سكرتير ماما.. حكاية الشبهين ترضى الجمهور
بقلم : سامي فريد
الصدفة في أول الفيلم هى التي صنعت باقي الفيلم.. صدفة أن تذهب الطفلة أمل إلى السيرك لتشاهد ضمن الفقرات لعبة المتوسيكل التي يقدمها بطل العرض شلبي أبو طية (فريد شوقي) الذي ما أن يخرج لتحية الجمهور واستقبال تحية الجمهور له حتى تندفع الطفلة نحوه صادقة في شوق ولهفة (بابا.. بابا) وتندهش الدادة زبيدة (نبيلة السيد) ويندهش كل الجمهور المحيط حتى أبو طية نفسه الذي لا يملك أمام تعلق الطفلة به والتى لا تريد أن تتركه وترجوه أن يعود إلى البيت لأن لجميع يفتقدونه هناك.. ولا يدري شلبي أبو طية ماذا يقول ولا كيف يتصرف سوى أن يلاعب الطفلة ويعدها أنه سيحضر إلى البيت حتى تسكت..
وتعود زبيدة لتحكي لسيدتها كاميليا هانم (نادية لطفي) ذلك الحادث الغريب والعجيب الذي حدث وتصف لها أن أبوطية هذا هو الخالق الناطق سيدها المرحوم في حادث طائرة منذ سنوات زعتر بك البندقلي (فريد شوقي) أيضا ولكن مع اختلاف في الطبع والأخلاق والمستوي الاجتماعي والعلاقات.. وكل شيء.
ولا تملك الأم كاميليا هانم إزاء كل ما سمعته إلا أن تذهب إلى السيرك لتشاهد نفسها فقرة الدراجة النارية التي يقودها ضمن عروض السيرك شلبي أبو طية فلا تملك إلا أن تسقط في الحيرة هي نفسها.. فالشبه متطابق بين أو طية وبين زوجها المرحوم زعتر بك المليونير.
ويل الموضوع إلى قسم الشرطة عندما لا يجد أبو طية حلا سوى أن تخرجه الشرطة من هذا المطب فهو يخطب واحدة من بنات البلد وسيتزوجها وهى عندما علمت بخبر كاميليا هانم وابنتها لم تجد إلا أن تهدده، وتذهب إلى الشرطة لتشكوه وتطلب كاميليا هانم من الضابط المسئول أن تختلي بشلبي قليلا لتتأكد من شيء أو من علامة في جسم شلبي على كتفه لكنها لا تجدها فتتأكد أن شلبي ليس هو زوجها الذي مات في حادث طائرة، لكن كل هذا لا يحل شيئا فالطفلة أمل مازالت على إصرارها بأن لاعب السيرك هو أبوها وتزداد تعلقا به لخفة دمه وحنانه فيتفق ذهن كاميليا عن حل مؤقت حتى تجد حلا آخر قد تصارح فيه ابنتها ولو بعد سنوات تيح لها أن تفهم.
وكان الحل هو أن تستأجر أبو طية ليمثل دور الأب مؤقتا مقابل مرتب كبير يسيل له لعاب أبو طية مع ما رآه في قصر الهانم من العز والفخمة والثراء ولكن بشروط الهانم وأوامرها وما على أبو طية سوى التنفيذ.
وتواجه كاميليا هانم بعض المشاكل مع مساعديها من الموظفين الذين يديرون أملاكها وايراداتها.. فهم لصوص يسرقون إيرادات العمارات بدعاوي الإصلاح (سكرتيرها العقاري محمد شوقي) وينهبون إيرادات الصنادل البحرية المخصصة للسياحة (هريدي أو توفيق الدقن).
ويبدأ هريدي عندما يجد تعاملا متغيرا مع زعتر بك الايجار وليس الحقيقي الذي يسأله عن تفاصيل تفاصيل عمله فيقرر احراق الصنادل.. ويقر مدبولي (محمد شوقي) أن يبحث لنفسه عن لعبة أخرى غير لعبة الإصلاح المتكرر لمشاكل في العمارات غير موجودة فينال واحدة من لكمات أبو طية وجهه بكدمة كبيرة وسواء حول إحدى عينيه.. أما هريدي ورجال عصابته فيحاربه وحده رغم أن العصابة من ستة من الرجال الأشرار ينهال عليهم بالضرب وهذه لعبته الذي يحبها هو شخصيا وينتظرها منه جمهوره..
ولكن كان لابد أن تحدث المفاجاة الحقيقية بعد ذلك الغياب الطويل عندما يعود زعتر بك البندقلي فتقع كاميليا هانم في مطب جديد لا تعرف كيف تتصرف فيه بعد أن كانت تعتقد أنها استراحت.
وتطلب كاميليا هانم من زعتر بك الطلاق وهذا شيء لا يهمه فيعدها أن تتصل بالمحامي لتسوية الموضوع.. لكن الحقيقة أن لزعتر بك عددا من العلاقات النسائية المشابكة والدعوة بالزواج من غانيات وراقصات فيوافق على الطلاق حتى يتفرغ لحل باقي مشاكله مع باقي نساء مغامراته.
لكن هريدي (توفيق الدقن) يقرر من ناحيته الانتقام من زعتر بك وهي لا يعرف نه قد عاد بالفعل فيتفق مع مجرم قاتل على انتظاره أمام بيت عشيقته بعد مراقبة تحركاته.. ويخرج زعتر بك الحقيقي ثملا لا يعرف شماله من يمينه من بيت عشيقته ليبد أن سائق التاكسي الذي يتظاهر بالنوم هو القاتل المأجور الذي ما أن يفتح له باب سيارة الأجرة حتى يضربه ضربه قاتلة على رأسه لكن الشرطة تطاره حتى تلقى القبض عليه.
وتستدعي كاميليا هانم إلى الشرطة لتتأكد من شخصية القتيل وهى متأكدة أنه ليس شلبي أبو طية الذي تخفيه في إحدى الغرف فوق سطوح قصرها لأنها لا تستطيع الاستغناء عنه بعدما أعاد إليها كل أموالها المنهوبة.
وتقر كاميليا هانم أن القتيل هو بالفعل زعتر بك الفندقلي لتعود إلى الرجل البسيط الذي أحبته لشدة تعلق ابنتها به.. لكن تظل أمامها مشكلة أخري هى مشكلة بنت البلد خطيبة شلبي التي دعتها أن تقيم معهم في القصر لتراقب بنفسها أن شلبي هو مجرد موظف.. لكنه وبإغراء المال تبدأ في التفكير في البحث عن خطيب آخر.
وهكا يحل السيد بدير كاتب القصة والسيناريو والحوار الحل لكل شيء.. كما يستريح المنتج إيهاب الليثي لهذا الحل وكذلك المخرج حسن الصيفي وتعيش الأسرة في التبات والنبات، لكننا نظن أن المنتج سيكون مضطرا لدفع أجر دورين لفريد شوقي.. مرة أجرة عن دور لاعب الموتوسكيل شلبي أبو طية .. وأجر آخر عند دون زعتر الفندقلي..
لكن الفيلم وهو من النوع الذي يعجب الجمهور وينتهي أيضا نهاية سعيدة ترضى الجميع إلا زعتر (فريد شوقي) الذي قتله أحد رجال هريدي (توفيق الدقن).