الآنسة ماما …. بهجة الفيلم الغنائي الذي أشاد بالقاهرة، وقدم التحية للسودان
كتب : أحمد السماحي
محمد فوزي من النجوم الذين لا يموتون ولا يغادرون الذاكرة، ففي كل ساعة تتجدد ذكراه، وفى كل لحظة يشاهده ويستمتع وينتشي بعطائه الفني الممتع الملايين، هذا العبقري الذي يشبه الأرض المصرية الطيبة فى عطائها الذي لا يتوقف، ومثل النيل المتدفق بالخير، والذي يمنح الخصوبة والمتعة.
فى مثل هذه الأيام من 72 سنة، وبالتحديد يوم 10 يوليو 1950 عرض فيلمه الغنائي (الآنسة ماما)، وفى هذا العام عرض له خمس أفلام هى بترتيب العرض (آه من الرجالة، بنت باريز، الزوجة السابعة، الآنسة ماما، غرام راقصة)، وفى هذه الأفلام وغيرها تميز أسلوب (فوزي) بالبساطة والتلقائية وخفة الظل، فهو ببساطة شديدة رائد الفيلم الغنائي الكوميدي، لو أحببنا تصنيف أفلامه الغنائية التى قدمها والتى بلغت 36 فيلما بدأها عام 1944 بفيلم (سيف الجلاد)، وكان آخرها (ليلى بنت الشاطئ) عام 1959.
الآنسة ماما
تدور أحداث فيلم (الآنسة ماما) حول الفتاة (نمرة / صباح) المحبة للغناء والتى تعمل في محل اسطوانات فى الأسكندرية، وتقرأ بالمصادفة إعلانا فى إحدى الجرائد عن طلب المطرب (منير يسري / محمد فوزي) – الذي تهيم فيه حبًا – لمطربة تتمتع بالشكل الجميل، والصوت العذب، لتتعاون معه في أوبريت غنائي جديد، وتتقدم (نمرة) وتفوز، ومن أجل إثارة غيرة (منير)، تتفق مع والده (يسري باشا) على أن يدعيا أنهما متفقان على الزواج، فهل ستنطلي الخدعة على منير؟! هذا ما ستجيب عليه نهاية الفيلم.
ينتمي الفيلم للأفلام الغنائية الكوميدية التى تبث رسائل ايجابية، محملة بالبهجة والمتعة، ومن خلال هذا الفيلم قدم (محمد فوزي) تحية للقاهرة من خلال لحن أغنية (هنا القاهرة) كلمات الشاعر مصطفى السيد، وغناء صباح والتى تقول في جزء منها:
ياللي لك حبيب بيحبك
وتحب تهاديه بهدية
هاته مصر الحلوة يقولك
دي صحيح هى أم الدنيا
دي مصرنا على بحر النيل
وجونا طول عمره جميل
تعالى جرب وأراهنك
لو أنت ما قلتش هنا القاهرة.
ولم ينسى أن يرسل تحية للسودان فقدم أغنية سودانية جميلة يغنيها مجموعة من الخدم النوبيين بعنوان (ناداني قلبي إليك).
النقد
يقول الكاتب والناقد (مصطفى بيومي) فى كتابه (محمد فوزي.. المجد والدموع): الصلة وثيقة بين سينما (محمد فوزي) وفنه الغنائي ذلك أن أفلامه جميعا قد تضمنت قدرا هائلا من الأغاني والاستعراضات، وهو ما حقق له نجاحا جماهيريا وفنيا على حد سواء، ومن الناحية الإنتاجية كان منتجا جسورا سخيا فى إنفاقه، فلم يبخل على الفن الذي يحبه بجهد أو مال، واستطاع بهذا المنهج أن يحقق لنفسه مكانة مرموقة لا ينكرها باحث جاد أو مؤرخ منصف.
