بقلم : محمد حبوشة
يرى الناقد الأمريكي (إريك بنتلي) أن هنالك مئات من الوسائل التي يستطيع الممثل عبرها أن يكتشف بذرة صغيرة من الصدق الإنساني التي تستحضر الإيمان وتخلق شخصيته وبنتيجة هذه اللحظات القلائل غير المتوقعة، والتمازج التام بين حياة الشخصية في الدراما وبين حياة الممثل الحقيقية، سيحس الممثل بحضور أجزاء من نفسه في دوره وأجزاء من دوره في نفسه، وإثر ذلك سيحمله الصدق والايمان به و ذاته الى أحضان الطبيعة العضوية ولا شعورها، لذا ينبغي للصدق ألا يكون واقعيا فحسب، بل فني الوجود أيضا، ومع ذلك يجب أن يتذكر الممثل أن خلق الصدق الفني دفعة واحدة أمر غير ممكن، لأن الخلق لايتم إلا في مجرى العملية بأسرها، في تمثيل الدور وإنمائه.
وضيفنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع الفنان اللبناني القدير (أحمد الزين) هو واحد من النجوم العرب القلائل الذين يمتلكون الصدق إلى أبعد الحدود في أدائهم التمثيلي، لذا تجده يركز على القسمات الباطنية لدوره، وإضفاء تعبير وشكل أدائي جميل متجاوب مع تلك القسمات، وهو دائم التخلص من كل ماهو زائد، ومن ثم فإن هذا يجعل دوره كممثل جميلا متجانسا، وبسيطا مفهوما، يسبغ النبل والنقاوة على الذين يشاهدونه، ورائده في هذا اللاشعور وقدرة التمييز الفنية والموهبة والحساسية والذوق السليم، إن هذه الخصائص كلها تساعد الممثل على الخلق الدارمي في الأداء على ألا يكون سليما وصادقا فحسب، بل أن يكون فنيا أيضا.
الصدق سر نجاحه
إن الصدق والإيمان هما سر نجاح (أحمد الزين) في كل أعماله على تنوع شخصياته ما بين الكوميدي والتراجيدي بشكل ينعكس على كل مايمكن أن يؤمن به الممثل إيمانا حقيقيا من أفعال أو أقوال تصدر منه، إن الصدق والايمان عند (الزين) صنوان لايمكن فصل أحدهما عن الآخر، والصدق ينبغي على الممثل استخدامه في لحظات الإبداع، ثمة نوعين من الصدق وشعور الممثل بالايمان فيما يفعل، أولهما ذلك الإيمان الذي يأتي بطريقة تلقائية وفي مستوى الأمر الواقع وثانيهما هو الإيمان بالفن، وهو إيمان صادق كالإيمان الأول لكنه يتولد على أساس من التصور والتخيل الفني، كما يبدو في شخصياته التي يجسده ببساطة غير مخلة تماما مثلما ظهر في مسلسله الرمضاني الأخير (للموت)، والذي أبدع فيه بتجسيده لشخصية (عبد الله) الذي يحنو على أهل حيه الشعبي البسيط، ويعيش حالة رومانسية يتوجها بالزواج من حبيبته التي انتظرها لمدة 40 عاما.
يكذب بمنتهى الصدق
فقد بدا لي أحمد الزين في هذا المسلسل يملك القدرة على خلق لون من الصدق، بحيث يستطيع أن يوهم المتلقي بأن السيف الخشبي هو سيف حقيقي، ذلك أن ماله أهمية في الدراما ليس هو المادة التي صنع منها السيف، وإنما المهم هو الشعور الداخلي الذي يجيش في نفس الممثل الذي يستطيع أن يوهم المتلقي به، بحيث يتضمن الإحساس بالصدق في ذاته الإحساس بما هو غير صادق، ولقد أثبت أنه ينبغي أن يكون لدى الممثل كلا الإحساسين ولكن بمقادير تختلف باختلاف طبيعة الممثلين، فبعضهم مثلا يكون إحساسه بالصدق بنسبة 75% بينما يكون إحساسه بغير الصدق بنسبة 25% فقط، لكن أحمد الزين يصل صدقه إلى 100%، وهو مايبدو في تأكيده جازم على (إن الشيء الأكثر أهمية للممثل هو الصدق. إن استطاع الممثل أن يتظاهر بذلك، أصبح راسخا في مجاله)، ومن ثم تنطبق عليه مقولة الراحل الكببر أنيس منصور: (الممثل هو الشخص القادر على أن يكذب بمنتهى الصدق، و المتفرج هو الشخص الذي قرر أن ينخدع بمنتهى اليقين).
