مغامروا اليوتيوب ينهبون ملايين (محمد فوزي، وعمار الشريعي، وصابرين) !

كتب : أحمد السماحي

ارتبطت السرقة بأشياء كثيرة فهى غير مقتصرة على سرقة الأموال وحسب، بل تمتد فروع السرقة حتى تصل إلى سرقة أفكار الآخرين ومجهودهم وأفكارهم فى تعد صارخ ودون وجه حق ونشرها على اليوتيوب وغيره من مواقع الإنترنت، والكارثة أن يقوم الشخص المغامر الذى يسرق أفكار الآخرين بنسب إبداعهم الفني لنفسه دون بذل أى جهد يذكر سوت النسخ بالمسطرة، فهذه الفئة المحرومة من التفكير والإبداع تعيش فقط وتجني الملايين بالسطو على حقوق الملكية الفكرية للآخرين دون وزاع من ضمير أو رقيب على الفن الذي يقدمونه بغلاف جديد، وفي تحد صارخ وكأن الأمر أصبح عاديا أن تنتهك حقوق الآخرين في وضح النهار بوقاحة وتقوم بوضع اسمك عليها وتتلقي ملايين الدولارات التي هى من حق المؤلف والملحن وباقي أطراف لعبة الانتاج الفني.

 وسرقة المجهود الشخصي للفنان من أكثر السلوكيات التي تنبع من انعدام الضمير لدى البعض، لكن ما مناسبة هذا الكلام؟! .. مناسبة هذا الكلام أنني تلقيت اتصالا هاتفيا من صديقي المؤلف الموسيقى والمايسترو البحريني المبدع (وحيد الخان) ينبهني بالكتابة عن التعدي الصارخ على حقوق بعض الملحنيين المصريين، وسرقة ملايين الجنيهات من وراء بعض أغنياتهم من قبل قنوات متخصصة للأطفال على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب)، وأرسل لي بالفعل أكثر من أغنية، من هذه الأغنيات المسروقة:

أنا الفرخة واحنا الكتاكيت

وعندما دخلت على موقع (اليوتيوب) الشهير – والذي لايدقق بالطبع فيما ينشره – وشاهدت السرقة جاءني أكثر من شعور متناقض، شعور بالفرحة والغيظ والدهشة.

انتابني شعور بالفرحة في بداية الأمر، حيث وجدت أن أغنية (أنا الفرخة وإحنا الكتاكيت) التى قام بتلحينها المبدع الراحل (محمد قابيل) وغناء نجمتنا (صابرين) لها أكثر من فيديو، واحد منهم طرح عام 2018 وحقق 495.685.99 مشاهدة (أي حوالي نصف مليار فيو)، وهذا الفيديو غناء لمطربة غير معروفة إسمها (نغم حدودي) توزيع موسيقي (علاء الكردي)، رسومات مروى حسن، تحريك حسام الخطيب، ونورا فاكراني، وإخراج الكليب حسام الخطيب، وطبعا لم يذكروا لا اسم أو المؤلف أو الملحن أو المطربة حتى يعود إيراد الأغنية الذي يصل إلى ملايين الجنيهات كله لصالح الموزع الذي قام بإعادة توزيع الأغنية.  

وفيديو آخر لنفس الأغنية طرح عام 2019 وحقق أكثر من 17 مليون فيو، أي أن هذه الأغنية هى الأكثر مشاهدة على مستوى العالم العربي، ومن قبلها أغنية (بشرة خير) للنجم (حسين الجسمي) التى طرحت عام 2014 وكسرت الدنيا، والتى حققت حتى الآن 515 مليون فيو، المدهش أن الفيديو الأصلي لأغنية بصوت الفنانة (صابرين) لم يحقق سوى أقل من مليون فيو بقليل، نظرا لقدمه وسوء صورته.

ذهب الليل وطلع الفجر

السرقة والحصول على ملايين الجنيهات لم يقتصر على هذه الأغنية فقط، فقد قامت قناة تدعى (luna T.V ) بسرقة أغنية عبقري مصر محمد فوزي (ذهب الليل وطلع الفجر)، وقام مطرب غير معروف ولا مكتوب اسمه على كليب الأغنية مع مجموعة الأطفال بغناء هذه التحفة الفنية التى حقق الفيديو الخاص بها حوالي 268.652.578 مليون فيو، وحقق فيديو آخر لنفس الأغنية تغنية مطربة مجهولة مع مجموعة من الأطفال حوالي  47.772.679 مليون فيو، وحقق فيديو ثالث لمطربنا الكبير (محمد فوزي) حوالي 950 ألف فيو، نظرا أيضا لسوء الصورة والصوت والفيديو.

توووووووووت، تووووت

أما أغنية (تووت، تووت) التى قام بغنائها المبدع الجميل (عبدالمنعم مدبولي) بالاشتراك مع نجمتنا الغالية (هدى سلطان) فى مسلسل (لا يا إبنتي العزيزة)، من كلمات الشاعر المتميز (سيد حجاب)، وألحان عبقري النغم (عمار الشريعي) فقد حدث عليها إعتداء صارخ لا أدري أين جمعية المؤلفين والملحنيين ونقابة المهن الموسيقية منه، حيث قام المسئول عن الفيديو الخاص بالأغنية، والذي قام بغنائه مطرب يدعى (عبدالحق صحراوي)، وتوزيع علي أبو إسلام، بتغيير كلمات الأغنية وجعلها باللهجة الخليجية، كتب كلمات الأغنية الجديدة التى تدور فى نفس المعنى، شاعر إسمه (بشير غريب)، وتقول كلماتها :

تووت، توووت، قطار الكتكوت

توووت توووت يمضي ويفوت

توووت تووت فى الليل مدو

توووت تووت من غير سكوت

تووووووت تووت توووت

قاطرة تعبر نحو الساحة، وبحبحة فيها ورواحة

للعب متاحة تووت تووت، وبكل سماحه توووت تووت

تمنح تفاحة حلوى نفاحة، وتمطر فرحا فى الملكوت

توووووووووت تووت توووت

وبعد الركض وجال اليوم

آتى للبيت ورام النوم

ودعى بغطاء توت توت

ليغوص الحلم توت توت

ويودع فمرا ويقبل نجما توت توت

قطاري الأول بات بيوت

تووووووووت توووووت

حقق هذا الفيديو حوالي 104 مليون فيو، ويوجد فيديو آخر للأغنية حقق حوالي 15 مليون فيو، قام بغنائه وتوزيعه مطرب يدعى (علاء الكردي)، رسوم نورا فكهاني، تحريك زاهر الحمصي، انتاج توت توت.

والسؤال أو الأسئلة التى نود طرحها أين جمعية المؤلفين والملحنيين مما يحدث من هذا الاعتداء الصارخ والتشويه لتراثنا الغنائي؟!، وأين جمعيات حقوق الملكية الفكرية؟ وأين ورثة هذه الأغنيات؟!، وظني أنهم لم يحصلوا على حقوقهم المادية الكبيرة من وراء هذه الأغنيات؟ والأمر المؤكد أن هؤلاء المغامرين من رواد اليوتيوت لم يستأذنوا من الورثة أو لديهم مستندات للتنازل بمقابل مادي خاصة أنهم جنوا الملايين، والسؤال الأهم أين نقابة المهن الموسيقية ممن وراء هذا التعدي الصارخ على شعراء وملحنيين ومطربيين مصريين؟! .. أسئلة نتمنى أن نجد من يرد عليها خلال الأيام القادمة!