وليد توفيق : سوزان عطية غنت (تعالالي) في ربع ساعة بطريقة أذهلتني
كتب : أحمد السماحي
يحمل مشوار النجم العربي الكبير (وليد توفيق) مئات من الأغنيات الرائعة التى لا تنسى، والمحفورة في وجداننا جميعا كالوشم لا تمحى، حيث كان من المحظوظين الذين تعاونوا مع أساطين الكلمة واللحن فى العالم العربي، وكان على قدر مسئولية التعاون مع هؤلاء المبدعين، ونجح معهم بقوة، وهذب آذاننا بمجموعة رائعة من الأغنيات الخالدة التى قدمها منذ بدء مشواره.
اليوم سنتوقف مع واحدة من أجمل أغنياته الرومانسية المنسية، التى تحمل لحنا رائعا لا يمكن لأحد نسيانه، لحنا مليئا بالعذوبة والشجن والجمال، أتحدى أن يسمع أحد هذا اللحن ولايقع فى هواه، رغم بساطته الشديدة، هذا اللحن مطرز بكلمات شديدة الرقي، كتبها الشاعر المبدع الكبير (عبدالرحيم منصور) الذى تعاون مع (أبوالوليد) فى مجموعة من الأغنيات التى تعد على أصابع اليد الواحدة، لكنها بمثابة النجوم اللامعة بين أغنيات (وليد توفيق)، و رغم مرور سنوات على غنائها مازالت محبوبة، وتتردد بقوة حتى الآن وهى (انزل يا جميل فى الساحة، وهوى المشاوير، وكوني).
وفضلا عن الأغنيات السابقة هناك أغنية بعنوان (تعالالي) وهى التى سنتوقف عندها هذا الأسبوع فى باب (حواديت الأغاني)، الأغنية قام بتلحينها وغنائها (وليد توفيق) وشاركته الغناء المطربة المعتزلة كلثومية الصوت الرائعة (سوزان عطية) والأغنية يقول مطلعها :
تعالالي، وأنا أجيلك، وأنور قناديلك
لو تعرف يا حبيبي، من إمتى بناديلك
تعالالي يا غالي، من ورا الليالي
مكتوب على جبيني، مكتوب على سنيني
مكتوب على عيني، ده أنا عمري ما هاسيبك
النجم العربي الكبير (وليد توفيق) أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته البالغة بتذكرنا هذه الأغنية، وقال بعد تنهيدة كبيرة : ياااااااه فكرتني بالأيام واللمة الحلوة التى لم يكن فيها (كورونا)! ولا خوف ولا قلق، وفكرتني بالمناخ الفني الصحي الحقيقي، والمبدعين الحقيقيين الذين كان هدفهم الرئيسي تقديم الفن الراقي، والله كنا نفترش الأرض ونسمع شغل بعض دون حساسية ولا نفسنة!، وكل واحد يقول رأيه أو ما يحسه بصراحة.
وأضاف أبوالوليد: بدأت (حدوتة) أغنية (تعالالي) التى قمت بغنائها فى بداية الثمانينات بعد تعرفي على الشاعر المبدع (عبدالرحيم منصور) الذى تعرفت عليه عن طريق الموسيقار الصديق (بليغ حمدي) حيث كونا ثنائيا فنيا فى فترة الثمانينات، وقدما معا العديد من الروائع التى لا تنسى.
وأنا كنت ومازالت من عشاق (بليغ حمدي) لدرجة أنني أثناء اشتراكي في برنامج (ستديو الفن) وكنت وقتها صبيا صغيرا لا أدري من ملحنين الأغاني التى أغنيها؟!، فاكتشفت أن إختياراتي الغنائية المتنوعة فى البرنامج ولمدة عام، سواء كنت أدري أو لا أدري كلها من ألحان (بليغ حمدي)، فاتضح لي أن كل ما يلحنه هذا العبقري أحسه قريب من روحي وأغنيه بسهولة، بعد ذلك جمعتني به صداقة ووطيدة، وأشياء كثيرة غير الفن.
واستكمل (وليد توفيق) كلامه قائلا: فى أحد الأيام وبعد أن نجحنا سويا أنا و(عبدالرحيم منصور) فى أغنية (عيد الميلاد، أو أنزل يا جميل فى الساحة)، فى نفس الفترة أسمعني فى جلسة كنا نفترش فيها الأرض، ومعنا (سوزان عطية)، مطلع أغنية (تعالالي وأنا أجيلك) فأختليت بنفسي ربع ساعة ولحنت المطلع.
وأثناء التلحين وجدت صوت (سوزان عطية) يطن فى أذني وتخيلتها تغني معي كلمات الأغنية، فقلت لها أيه رأيك يا سوزان تغني مع هذه الأغنية (كديو)؟ فقالت: ياريت، وكنت قد سبق وتعاونت معها فى أغنية طربية رائعة بعنوان (مين علمك) كلمات الشاعر الغنائي شفيق المغربي.
وبالفعل انتهيت من تلحين (الديو) وقام بتوزيعة المبدع (مختار السيد) الذي وزع لي أيضا (إنزل يا جميل، وكوني)، وعندما دخلنا الاستديو لتسجيل (الديو) غنت (سوزان عطية) كوبليهاتها في ربع ساعة، ومن مرة واحدة، ودون أي إعادات، وكما يقولون (ون شوت) وبتمكن شديد، وأنا في حالة ذهول، نظرا لأن الطبيعي أن تأخذ المطربة راحتها وتغني في ساعتين أو ثلاثة، وتعيد أكثر من مرة أثناء التسجيل، لكن هذا لم يحدث مع الرائعة سوزان عطية.
بعد ذلك قمنا بتصوير (الديو) كفيديو كليب، موجود نسخة منه على موقع (اليوتيوب)، وحقق وقتها نجاحا كبيرا، وكلما استمعت إلى هذا (الديو) تذكرت الأيام الحلوة التى كنا نشتغل فيها بحب وبمزاج، وتذكرت صوت (سوزان عطية) هذا الصوت الرائع الذي خسرناه، والذي افتقده حاليا، والذي راهنت عليه بقوة، كما راهنت على صوت (شيرين عبدالوهاب).!
بالله عليكم ألا تستحق هذه الأغنية ــ (الديو) ــ أن نحتفل بها احتفالا خاصا ونعيدها إلى أذهان القراء فيسارعون بالبحث عنها على موقع (اليوتيوب) والاستماع إليها، خاصة أننا نعيش الآن فترة تراجع المعاني الراقية فى الأغنية العربية والمصرية خاصة.