كتب : أحمد السماحي
سكن الفن خياله منذ الطفولة بحكم وجوده فى بيت فني عميده المخرج المسرحي الكبير (جلال توفيق)، لذا فإن الفن عنده فطرة أو سليقة، ولدت مع ولادته، وتطورت معه من اللعب والتقليد والإشارة والبوح والهمهمات التي استخدمها كطفل، قبل اللغة والعقل، لأن الأطفال الصغار يراقبون، ويقلدون الكبار بالفطرة، ويتعرفون الأشياء من خلال (تمثّلها) وتجريبها (معرفة)، ومن هنا فإن من مكوناته كممثل متميز في الأداء تتوزع بين المرونة الجسدية والصوت المعبر والحركة والتعبير والخيال والاحساس بالصدق في تقديم الشخصية لخلق صورة مؤثرة لدى جمهور يتعطش للأداء الجيد.
سعى (ياسر جلال) بما منحه الله من موهبة لأن يحقق هذا الحلم بعدما جعل منه هدف حياته، ولأنه تعلم من والده أن الوصول إلى النجومية يحتاج إلى دراسة ومثابرة وعمل دخل معهد الفنون المسرحية، موهبته لا ينقصها الدراسة، فالممثل يجب أن ينمي قدراته علي التخيل وعلى تجسيد خياله باستخدام الصوت، الجسد، اللغة، والتعبير، والحركة، والانفعال، وأحلامه لا ينقصها الأصرار، وطموحه لا ينقصه الجهد، استطاع أن يفرض نفوذ إمكاناته كممثل على كل دور قدمه، ونجح فى تجسيد شخصيات مختلفة عبر أعماله الفنية، فهو ممثل لا يتصور كل شئ في خياله بل عليه دائما أن ينقل هذا الخيال للجمهور.
يمتلك النجم المبدع (ياسر جلال) وهج فني خاص ينطلق بمجرد ظهوره على الشاشة كشرار هادر ليقنعك بما يقوله، لهذا تصدر برومو مسلسله الجديد (الديب) خلال الساعات القليلة الماضية (ترند) موقع الفيديوهات الشهير الـ (يوتيوب) وحقق نجاحاً كبيراً، وأرقام مشاهدات مرتفعة، خاصة أنه يعتبر من الأعمال غير التقليدية للجمهور، حيث ظهر (جلال) خلال البرومو وهو يتحول إلى ذئب.
ولأن ياسر جلال يعيش شخصياته حتى الأعماق لذلك يمكنه بسهوله أن يعبر عنها، وأن يرى بعينيها وأن يحس أحاسيسها، وطوال شهر رمضان الماضي أمتعنا من خلال مسلسله الإجتماعي (ضل راجل) الذي كان بمثابة صرخة عالية أليمة صادرة من القلب، وأدى من خلاله دور أب يعاني من واقع قاس وأحلام تتطاير كالفراشات أمام النور، واستطاع ببساطة شديدة وبموهبة رائعة أن يعبر عن عواطف شخصية (جلال) المتباينة، والتى تصل أحيانا إلى درجة التناقض.
كما عبرعن البعد الإجتماعي والإنساني والنفسي لهذا الأب المكلوم فى ابنته الكبرى التى ينظر إليها كطفلة، وينظر إليها الآخرين كأنثى تشع الحياة من عينيها، ويعبق جسدها برائحة عطر أنثوي لا يقاوم، قدم (ياسر) دوره بشكل إنساني مؤثر وفى صورة إنسانية جديدة مشعة أضاءت كل الجوانب التى أخفاها زمنا طويلا من موهبته الثرية ثراء نهر النيل، فأطل علينا ممثلا مرهف الإحساس عميق التعبير يذكرنا بعمالقة التمثيل الكبار، وكأنه يأتينا من قاع الزمن السحيق حاملا تجارب السنين الطويلة المضيئة، ولأنه يحب التحدي والتجديد وجد فى سباعية (الديب) بئرا جديدة يستحرج منها أحجاره وأصدافه الثمينة، لهذا يراهن عليه بقوة.
ياسر جلال خص (شهريار النجوم) بأول كلام عن مسلسله الجديد (الديب)، وأعرب عن سعادته الغامرة بتصدر (برومو) المسلسل تريند موقع الفيديوهات الشهير الـ (يوتيوب)، قائلا: الحمد الله تصدر (البرومو) التريند رغم أننى ليس لدى أي علاقة بالسوشيال ميديا، وليس لدي أي صفحات على أي موقع من مواقع التواصل الإجتماعي، وأحب من خلال (شهريار النجوم) أن أتوجه بكل الشكر والتقدير لكل واحد من جمهوري على السوشيال ميديا الذين دعموني ووقفوا بجانبي، مؤكدا: كان تفاعلكم الطيب على مواقع التواصل الإجتماعي له أكبر الأثر في نفسي وهو ما دفع برومو مسلسل (الديب) لاحتلال صدارة (الترند) خلال الأيام القليلة الماضية، وهذا أثلج صدري كثيرا ، وأجدد الدعوة لكم لمتابعتي أكثر وأكثر من خلال أعمالي الفنية المعروضة على الشاشة، أو من خلال حواراتي على صفحات الجرائد والمجلات، وأرحب دائما وأبدا بنقدكم البناء لي الذي حتما يقويني ويشد من أزري في إجادة الأداء لكل الشخصيات التي أجسدها.
وأعرب صاحب (ظل الرئيس): عن سعادته بالتعاون لأول مرة من خلال مسلسل (الديب) مع المخرج المتميز الموهوب (أحمد نادر جلال)، والمؤلف المتميز (عمر عبدالحليم)، وتوجه بالشكر لشركة (سينرجي) والمنتج (تامر مرسي) التى سخرت للمسلسل كل الإمكانات ليظهر على مستوى عالي، وكل هذا بإمكانات مصرية 100%، ورفضت الاستعانة بأي يد أجنبية في المسلسل على مستوى تنفيذ المؤثرات البصرية والجرافيك، ووجه (ياسر) شكر خاص للمونتير الموهوب جدا (عمرو عاكف) الذي بذل مجهودا جبارا فى العمل، وعمل على غرار الأفلام العالمية، وسيكون مفاجأة للجمهور، وللعاملين فى الوسط الفني.
وعن تفاصيل مسلسله الجديد (الديب) قال : للأسف الشديد غير مصرح لنا أن ندلي بأي تصريحات عن أحداث المسلسل، حتى لا تحرق فكرة العمل التى تدور فى إطار من الإثارة والتشويق، لكن ما أحب أن أقوله أنني سعيد جدا بتجربتي فى مسلسل (الديب) لأنها تجربة جديدة علينا فى مصر، وأيضا على مستوى العالم العربي، والشخصية التى أجسدها جديدة جدا على، ومليئة بالتفاصيل الدقيقة، ورغم أن المسلسل مليئ بالإثارة إلا إنه يحمل رسالة قوية جدا ومهة للغاية.
وأشار (ياسر جلال): أن العمل لم يحدد بعد موعد عرضه، لكنه سيعرض خلال الفترة المقبلة على منصة (watch It)، وهو من نوعية الـ 7 حلقات فقط كما تم التخطيط له من قبل شركة الإنتاج والمؤلف والمخرج.