عن أشهر المخرجين الذين تعاون معهم قال: (حلمي رفلة) هو المخرج الأهم كما وكيفا في المشوار السينمائي لـ (محمد فوزي) فقد أخرج له أربعة عشر فيلما من أفلامه، وهو ما يمثل نسبة 41% من جملة ما قدمه (فوزي) للسينما، وليست مصادفة أن يكون (رفله) هو الأقرب لـ (فوزي) والأكثر تعاونا معه، وقد كانت التجربة الأولى له كمخرج معه من خلال فيلم (العقل في إجازة) عام 1947، ولعل المشترك الأبرز والأهم بينهما هو الميل إلى البساطة وتجنب التعقيد، مع الحرص على الاقتراب من المشاهد العادي فى إطار مرح ميسور.
الأفلام التى عرضت عام 1950
عرض عام 1950 مجموعة من الأفلام المتنوعة ما بين الغنائية والاجتماعية والبوليسية ووصل عددها إلى 48 فيلم كما جاء فى موسوعة الأفلام للأستاذ الناقد (محمود قاسم)، وهذه الأفلام هى: (أنا وانت، دموع الفرح، اه من الرجالة، المظلومة، ماكانش على البال، شاطئ الغرام، العقل زينة، البطل، أختى ستيتة، ساعة لقلبك، فلفل، بلدي وخفه، بنت باريس، امرأة من نار، قمر 14، الأفوكاتو مديحة، طريق الشوك، الزوجة السابعة، مكتب الغرام، إلهام، معلهش يا زهر، أسمر وجميل، أفراح، محسوب العائلة، الآنسة ماما، ليلة الدخلة، جوز الأربعة، ظلموني الناس، المليونير، بابا عريس، سيبوني أغني، الصقر، غرام راقصة، حماتك تحبك، كيد النساء، أمير الانتقام، قسمة ونصيب، عيني بترف، حبايبي كتير، أيام شبابي، بابا أمين، معركة الحياة، آخر كدبة، ياسمين، ست الحسن، مغامرات خضره، أخلاق للبيع، دماء فى الصحراء).
أحداث سينمائية حدثت عام 1950
هذه الأحداث تم نقلها من كتاب ناقدنا الكبير (علي أبوشادي) التى صدرت فى كتاب (وقائع السينما المصرية في مائة عام):
* شهد العام ظهور المخرجين الجدد مصطفى العطار الذي قدم فيلم ( فلفل)، وبهاء الدين شرف (إلهام )، وكمال عطية ( حبايبي كتير)، ويوسف شاهين (بابا أمين).
* قام (صلاح أبوسيف) بإخراج النسخة العربية من الفيلم المصري الإيطالي (الصقر) بفنيين وممثلين مصريين، وقام الإيطالي (جياكو جنتيلومو) بإخراج النسخة الإيطالية بممثلين وفنيين إيطاليين، وتم التصوير في القاهرة وإيطاليا.
* عرض أول فيلم مصري كامل بالألوان هو (بابا عريس) إنتاج نحاس فيلم، وإخراج حسين فوزي، وبطولة نعيمة عاكف، وتم التصوير بطريقة (روكلر)، وثاني فيلم مصري بالألوان لنحاس فيلم هو (ست الحسن9 لنيازي مصطفى، بطولة (ليلى فوزي وهدى سلطان، وكمال الشناوي) وتم تصويره أيضا بطريقة (روكلر).
…………………………………………….
بطاقة الفيلم
إنتاج : أفلام محمد فوزي
توزيع : منتخبات بهنا فيلم
سيناريو وإخراج : حلمي رفلة
قصة وحوار : أبوالسعود الأبياري
مساعد مخرج : عاطف سالم، وسعد عرفة
تصوير : برونو سالفي
مونتاج : سعيد الشيخ
ديكور : هاجوب أصلانيان
صوت : شارل فوسكيلو وعلي كامل
مكياج : محمود متولي
موسيقى وألحان : محمد فوزي
تأليف الأعاني : مصطفى السيد، فتحي قوره، مأمون الشناوي، وأبوالسعود الأبياري.
المناظر الداخلية والتحميض والطبع : ستوديو الأهرام
ريجسير : قاسم وجدي
تمثيل : محمد فوزي، صباح، إسماعيل ياسين، سليمان نجيب، زينات صدقي، هاجر حمدي، شرفنطح، صلاح منصور، سعاد أحمد، حسين إبراهيم، جراسيا قاصين
العرض الأول : 10 يوليو 1950.