ومن خلال متابعتي لأهم أعمال أحمد الزين الأخيرة في مسلسلي (مافيي، وللموت) تحديدا، لاحظت جيدا أن الأفعال الجسمانية التي يؤديها تستند إلى تطور تركيزه كممثل ومخيلته وشعوره بالحقيقة والإيمان بها بالقدر المناسب، ومن ثم فهو يبتعد كل البعد عن المبالغة في الأداء وعادة ما يلجأ إلى البساطة في التعبير والصدق في الشعور والأفعال وردود الأفعال عنده حتما تكون مقنعة في تصويره للشخصية التي يمثلها، بل يصل بكل ما يفعله إلى الحد الأقصى من الصدق والإيمان لديه يشكل محفزا قويا لعواطفه وفي إصراره الصادق يتفادى الكلائش والتقليد، ويتذكر بأن هناك تنويعا في الحقيقة، فهناك حقيقة غيرك وهناك حقيقة غير اعتيادية، ويحرص على أن تكون أعماله متحررة من التفاصيل اليومية غير الجذابة لتبقى أعماله حقيقية ولكن بفنية، فالفن اختيار وإضافة وإعادة تنظيم للصور الحياتية وإعادة تنظيم الحقائق.
حياة الزين
ولد أحمد الزين في محلة البسطة (وسط بيروت) عام 1944، وترعرع هناك حتى ثورة 1958، كان يبيع صحف (السياسة، بيروت العروبة، صوت العروبة) حتى انخرط وهو في الرابعة عشرة في صفوف (المقاومة الشعبية)، وكان والده يعمل تاجر خيش في منطقة (الخندق الغميق) بعدما غادر مسقط رأسه شحور (شرقي مدينة صور) بسبب شظف العيش، ووسط تعدد زوجات الوالد، نشأ أحمد في بيت يضم 12 ولدا، ولهذا السبب لم يدخل المدرسة بتاتا، بل شارك في إعالة الأسرة وانصرف إلى العمل مبكرا.
بدأ حياته الفنية منذ عام 1967 وشارك في العديد من الأعمال الناجحة، والأدوار المتنوعة، ومنذ صغره اعتاد تجسيد الشخصيات المختلفة وقدمها بكل براعة، وهذا ما جعله يشتهر كثيرا بين السينما والتلفزيون فقد وجد في نفسه الموهبة التي تؤهله إلى ذلك، وساعد نفسه حتى ينمي الموهبة خلال تقديمه لبعض الأدوار الصغيرة، ومن خلالها استفاد الكثير في الفن ثم ازدادت لديه الفرصة، وقد مجموعة من الأعمال أمام كبار الفنانين سواء في لبنان والدول العربية الأخرى، وهذا ما جعله يشتهر سريعا لدى الجمهور.
دخل (تلفزيون لبنان) عبر برنامج (أبو المراجل)، ثم صار (رفيق البطل) في عشرات المسلسلات مع محمود سعيد وإحسان صادق في (الجوال، وابن الحرامي، وبنت الشاويش)، وفي هذا يقول: (صرت أنا المرادف الكوميدي للبطل؛ لوحيد جلال وجهاد الأطرش وغيرهما…)، إلى أن رشحه محمود سعيد لمسرحية (المهرج) عام 1970 عن نص لمحمد الماغوط وإخراج يعقوب الشدراوي، و دربه الشدراوي إلى أن شاهد (شوشو) المسرحية، ويضيف الزين: (يومها قال شوشو: أريد هذا الولد، فأخذني وبقيت معه حتى رحيله، كانت الحرب اللبنانية قد بدأت تضع أوزارها بعدما قدمنا آخر عرضين معه في الأردن هما (آخ يا بلدنا، وخيمة كركوز» لروجيه عساف.
قدم (الزين) أول عمل تلفزيوني له، وهو المسلسل اللبناني (مسحرة رمضان) وذلك عام 1967 فقد شارك في هذا العمل بدور ثانوي، ولكنه استفاد من هذه التجربة كثيرا وجعلته يقدم الأدوار بشكل أفضل، حتى حاز على فرصة أخرى في المسلسل التلفزيوني (مغامرات نادر) الذي قدمه عام 1969 ثم توالت إليه الأعمال المتنوعة في لبنان وخارجها، وكان يقدم هذه الأعمال أمام كبار الفنانين في الوطن العربي، حتى جاءته الفرصة وشارك في الفيلم المصري اللبناني (سيدتي الجميلة) مع الفنانة نيللي والفنان محمود ياسين، وقد كانت تجربة مميزة بالنسبة له بسبب أن هذا الفيلم اشتهر في الوطن العربي.
