مصطفى سعيد: سأبدأ (زوار المقام) مع الحلاج وابن عربي فى ديسمبر القادم
كتب : أحمد السماحي
يستعد الفنان والباحث الموسيقي، والمطرب (مصطفى سعيد) مع مجموعة (أصيل) التى انطلقت عام 2003، لإطلاق مشروع موسيقي جديد يحمل عنوان (زوار المقام) وهو عبارة عن رحلة غنائية تشمل أهم القصائد التي كُتبت في العشق المطلق قبل وبعد ظهور التصوف الإسلامي، وصولا الى عصرنا الحالي، وسيبدأ التسجيل يوم 23 ديسمبر القادم.
مصطفى سعيد أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته الغامرة بهذا المشروع الجديد، الذي يتدرب مع فريق عمله عليه هذه الأيام، وقال: العمل عبارة عن مجموعة من الوصلات المقامية، حوالي 5 وصلات، سنبدأ فى تسجيل أول تلك الوصلات في شهر ديسمبر القادم بمشيئة الله، وبها أعمال آلية وغنائية، والأشعار في هذه الوصلة ستكون لـ (عشرقة المحاربية، والحلاج، والمتنبي، وعمر بن الفارض، ومحيي الدين بن عربي).
وأضاف: أما العمل كله أو الوصلات الخمسة فهى رحلة مع شعراء العشق المطلق من عصر ما قبل ظهور الإسلام حتى العصر الحديث، وسينفذ العمل مجموعة (أصيل للموسيقى العربية) التى بدأت عروضها الموسيقية والغنائية منذ أكتوبرعام 2003، وتنتهج الفرقة في عروضها منهجا يعتمد على التقليد الموجود والمتوارث فى منطقة شرق حوض البحر المتوسط، مرتكزة فى ذلك على روحية النهضتين الموسيقيتين السابقتين فى العصر العباسي الذهبي، وفى النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
وأوضح (مصطفى سعيد) قائلا: يأخذ الأداء فيها هيئة تأويل الموروث على شكلين هما التنويع المرتجل لفقرات سابق تلحينها، والتلحين الفوري المتجدد لفقرات أخرى على طريقة التلاوة المرنمة والتقسيم، وذلك بحسب الأسلوب الموروث عبر التقليد.
وتنضوي تلك الفقرات المتنوعة تحت لواء مفهوم (الوصلة) التى تتمحور على مقام لحني أساسي، وتحتوي التنوع الكثير من زاويتي الإيقاع والشكل، وذلك على أساس نمطي يقترن بطبيعة المسار الإلزامي المثلث المراحل الجدلية والذي يمكن إيجازه في ما يلي :
1 ــ مرحلة الطرح أي المقدمات السابق تلحينها: فقرات عزفية ثابتة، على شكل الدولاب أو السماعي أو البشرف، تليها فقرات منشدة أو مغناة مثل الموشح، تتيح عرض المقام وترسيخه لدى المؤدي والسامع أي (السلطنة).
2 ــ مرحلة نقض الطرح أي التلاوة المرنمة المرتجلة: وفيها الانتقال من قمة الثبات إلى ذروة الارتجال فيكون فيها تلاوة مرنمة من نوع التقاسيم العزفية والصوتية لنصوص منظومة بالفصحى أو بالعامية يتم تلحينها بشكل فوري.
3 ــ مرحلة المحصلة أي الأشكال المركبة: وفيها مساحات من الارتجال يتم إقحامها في فقرات سابق تلحينها مثل (الدور، والقصيدة المرنمة على ضرب الوحدة، والتوشيح الديني أو الصوفي، والتحميلة العزفية).
جدير بالذكر أن الشعر الصوفي يعد من أهم فروع الأدب الصوفي، وقد بدأت تباشيره من القرن الثالث الهجري، إذ أخذ الشعراء ينظرون إلى الخالق جلّ جلاله بعين الحب والعشق، فكان استمرارًا لأشعار الفقهاء والوعاظ والنساك أمثال: الإمام الشافعي ورابعة العدويّة، وارتفع شأن هذا الشعر عند ذي النون المصري وأرسى دعائم الوجد الصوفيّ الذي يقوم على المحبة الربانية بوصفها جوهر التصوف وأساسه، يقول
أموتُ وما ماتت إليكَ صَبَابتي
ولا قُضيت من صدق حُبِّكَ أوطاري
تحمَّل قلبي فيك ما لا أبثُّه
وإن طال سُقمي فيكَ أو طال إضراري
وشهد الشعر الصوفي عصره الذهبي في القرنين السادس والسابع الهجريين، إبّان العهدين الأيوبي والمملوكي، واتضحت ملامحه منذ أوائل القرن الثاني الهجري أي مع بداية العصر العباسي، واستمر في العصور اللاحقة، ومن خصائصه السمو الروحي والمعاني النفسية العميقة والخضوع التام لإرادة الله القوية وبعد الخيال والسطحيات، كما يتصف بالغموض والمعاني الرمزية، وتعدّدت أنواع هذا الأدب؛ إذ نجد فيه الابتهالات والحكم، وفيه القصص كثيرة والكتابات الصوفية والشعر.