بقلم : عمر علي
بعد عرض فيلم (نادي الرجال السري) بعدة أشهر تم الإعلان عن بدء تصوير فيلم (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) بنفس فريق العمل تقريباً ما عدا النجمتين غادة عادل ونسرين طافش والمخرج خالد الحلفاوي، إذ أن كلا الفيلمين من بطولة كريم عبد العزيز ومعه ماجد الكدواني وبيومي فؤاد كما أن الفيلمين من تأليف أيمن وتار وإنتاج وائل عبدالله.
يحكي (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) عن الإعلامي (خالد مختار) الذي يبحث دائماً عن أي سبق إعلامي يرفع نسب مشاهدته ، وهو متزوج من خبيرة العلاقات العاطفية ثريا الببلاوي ، وصديقه المقرب هو أنيس محامي الطلاق شقيق زوجته، في يوم تقرر الحكومة تحويل كل قسائم الزواج الورقية إلى قسائم إلكترونية وتدعو خالد بصفته إعلامي مشهور ليصور هذا الحدث لكن خالد يتسبب عن طريق الخطأ بمسح كل تلك القسائم مما يتسبب في طلاق جميع الأزواج في مصر، لتصبح فجأة قضية رأي عام ويتورط بها خالد وثريا ويصبح مطلوباً منهم أن يثبوا للجميع أن الزواج علاقة ناجحة ليعود جميع الأزواج إلى بعضهما، ومن هنا تنطلق أحداث الفيلم في إطار كوميدي رومانسي.
على مستوى السيناريو هناك فقر شديد في تصميم المواقف الكوميدية، كل المواقف التي قدمت خلال الفيلم كانت بحاجة إلى إظهارها أكثر من ذلك وأن تكون مضحكة أكثر من ما تم تقديمه. فمثلاً الموقف الأول الذي بدأ به الفيلم والذي ظهر به أول ضيف شرف وهو (شيكو) مر سريعاً دون التعمق فيه بشكل كافي وهو ما أعطاني مؤشراً مبدئياً عن بقية الأحداث، أيضاً تتابع المشاهد الخاص بعمرو عبد الجليل ونسرين أمين أيضاً لم يكن مضحكاً بالشكل الكافي وغابت تماماً الإفيهات الذكية الخفيفة التي اشتهر بها عمرو عبد الجليل، ولم يستفد صناع الفيلم من وجوده على الإطلاق، أيضاً وجود نجمة كوميدية مثل شيماء سيف فكان مشهدها من أقل مشاهد الفيلم على مستوى الضحك ، كما جاء آخر مشاهد الفيلم الذي ظهر به آخر ضيف شرف سريعاً ومكثفاً أكثر من اللازم وإكتفى المؤلف بإفيه واحد فقط يخص أشهر مسلسل قدمه هذا الضيف.
بناء السيناريو به الكثير من المشاكل فمثلاً في بداية الأحداث لم يتم تقديم دوافع كافية لفشل العلاقة الزوجية بين خالد وثريا واكتفى المؤلف بسخرية كل منهما من عمل الآخر. لم يستطع السيناريو أيضاً من معالجة القضية التي تصدى لها واكتفى بمشهد خطابي ممل في النهاية ليشرح فيه فكرة الفيلم وحلها.
أيضاً لم يستفيد الفيلم على مستوى السيناريو من ظهور النجوم ضيوف الشرف ليعتبر بلا مبالغة أسوأ فيلم ظهر به ضيوف شرف كثيرين ، وهذا باستثناء الفنان محمد ثروت الذي يعتبر هو أفضل ضيف شرف في الفيلم ومشاهده يمكن اعتبارها من أفضل مشاهد الفيلم ككل، ويمكن أيضاً استثناء أول مشهد ظهر به ماجد الكدواني في المحكمة وكان معه واحد من أفضل ضيوف شرف الفيلم ويمكن اعتبار المشهد نفسه هو أفضل مشاهد الفيلم ككل، وأقل الشخصيات إضحاكا كانت الشخصية التي قدمها بيومي فؤاد وهى شخصية غير محددة الملامح ولم تضف لدراما الفيلم أي شئ، وذلك على عكس شخصية (حيرم) التي جسدها في (نادي الرجال السري) والتي كانت من أجمل شخصيات الفيلم.
مشكلة هذا الفيلم باختصار أنه تم تقديمه بعد (نادي الرجال السري) الذي كان فيلماً رائعاً بكل المقاييس، والمقارنة بين العملين تجوز لأن كثير من صناعهم مشتركين، فلنرى كيف قدم السيناريو شخصياته والفروق بينهم وتمكن من رسم خلفيات مناسبة لهم وخلق دوافع منطقية لتصرفاتهم خلال الأحداث، ولنرى أيضاً كيف قدم السيناريو ضيوف الشرف في (نادي الرجال السري) وكيف تمكن من تصميم مواقف كوميدية تناسبهم لنذكر مثلاً مشهد (أحمد أمين) ومشهد (أكرم حسني)، ولنرى كيف كان وجودهم إضافة حقيقية للكوميديا في الفيلم، ورغم أن (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) به ضيوف شرف أكثر إلا أن أغلبهم كان حضوره باهتاً.
على مستوى الإخراج لم تكن الأمور أفضل حالاً فأحمد الجندي لم يستطع أن ينقذ فجوات السيناريو بأداءه الإخراجي ولم يستطع أن يقوم بتوجيه ممثليه بأفضل شكل ممكن، ولم يستطع أن يقوم بتقديم بيومي فؤاد وماجد الكدواني بصورة جيدة كما فعل في (وقفة رجالة)، وببساطة يمكن القول أن خالد الحلفاوي في (نادي الرجال السري) كان أفضل بكثير.
في النهاية (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) فيلم جيد يمكن مشاهدته والاستمتاع به ولكن بشرط عدم مقارنته بـ (نادي الرجال السري) ، لأنه في هذه الحالة سيتم التعامل معه كمحاولة فاشلة لاستثمار النجاح.