا محاكاة صريحة بينه وبين مسلة (حمورابي) التي سنت 282 قانون، ومن خلال العرض نطرح عدة أسئلة: أين الخلل فيما حدث في العراق؟! وما السبب الذي أوصلنا الى ما نحن عليه؟!
وأضاف بركات: قوانين (حمورابي) هى مجموعة قوانين بابلية يبلغ عددها (282) مادة قانونية سجلها الملك (حمورابي) سادس ملوك بابل، على مسلة كبيرة اسطوانية الشكل، وهى تشمل حقوق الملكية والسلوك الإجرامي والعبودية والطلاق، كما تحتوي عقوبات قاسية لكل من يخالفها، وساهمت هذه القوانين في تحديد شكل الحياة البابلية في عهد (حمورابي)، إلا أنّها أثرت في كافة أنحاء العالم القديم لما يزيد عن ألف سنة.
وعن ظروف ولادة فكرة هذا العرض القصير جدا قال: الفكرة جاءتني لتوثيق حضارة بلد كان يكتب سكانه القدماء على الألواح الطينية، لهذا لم يسعفها الزمن في المحافظة على شكل الأغلب منها ولكن بقيت علامات مهمه منقوشه على الحجر والجرانيت تثبت حضارة وادي الرافدين ومنها (مسلة حمورابي وأسد بابل، زقورة اور، أسوار بابل، وبقايا المدينه البابلية، والثور المجنح، وبوابة عشتار)، وأردت من خلال مسرحية (282 دراما) توثيق عمل معاصر يحاكي حضارة الماضي.
وقدم (عمار) الشكر لكل من ساهم في العمل وأولهم الفنان (طالب عودة) مصمم نموذج المسلة والأستاذ الدكتور(وائل عبد السلام) رئيس جمعية الوحدة العراقية، و(فادي عدنان)، كما قدم (عمار) الشكر والامتنان للدكتورة (هديل عبد الحميد) التي كان لها الدور البارز في توثيق هذه المسرحية كأول عمل مسرحي عراقي يوثق في المكتبة الرقمية الاسترالية من خلال موقع (AusStage).
وعن سبب حبه للسينما وللفن تحديدا قال: والدي السبب حيث كان يطصحبني فى طفولتي إلى السينما لمشاهدة أفلام سينمائيه في إجازات الصيف تحديدا، وكنا نرتاد السينما الصيفيه لنقابات المعلمين على سبيل المثال، وغيرها من صالات العرض السينمائي في بغداد، وكنت أنظر إلى الشاشة، وأفكر بما هو خلف هذه الشاشة، وخلف الكاميرا، وكيف يصنع الفيلم؟! ومنها بدأ الاهتمام.
وأشار المخرج الشاب أن أول عمل أخرجه كان فيلم (العودة) عام 1992 وهو مشروع تخرجه فى معهد السينما، وكان فيلم سينمائي 16ملم، وقام ببطولته الفنان (باسم الحجار)، والفنانة (هنادي محمد) والفنان (محمد الدراجي) وإشراف الدكتور (حمودي جاسم)، وآخر عمل أخرجته كان (سبارو 11) عام 2018 وعرض في مهرحان الأسكندريه عروس البحر.
وعن أحلامه الفنية قال (عمار بركات) : أحلم بعالم يسوده السلام، وحب الخير، وأن تنهض الفنون في عالمنا العربي، خاصة السينما، وتأخذ مكاناتها الحقيقية، كما كانت انطلاقتها فى الماضي عالمية كما حدث فى أفلام مصرية وعربية هامة مثل (الأرض) للراحل يوسف شاهين، وكيف كانت لقطة الفيلم المعبره ليد الفنان (محمود المليحي) تتشبث بالأرض.
وأيضا (المومياء) لشادي عبدالسلام، و(رياح الأوراس، ووقائع سنوات الجمر) للمخرج الجزائري محمد الأخضر حامينا، وغيرها من الأفلام العربية التى عرضت في أهم المهرجانات العالمية، وأحلم أيضا أن تتحرك السينما العراقية التي تعيش الأن بنبض شباب مستقل يحارب من أجل لقطة معبرة ومن جيبه الخاص!.