أحمر شفايف .. كاد أن يدمر حياة الرجل الطيب
بقلم : سامي فريد
إبراهيم أفندي رب أسرة طيب وهو زوج للسيدة نرجس (زوزو شكيب) ووالد للآنسة صفية (عفاف شاكر الشقيقة الكبرى للفنانة شادية)، والتي يحبها ابن الجيران والذي يرفضه أبوها ويمنعها عنه وإبراهيم أفندي والد للطفل نبيل (عادل خيري)، ويدعي الأب عند حدوث أي أخطاء منهما أنه يربيهما في حين أنه شديد الجنون والعطف عليهما.
ويقع إبراهيم أفندي في عديد من المطبات بسبب طيبة قلبة لدرجة أنه قد يدفع الجزاءات من جيبه رحمة بالعمال الفقراء، بل ويتحدى من أجلهم توفيق بك (علي عبدالعال) خال نرجس زوجة إبراهيم افندي وتحدت بينهما مشاحنات بسبب أن توفيق بك قد وعد جابر صفية ووالده بتزويجه منها رغم اعتراض إبراهيم أفندي، ونفاجأ بأن الفتاة قمر مصطفي (سامية جمال) العامل بفابريقة الطاوس للمياة الغازية التي يمتلكها توفيق بك تأتي إلى منزل إبراهيم أفندي، ويدعي خالها مدبولي (عبدالعزيز خليل أنه قد حدث خطأ في حساب مرتب قمر الذي يتقضى خمسين قرشا، كان أحد العمال قد اقترضها قسرا من يد قمر مصطفي فادعت أن إبراهيم أفندي قد أخطأ في حسابه، لكنه عندما يواجهها تعترف ويدعو الله خالها ان يستريح منها بسبب مشاكلها، وعند انصرافه تناديه نرجس رغم اعتراض إبراهيم أفندي الذي لا يريد أي مشاكل في البيت، لكن الزوجة تصر فتبدأ المشاكل التي أدت إلى خراب البيت وخروج إبراهيم أفندي منه بسبب بعض حيل قمر لإيقاع إبراهيم أفندي في غرامها.
وقمر فتاة لعوب سبق لها الاشتباك مع الفتاة حُسنة الفار (وداد حمدي) في الفابريقة في بيت إبراهيم أفندي تتعمد الاحتكاك به لعرض جمالها وجمال قوامها عليه حتى تفاجئه نرجس هانم ذات مرة وهو في غرفة قمر عندما يذهب ليشرب كوبا من الماء فأحست به قمرا فبدأ في ادعاء الألم فدخل إبراهيم أفندي مشفقا عليه ورأيهما نرجس هانم على هذا الوضع.. ثم عندما اكتشف إبراهيم أفندي اختفاء حافظة نقوده فوجه كل شكه إلى قمر التي أنكرت وبكت لكنه وجد الحافظة في أحد أدراج مكتبه فعاد إلى البيت ليصالح الفتاة البرئية من تهمة السرقة وهى تبكي وهو يطيب خاطرها، ولا يعجب هذا الوضع نرجس هانم وتزداد شكوكها في زوجها بسبب ما وجدته من اللون الأحمر على أحد مناديله فظنت أنه أحمر شفايف عندما وجدت أصبع روج في (بقجة) ملابس قمر والتي كانت قد وجدته في التراب أمام بيت إبراهيم أفندي الذي لا يجد أمامه منعا لكل هذه المشاكل سوى طرد قمر نهائيا من البيت.
وتقرر نرجس هانم مغادرة البيت لخيانة زوجها فتسافر مع ابنتها صفية وابنها نبيل ولا تنفع محاولة ابراهيم افندي في عودتها ويعود وحيدا إلى البيت الخالي.
وكذلك تقود قمر لتجد البيت خاليا تماما حتى تلتقى بإبراهيم أفندي الذي يحاول طردها بسبب ما وقع منه في المشاكل بسببها حتى يفاجئهما خال الزوجة توفيق بك فتختبئ قمر خلف الستارة، لكنها تجد أنها فرصة لتضرب ضربتها الأخيرة فتخرج ساقها من خلف الستارة متعمدة ليراها توفيق بك الذي يستشيط غضبه فيقرر طرد إبراهيم افندي من البيت بل وفصله ايضا من الفابريقة .. وهكذا يخرج إبراهيم أفندي إلى الشارع وحيدا وعاطلا وفقيرا وبلا أسرة، لكنه يسمع حوار بين عاطل (محمود لطفي) وزميل له يشرح له فيه كيف أنه يتناول طعامه يوميا مجانا بسبب لعبة يلعبها وهي ادعاء تذوق أنواع المعروضات مثل الجبن الأبيض أو الرومي أو الزيتون.. وهكذا أيضا في محل الفاكهة ليتذوق العنب فلا يعجبه والخوخ والتفاح فلا يرضى عنهما حتى يطرده الفاكهاني بعد أن ينتبه إلى اللعبة.
