مذيع فلسطيني يتغني بحب جيش مصر
بقلم : محمد حبوشة
لأن لكل أمة من الأمم تاريخها الحربي الذي يرصد أحوال جيوشها وتطورها والوقائع التي خاضتها والقادة الذين أبلوا فيها، وما إلى ذلك من شئون تتصل بالحياة العسكرية التي تلخص بالضرورة دروسا قومية، يمكن أن يتلقاها الخلف عن السلف، لكننا – للأسف – أهملنا كثيرا دراسة تاريخنا العسكرى، وماتزال بعض حلقاته مفقودة، ولم يتناولها الباحثون عن كثب، لكشف حقيقة المعارك التى يصل عددها إلى 943 معركة خاضها المقاتل المصري بشرف ولم يخسر في أي واحدة منها، رغم أنها في مجملها تشير إلى أن الجيش الوطني منذ تكوينه الأول وحتى اليوم، قام بأروع الواجبات – طبقا لوثيقة منذ ستة آلاف سنة – وهذه المدة على وجه التقريب هى أيضا تمثل تاريخ الجيش المصري.
وعلى الرغم من ذلك، يقول الدكتور عبد الرحمن زكي، في كتابه (الجيش في مصر القديمة): ليس ثمة من يجهل الجندي المصري الذي نسج لوادي النيل تاريخا من أزهى وأعرق تواريخ الأمم على الإطلاق، وخلف تراثا سيظل معينا للفخار على مر الأيام، بعد أن حارب المصري في آسيا وأفريقية وأوروبا، فوطئت قدماه أرضها، وامتطى ظهر مياهها، وامتزجت دوماؤه بترابها، وخلد ذكرى قلما يدانيها جندي مثله، بينما الأمم كلها كانت تتيه في بيداء الجهالة.
نعم لقد اقتاد الجيوش رجال من أمثال (مينا وأحمس وتحتمس ورمسيس وبسماتيك وصلاح الدين الأيوبي وقطز وقلاون وعلى الكبير وإبراهيم، مرور بأحمد عرابي وعبد الناصر والسادات ومبارك، ووصولا للرئيس السيسي)، وصنع كل هؤلاء أساطير تؤكد أن مصر عاشت أمة مستقلة، ذات سيادة خلال معظم تلك السنين الطوال بفضل زعمائها من رجال الإدارة والجيش، وبجهود شعبها الحي، فعلى عاتق هؤلاء الجنود من أبناء النيل، ومن هذا الوادي الأخضر تدفقت الجيوش المصرية، لا تستحثها رغبة التوسع على حساب الآخرين، ولا تلهبها سياط السوء للاعتداء على المجاورين، لا ، فإن المصريين – في شتى حروبهم – كانوا دائبي الوصول إلى حدودهم الطبيعية، ليأمنوا غزوات المعتدين أو نقض المتعاقدين أو من أجل الدفاع عن حليف.
ومما يجدر قوله أن الجندية كانت في مصر القديمة في طليعة المهن التي تسبغ الشرف على صاحبها، وتمنحه ميزة – إن لم تكن مميزات – على أقرانه، بل أكثر من ذلك أن الجندي حظى بالتقدير والاحترام مثلما حظى الكاهن نفسه، وغني عن القول أن أعمال الجيش آنذاك كانت محل الإعجاب والتقدير، تستهوي في القلوب موضع الحب، ومثل هذه الحقيقة تتبدى بجلاء حين نشاهد النقوش الأثرية مشتملة صورة الفتية وهم يتنقلون في صفوف منتظمة، أو في أفنية التدريب، يعدون أويتلقون دروس الرماية بالقوس والطعن بالحراب، ولما عرفت مصر ميزات الأسلحة المدرعة والسريعة أدخلتها الجيوش ودربت جندها على استخدامها.
