الحياه الكريمة .. ومركزية الإعلام
بقلم : علي عبد الرحمن
بداية لاأخفي إعجابي بهذا الكم من المشروعات القوميه الكبري التي يتم إنجازها على أرض مصر في مجالات متنوعة، كما أنني أتساءل عن حجم تمويل هذه المشروعات، ومن أين تم توفيره، وهل كان ذلك متاحا من قبل، أم أنه حسن ادارة وتوجيه الموارد؟.
أسئلة عديده تدور بداخلي عن حجم هذه المشروعات وحجم التمويل، وأستغرب جدا من ثقة ومثابرة ودأب وتفاؤل السيد الرئيس، إن عدد المشروعات القومية التي يتم تنفيذها والتمويل الهائل الذي يتم ضخه في إنجاز هذه المشروعات لهو أمر قريب من المحال، فكيف لمصر أن تمول هذه المشروعات،ومن أين جاء هذا التمويل، وهل كان متاحا من قبل، ولماذا لم تنطلق هذه المشروعات من قبل، وأين ذهبت كل هذه الأموال التي يتم ضخها في انجاز هذه المشروعات الكبري؟.
هذه الوجبة الدسمة من المشروعات القومية تثير خيال كل وطني حول ماذا يحلم الرئيس، وماهو المشروع القادم، ومن أين هذه التمويلات الضخمة؟، ولكن كل ذلك لم يثر شهية الإعلام المصري، فبرغم تعدد المشروعات القومية الكبري، وبرغم ضخامة الإنفاق، ورغم أهمية هذه المشروعات، ورغم المدد الزمنيه التي تستغرقها هذه المشروعات، إلا أن كل ذلك لم يثر فضول أهل الإعلام وخاصته، وظلت هذه المشروعات منذ مرحلة الفكره ثم مراحل التنفيذ بعيدة عن أعين وفكر أهل الميديا.
لقد شاهدنا كلنا الحفل القومي لإطلاق مبادرة السيد الرئيس لتنمية وتطوير الريف المصري تحت شعار (حياة كريمة) .. نعم حياة كريمه لكل مواطن، ولكن إعلام غير كريم في متابعته وتغطياته وعطاءه، فلقد شاهدنا قري ونجوم وتوابع مصر تضاء بمشروعات تنمويه في مجال الإعاشة والإقامة والتعليم والصرف والغاز ومراكز الشباب وشتي نواحي العيشه الكريمه بشكل مغاير تماما لشعارات سابقة تم رفعها لتطوير الريف وتوقفت عند مشروع شروق لإدخال مياه الشرب النقيه للريف.
ورغم كل هذا الانتشار والتنوع في توفير خدمات العيشة الكريمة،التي تم الإعلان عن أن تكلفتها تصل إلي 700 مليار جنيه مصري، رقم لايستوعبه أحد توفيرا وإنفاقا، إلا ان منظومة الإعلام المحلي أو الإقليمي كانت غائبة عن كل ذلك، فلم نر هذا الإعلام يتجول في ربوع قري ونجوع وتوابع مصر ليشير إلي أن هنا سيكون مشروع كذا لخدمة أهالي منطقة كذا، ولا إلى أن تكلفة هذا المشروع كذا ولم نر هذا الإعلام يتابع البدء في المشروع ولا متابعته لمراحل تنفيذه ولا عرض اكتماله وفوائده، ولم نر على شاشاته تنويهات ولا أفلام قصيره عن سلسلة مشروعات تطوير الريف المصري، وكأن مابحدث لايعني اعلامنا بشئ.
فاذا كان الإعلام القومي،مركزي لايعنيه الأقاليم أو الضواحي فهل إعلامنا المحلي لديه مايثير شهيته أفضل ولا أكبر ولا أضخم من هذا المشروع العملاق لتغيير وجه الحياه في ربوع الريف المصري، وهل اهتم الإعلام المحلي بلائحة أجور عامليه وبث قنواته على النايل سات قبل أن يقوم كوادره بدورهم الوطني وقبل أن يهتموا بمحتوي ما يقدم قبل التفكير في البث على النايل سات، وأين كان مخططي إعلامنا وهم يعلمون بضخامة هذه المشروعات وخلو شاشات الإعلام المحلي والقومي أيضا من مواد تنقل تقدم الوطن بأهله، أو افلاما تزرع الثقه في الغد، أو نقاشا يزيل مإلتبس علي مواطنينا.
كنت أتمني أن يقيم الإعلام المحلي مهرجانات ومعارض في كل منطقة ومحافظة لعرض وشرح ماتحقق في الأقاليم من مشروعات تطوير الريف المصري، وكنت أتمني أن يقام هذا الحفل القومي لا في استاد القاهرة ولكن في محافظة هى الأكثر تطويرا في هذا المشروع، وليته أقيم علي أرض مشروع تحقق ووسط إنجازات تمت، إن حركة التطوير المجتمعي وحسن إدارة أموال الوطن لهي بعيدة عن أعين إعلامنا مما جعل مواطنينا لايقدرون حجم الإنجاز وقلقون من الغد لأن أحدا لم يطلعهم على ماتم عرضا ونقاشا.
إن تقوقع الإعلام القومي والإقليمي رغم ضخامة إنفاقه وكثرة كوادره وتراكم معداته لهو أمر يثير التساؤل: إلي متي سيظل الرئيس يصنع إعلامه بنفسه ويحرك وسائله خلفه ويصنع أحداثه ويضع أجندته، كان الله في عون الرئيس الخلوق الذي يصنع حياة كريمة وهو ذو خلق كريم يستحي أن يقول (بطلوا هري) وهو تعبير أصبح دارجا لعامة أهل مصر، وقد استعان بربه المستعان طالبا منه البركة التي لولاها ما كان في مصر ماسيكون، ذلك الرجل الذي استطاع أن يثبت أن مصر دولة قوية وغنية أيضا.
يا أهل الإعلام سارعوا ووثقوا وأرشفوا لما يحدث لتصنعوا تاريخا لأجيالنا القادمة وكفانا سباتا وكفانا مركزية وكفانا انفاقا وكفانا صياحا لايفيد، هلموا إلى سلسلة من الأفلام الوثائقية لإنجازات الوطن التي غبتم عنها، ولتصنعوا إعلاما جماهيريا يواكب ويوثق ويطمئن ولندع الرئيس في حلمه لمصر ولأجندته لأمته، وليوفر تمويلا وليستمتع بما حققه لشعبه وليقم كل منا بدوره الوطني.
بارك الله لك وفيك ياريس كما طلبت من ربك وزاد مصر قوة وغناءا وأيقظ ضمير أهل اعلامها ليستوعبوا ما يحدث تقديرا ومتابعة وبثا وأرشفة وتسجيلا، ولنعش كلنا حياة كريمة، لأهالينا الكرام تحت قيادة رجل ذو حياء كريم الخلق .. وتحيا دوما مصر.
وللإعلام حديث ذو شجون قادم، وكل عام ومصر وأهلها وسائر الكون بخير وسلام وتنمية وتعايش كريم.. اللهم آمين.