وفي محاولة للالتحاق بعمل في شركة للتوريدات الكهربائية يدفع اليه رئيس الشركة بورقة مالية من فئة العشرة قروش – ويسال إبراهيم أفندي أحد بوابي الشركة كيف يلتحق بالعمل فيها فيطمئنه العامل بأن كلامه كله لا يكون إلا مع ميشيل أفندي الذي يتناول غداءه يوميا في المطعم المواجه للشركة.. ويذهب إبراهيم افندي إلى المطعم وفي جيبه الورقة المالية ليقرأ أسعار الأصناف فيجد أن صحن المكرونة بثمانية قروش فيطلب طبقا من المكرونة ويصر على أن تكون من فئة القروش الثمانية، ثم يطلب بعض أوراق الجرجير أو ما شابه فيقترح الجرسون أن يحضر له طبقا من السلاطة ليسأله إبراهيم أفندي عن سعرها فيقول له إنه قرشان فقط، فيقرر أن يتناول أيضا طبقا من السلاطة فيكون المجموع هو كل ما يملكه إبراهيم أفندي الذي يخرج منديله فيكون ليمسح عرقه فتسقط الورقة المالية من حيبه ليلتقطها أحد الجرسونات.
ويكتشف إبراهيم أفندي أنه قد أصبح مفلسا تماما لكن ذهنه يهدي إلى حيلة فيحمل الفوطة البيضاء على ذراعه عند محاولة خروجه من المطعم متسللا ليناديه أحد الزبائن الذي يدفع له ثمن الطعام الذي تناوله ويترك له باقي المبلغ بقشيشا له، ويلاحظ الجرسونات ما يحدث فيطارودن إبراهيم أفندي في الشارع حتى يدخل في صفوف جنازة كانت تعبر الشارع في نفس الوقت ليجد نفسه إلى جوار مدبولي خال قمر الذي يساله عن سبب هذه (البهدلة) التي هو فيها، فيقول إنه هكذا فعلت به الأيام فيدعوه ليعمل معه في التياترو الذي يملكه ويديره محمد الديب الواقع في غرام البنت قمر التي تسرق مرة ورقة بخمسة جنيهات من على مكتبه ثم ساعته الذهبية مرة أخرى لتعطيها لخالها الذي يبعها لإبراهيم أفندي ليرسلها إلى ابنه نبيل هدية نجاحه وانتقال إلى الشهادة الابتدائية.
ولكن هل يمكن أن يستمر الحال مع إبراهيم أفندي الطيب حسن النية هكذا طويلا؟ يلحقه مدبولي للعمل مع المنوم المغناطيسي (حسين المليجي) كوسيط بعد أن يشرح له كيف ستمضي اللعبة لإقناع رواد التياترو، ويقرر أيضا أن يزوجه قمر لينتهي من مشاكلها لكن قمر ترفض الزواج منه إلا بشروطها.. ويبدأ كل من في التياترو في التهامس بالعلاقة بينها وبين المدير والتي تصل إلى سمع إبراهيم أفندي فيرفض الاستمرار في العمل، لكن مدبولي يقهره ويهدده بإبلاغ المدير بأنه هو سارق ساعته الذهبية فيضطر للموافقة على الزواج من قمر.
ثم يحدث التحول عندما يتدخل توفيق بك ليقنع نرجس بأنهم جيمعا ظلموا إبراهيم أفندي.. فالأحمر الذي كن على منديله لم يكن أحمر شفايف لكنه كان من قلم ألوان خشبي سقط على منديله، وأن البنت قمر وخالها يستغلان إبراهيم أفندي لدرجة إجباره على الزواج من البنت.. ويقرر توفيق بك اصطحاب ابنة أخته إلى التياترو لترى كيف أصبح حال زوجها الطيب بسبب غيرتها الحمقاء وظلمها للرجل الطيب، فيقرر أن تسترحمه ليغفر لها غيرتها وسوء ظنها وتعترف أنها ظلمته وترجوه أن يعود إلى البيت.. ليعود كل شيء إلى حاله بعد معركة صغيرة يشترك فيها الطفل نبيل مع والده ضد عصابة مدبولي وقمر تضع فيها الساعة ويعود إبراهيم أفندي ليوافق على زواج صفية ابنته من جارها ويعود إبراهيم إلى زوجته نرجس.. وإلي عمله في فابريقة الطاووس للمياة الغازية.
والفيلم من إنتاج أفلام الريحاني وتوزيع أفلام الريحاني ايضا وتحس في الفيلم بأنفاس الريحاني في القصة التي اشترك في كتابتها مع بديع خيري وأخرجها المخرج ولي الدين سامح.