ويبدو أن غيرنا من الإعلاميين من الأشقاء العرب يدرك جيدا قيمة الجيش المصري أكثر من إعلاميينا الذين لا يرقون إلى مستوى القدرة والبلاغة الآسرة في وصف جيش مصر في وقت يخوض معارك ضارية الآن على مستوى صد جماعات الإرهاب في شرق البلاد وغربها وفي شمالها وجنوبها على حد سواء، فضلا عن بطولاته فائقة الجودة والقيمة في الحياة المدنية، وربما هذا مادفع الإعلامي الفلسطيني الشاب (عمر القديري) إلى توجية كلمة حماسية تتسم بالرقي والقوة والبلاغة في وصف الجيش المصري والإشادة بها عبر تاريخه القديم والحديث، وقد جاءت كلماته معبرة عن ما يجيش بصدره في حب جيش مصر .. خير أجناد هذه الأرض على النحو التالي:
تماما كما تصورهم الأساطير .. جنود يرفضون الانكسار .. لا ينحنوا إلا لوجه الله .. جباههم أعلى من قمم الجبال .. لايلقون للكلمات الرثة بالا .. يفتحون عيونهم .. يسمون باسم العزيز القهار .. يمنون أنفسهم برضا الرحمن .. لا يبتغون سوى سلامة الوطن .. ذات تراب الأرض تلك التي اختلطت بدماء من سبقهم في ركب الشهادة .. تحية لهذه البدلة المموهة التي طالما أرعبت أعداء هذا الوطن.
تحية إجلال وتقدير لزلزلة الأرض تحت بيادتكم الطاهرة .. عبرت فيما مضى على جثث وأشلاء أعدائكم .. وها أنتم اليوم تعبرون بهذا البلد إلى بر الأمان .. تحية لكم من كل عربي مخلص على هذه البقعة العربية المكلومة .. المليئة بشرار الناس ودنسها .. تحية لكم يا أبطالنا في أعالي القمم وفي الأحراش وفوق الأرض وتحت الأرض وفي عنان السماء .. منا لكم السلام والإجلال ولنا منكم القدوة والصحبة والمثل .. جيش مصر .. خير أجناد هذه الأرض .. ليكن دوما شعارنا معكم:
إسلمي يا مصر إنني الفدا
بيدي إن مدت الدنيا يدا
أبدا لن تستكين أبدا
إنني أرجو مع اليوم غدا
ومعي قلبي وعزمي للجهاد
ولقلبي أنتي بعد الدين دين
لك يا مصر السلامة
وسلاما يابلادي
إن رمى الدهر سهامه أتقيها بفؤادي
واسلملي لي في كل حين
تحية تقدير واحترام لهذا الإعلامي الفلسطيني الواعي (عمر القديري) على كلماته المعبرة عن حبه للجيش المصري، والتي يقول عنها أنها كانت نابعة منى بكل صدق تجاه مصر والمصريين، فمصر قلب العروبة النابض، وهى أقرب الدول إلى قلبى، وأتلقى العديد من الرسائل من المصريين التى يعبرون فيها عن سعادتهم بهذه الكلمات، وغير المصريين يخبروننى: (هل مصر تستحق كل هذا؟)، فأرد عليهم بأنها تستحق الأفضل، ومن هنا فهو يطالب القنوات التى تهاجم مصر مثل (الجزيرة، والفضائيات التركية) بالتركيز فى شئونهم الداخلية، لأنهم بالتأكيد لا يريدون مصلحة الشعب المصرى، كما أنهم يعملون على هدم الجيش المصرى الذى يعمل جاهداً باذلاً الغالى والنفيس من أجل الدفاع عن تراب بلاده، ومن هنا ألفت نظرهم إلى ترك مصر لأهلها فهم أدرى بشئونها.
عمر القديري الذي أبكى المصريين بعد حادث مسجد الروضة في سيناء من قبل، ولم تهتم أي فضائية مصرية باستضافته يقول: أعيش فى مصر منذ 5 سنوات، وطوال مدة إقامتى فى (أم الدنيا) لم أشعر فيها بالغربة، فقد رأيت كل الجنسيات تعيش فيها دون أى اضطهاد أو تفرقة، حيث يعيشون وكأنهم فى أوطانهم يعملون ويبيعون ويشترون مثلهم مثل المصريين .. وأحب أن أوجه رسالة للشعب المصرى: (افخروا بمصر بلدكم، وادعموا جيشكم، واحمدوا ربنا على نعمة الأمن والأمان).