كتب : أحمد السماحي
تعرض النجم المبدع (توفيق عبدالحميد) فى الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لحملة مغرضة من الادعاءات، والافترات، والشائعات، والأخبار الكاذبة، وانتهاك لخصوصيته، آخرها كان من يومين حيث كتب شخص محتال، ومن خلال حساب مزيف ووهمي على (الفيس بوك) منسوب لـ (توفيق عبدالحميد) قائلا : (أنه بعد العمر ده كله يتقالي محدش يعرفك، وأقعد فى البيت)!.
هذه الجملة المؤلمة تركت أثرا نفسيا سيئا فى قلوب وعقول محبي نجمنا المبدع، الذين صدقوا ما جاء عبر الحساب المزيف، وتم (تشيير البوست) ونشره بطريقة واسعة، وتناقله الكثيرين، والكل تعاطف مع نجمنا الموهوب، وعندما قرأت (البوست) سارعت بالاتصال بالصديق والنجم الكبير (توفيق عبدالحميد) الذى نفى لـ (شهريار النجوم) كل ما نشر، وكل ما تردد على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.
وقال: إنه لا يوجد لديه أي حساب رسمي على أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، وفى فترة من الفترات قام بعمل حساب على صفحة (الفيس بوك) لكن سرعان ما أغلقه، لأنه لم يجد نفسه فى هذا العالم الافتراضي المزيف، وسبق وظهر فى أكثر من برنامج، وأجرى أكثر من مداخلة هاتفية، وأعلن عدم صحة ما جاء على مواقع التواصل الإجتماعي، وأنه ليس لديه أي حساب.
وفى فترة من الفترات نصحه البعض بتقديم بلاغات رسمية للجهات المختصة لمباحث الإنترنت حتى لا يجد نفسه في ورطة جراء تصريح معين لم يدلي به من الأساس، لكن ظروفه الصحية حيث يعاني من إنزلاق غضروفي جعله لا يستطيع أن يتحرك، منعه من اتخاذ هذا الإجراء.
وعن تعاطف الناس معه وحبهم لعودته للتمثيل بعد (البوست الأخير) قال: والله صديقي المنتج الكبير (جمال العدل) يلح على وتقريبا قبل كل رمضان يتصل بي للعودة معه من خلال عمل رمضاني من أعماله الكبيرة المتميزة، لكني كنت مترددا وخائفا.
وفجر نجمنا المبدع مفاجأة سارة حيث قال: لكن بعد إلحاح كثير من الزملاء والأصدقاء قررت العودة للفن من باب المسرح، حيث نجتمع أنا والمخرج الصديق (ناصر عبدالمنعم) هذه الأيام للاشتغال على عمل مسرحي مهم من الأعمال العالمية، وننتظر أن ينتهي مخرجنا الكبير (سمير العصفوري) من عمله المسرحي الجديد، ونبدأ عرضنا بعد انتهاء عرضه.
وعن تفاصيل العرض الذي يعيده للمسرح عشقه الأول والأبدي والذى قدم من خلاله روائع الأعمال المسرحية آخرها كانت (رجل القلعة) التى فاز عنها كأفضل ممثل قال : العمل هو مسرحية (أغنية البجعة) للكاتب العالمي الشهير (أنطون تشيخوف) وأتى هذا الإسم من الأسطورة الشهيرة بأن البجعة تغرد تغريدتها الأجمل قبل موتها بعد أن ظلت صامتة طيلة حياتها، فيما بعد أصبحت (أغنية البجعة) مصطلح يُشير إلى الظهور المسرحي أو الدرامي الأخير، أو أي عمل أو إنجاز أخير، حيث يعي الممثل أن هذا هو آخر عرض له في حياته، لذا يبذل كل ما في وسعه ليكون أفضل ما قدم.
جدير بالذكر أن مسرحية (أغنية البجعة) مأخوذة عن مسرحية من فصل واحد للكاتب الروسي (أنطون تشيخوف) الذي اشتهر بريادته لفن القصة القصيرة، والمسرحيات التقليدية، فهو فنان الدراما الواقعية، وقد كتب تشيخوف 17 مسرحية في حياته، و(أغنية البجعة) هى المسرحية الرابعة، وفي رسالة لـ (تشيخوف) بالـ 14 يناير عام 1887، قال: كتبتُ هذه المسرحية في ربع ورقة، وستمثل في 15 – 20 دقيقة.
وتتحدث المسرحية عن ممثل مسرحى تقدم به العمر وانحسرت عنه الأضواء وبعد الاحتفال بآخر ليلة عرض له يبقى وحيدا مع زجاجة الخمر والملقن، فيتذكر أيام مجده الفنى وأدواره العظيمة التى قدمها على خشبة المسرح، ويتذكر حرارة تصفيق الجمهور له، والآن يطلبون أن يكون مهرجاً بطريقة مبتذلة، ثم يتذكر الفتاة الوحيدة التى أحبها لكنها تركته لكونه ممثل حين خيرته بينها وبين التمثيل، ويمر شريط حياته أمامه بكل نجاحاته وإحباطاته فيجد نفسه فى نهاية المشوار بعد أن وصل الى عمره إلى 68 عام وحيدا بلا زوجة ولا أولاد، مجرد بهلوان مهرج لا يعبأ أحد به أو بأهميته أو بمشاعره، فيبدأ فى الدخول فى حالة من اليأس والحزن، وهو مازال منتظرا لصديقه (نيكيتا) فيثقل بشكل مفرط فى شرب الخمر حتى تنتهى ليلة تكريمه بوفاته فى المسرح وحيدا.
يعتقد أحد النقاد العالميين أن الممثل لتلك المسرحية يجب أن يستخدم 12 نبرة مختلفة ومتباينة من هذا الفن، ولهذا فان تمثيلها يتطلب مهارات عالية في فن الإلقاء من قبل الممثل، ونحن لدينا ثقة تامة فى موهبة المبدع (توفيق عبدالحميد) أستاذ فن التمثيل والتقمص الذي لا يقل موهبة عن أي نجم عالمي.