رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

مش أنا .. وصول تامر حسني لأعلى درجات النضج الفني  

تامر يتألق في الأداء التمثيلي المعبر

بقلم : عمر علي

بدأ النجم تامر حسني تصوير فيلمه (مش أنا) منذ عامين تقريباً وأعلن من خلاله عن عودة (حلا شيحة) للسينما بعد غياب اكثر من 15 عام منذ آخر أفلامها ، وكان من المفترض عرض الفيلم خلال عيد الفطر العام الماضي ، ولكن انتشار فيروس كورونا وغلق السينمات وقتها أدى إلى تأجيله، وكان أكثر من سبب يجعل هذا الفيلم مرتقباً بالنسبة للجمهور، أولهما: هو أنه يسجل التعاون الأول بين تامر حسني وماجد الكدواني، كما أنه أول فيلم يقوم فيه تامر حسني بكتابة السيناريو والحوار بعد أن كان يكتفي بكتابة القصة فقط في أفلامه السابقة.

تدور قصة الفيلم حول الشاب (حسن) الذي يعيش مع والدته بمفردهما بعد وفاة والده ويكتشف فجأة أن مرض أمه يستلزم أدوية بمبلغ يفوق الألف جنيه أسبوعياً وهذا ما يفوق قدرته المادية بكثير، يحاول حسن البحث عن عمل ليتكسب منه ويستطيع الصرف على أمه، لكنه يكتشف فجأة أيضاً مرضه بمتلازمة اليد الغريبة وهو مرض يجعل صاحبه يفشل في التحكم فجأة في يده اليسرى فتقوم بضربه تارة وتكسير كل ما حوله تارة أخرى ومن هنا تنطلق أحداث الفيلم في إطار رومانسي اجتماعي.

تحكم في يده اليسري بصورة تؤكد تفوقه في الأداء
كالعادة جاءت سوسن بدر بأداء مدهش في دور الأم

بعد مشاهدتي للفيلم مرتان أستطيع أن أقول أنه ببساطة أفضل فيلم قدمه تامر حسني من بين أفلامه الـ 12 ، فهو وصل في هذا الفيلم إلى نضج فني كبير على جميع المستويات، أولها: مستواه الفني كممثل، فقد استطاع من خلال هذا الفيلم أن يقدم دوراً صعباً للغاية ربما أصعب أدواره على الإطلاق، دوراً يحتاج من الممثل الذي يؤديه لياقة بدنية عالية تجعله يتمكن من التحكم في أعصابه جسده ويده اليسري بشكل جيد بحيث يكون مقنعاً للناس، وهذا ما فعله تامر باقتدار وأثبت للكثيرين بهذا أنه يستطيع أن يقدم دورا به مساحة تمثيل كبيرة وليس مجرد أدوارا خفيفة وبسيطة مثل التي قدمها في أفلامه السابقة.

ثانيها مستواه الفني ككاتب الذي تطور للغاية بحيث تولى كتابة الفيلم بالكامل فجاءت حبكة الفيلم متماسكة إلى حد كبير وهناك رسم واضح ومحدد لكل شخصية، تصميم جيد لكل المواقف المحرجة التي يمر بها البطل نتيجة مرضه، نهاية منطقية ومناسبة لفكرة الفيلم.

ماجد الكدواني تفوق كثيرا في دوره
كان يمكن لحلا أن تكون عودتها السينمائية مميزة لولا تصريحاتها المستفزة

على مستوى التمثيل فإن ماجد الكدواني يقدم واحد من أفضل أدواره هو الآخر وكون مع تامر حسني ثنائية مميزة طوال الأحداث وكانت مشاهدهما سوياً من أفضل مشاهد الفيلم، أما سوسن بدر فقدمت أداء رفيعاً يليق بها كنجمة كبيرة ووضعت في هذا الدور الصعب خلاصة خبرتها. وبعيداً عن الكلام العجيب والتصريحات الأعجب التي صدرت من (حلا شيحا) بخصوص دورها في هذا الفيلم فإن أداءها كان جيداً إلى حد كبير، ولولا تفكيرها الخاطئ لمثل هذا الدور كانت يمكن أن تكون عودة موفقة لها لشاشة السينما.

محمد عبد الرحمن تألق في مشهده الوحيد
إياد نصار قدم أجمل مشاهد الفيلم
السعودي فايز المالكي أدى دوراً كوميديا خفيفا

أيضاً تجدر الإشارة إلى كون هذا الفيلم من أفضل الأفلام التي قدمت ضيوف الشرف ووظفتهم جيداً داخل الأحداث بداية من محمد عبد الرحمن الذي كان مشهده من أكثر مشاهد الفيلم المضحكة وإياد نصار الذي قدم أهم مشاهد الفيلم وهو المشهد الذي يتم فيه شرح حقيقة المرض الذي يعاني منه البطل ، وختاماً بالممثل السعودي فايز المالكي الذي أدى دوراً كوميديا خفيفا وهو دور الرجل الذي يعاني من نفس مرض البطل.

على مستوى الإخراج لم أكن متحمساً لإسناد إخراج الفيلم للمخرجة سارة وفيق نظراً لأن أعمالها السابقة في مسلسل (جراب حوا) وفيلم (على وضعك) لم تكن تبشر بمخرجة ذات مستوى عال، ولكن يمكن القول ببساطة أن هذا العمل يعد بمثابة إعادة اكتشاف لها وخطوة مهمة وضعتها على بداية الطريق وأتمنى منها أن تدرس خطواتها جيداً عقب هذا الفيلم ، لأن نجحت في إدارة عناصره الفنية كلها بجدارة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.