الحرب الأهلية في بيروت
كان أحمد الزين دائما يقدم الأعمال التي تتحدث عن الحرب الأهلية في بيروت وقصص المقاومة، فكان يفضل هذه الأدوار ويجسدها بكل براعة، لذلك اشتهر بدور الحركة في الكثير من الأفلام اللبنانية التي تتحدث عن فترة الحرب الأهلية، وكيف كان يعاني الشعب اللبناني وخاصة في منطقة بيروت، وكانت معظم هذه الأفلام من إخراج المخرج الكبير يوسف شرف الدين، ثم شارك في مسلسلات سورية ولبنانية أيضا تتحدث عن فترة المقاومة اللبنانية، ومن أشهر هذه الأعمال المسلسل الحربي (الغالبون) فقد شارك في بدور الجنوبي مع الفنانة وفاء شرارة وتم التصوير عام 2011 وعرض عام 2012، ثم انتقلت أدواره إلى الدراما التلفزيونية وقدم العديد من المسلسلات الكاملة موسم طويل أو مسلسلات قصيرة التي تعرف باسم السباعيات، وكانت أيضا في فترة الحرب الأهلية.
ومن أشهر المسلسلات التي قدمها الزين: ( البؤساء، عام 1974 بدور ماريوس، حول غرفتي عام 1974، الأمانة عام 1977 وهو مكون من ثلاثة أجزاء، كشف الأقنعة عام 2011، أنا القدس عام 2010، سيرة الحب عام 2007، المسلسل الشهير (رسائل الحب والحرب عام 2007)، باب الحارة عام 2006، ميمو والعم فرحان الذي شارك فيه عام 2011، كما شارك في مجموعة كبيرة من الأفلام اللبنانية والأفلام العربية التي جمعته مع كبار الفنانين، ومن أشهر هذه الأعمال: (المغامرون عام 1981، الفيلم اللبناني الحربي (الغجرية والأبطال)، وشارك في فيلم (ناجي العلي)، وفيلم (طيف المدينة عام 2000)، وإجمالا شارك الزين بـ 24 فيلماً بينها 10 أفلام مع سمير الغصيني، وعنها يقول: أعتز بأول أفلامي (بيروت يا بيروت) للراحل مارون بغدادي و(نهوى) للجزائري فاروق بلوفة و(الانفجار) للراحل رفيق حجار، و(الجهة الخامسة، وطيف المدينة)، وكلها تتحدث عن الحرب اللبنانية وفزت بجوائز عنها، كما قدمت أدوارا كوميدية، أحببتها لأنها تشبه شخصيتي، لأنني إنسان مرح في الحياة.
أبو المراجل وابن البلد
ولم تقتصر أدوار الفنان أحمد الزين على التليفزيون والسينما والمسرح فقط، فقد شارك في بعض البرامج الإذاعية، ومن أشهر هذه البرامج : (أبو المراجل، الذي تم إذاعته عام 1970، وقدم برنامج (ابن البلد) وكان ذلك عبر الإذاعة الصوتية وظل هذا البرنامج سنوات طويلة في الإذاعة، مما جعل الفنان أحمد الزين اشتهر بهذا اللقب وهو (ابن البلد)، وهنا يقول: (ابن البلد جاء كموقف سياسي وإنساني من الجنوبي الذي ولد في بيروت التي كانت يومها عاصمة حقيقية (ساحة البرج، سوق سرسق، سوق إياس، سوق الطويلة)، اختفت من بيروت فيما احتفظت الشام بـ (باب توما، وباب شرقي، سوق الحميدية، البزورية)، مضيفت: نحن استبدلنا ساحاتنا بـ (داون تاون) للناس الكلاس.
قبل (ابن البلد) كان الزين قد أصبح نجما، تبنَاه المخرج الراحل سمير نصري وقدَمه في (نساء عاشقات، والسنوات الضائعة)، لاحقا احتضنه أنطوان ريمي وقدمه في (ديالا) مع عبد المجيد مجذوب وهند أبي اللمع، و مع علي دياب، قدم (الرجل الثالث)، إضافة إلى مشاركات لافتة في (مطلوب لكل الجهات، الدنيا هيك، حول غرفتي، عازف الليل، أرحل وحيدا) مع منى واصف إضافة إلى (الأمانة) مع رشيد علامة، الذي أعطاه البطولة في 90 حلقة صورت بين أثينا ولندن وبيروت، وخلال الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، خُطف على يد الميليشيات لتسع ساعات فقط، ثم عاود نشاطه المسرحي مع (الطرطور- 1983) ليعقوب الشدراوي وكانت مسرحيته الأولى بعد وفاة شوشو؛ ثم قدم في الثمانينيات (الشهيد ابن البلد، الدبّور، زمن الطرشان.
وعن تجاربه المسرحية الأولى فقد كانت مع (عباد الرحمن) الذين كانوا يقدمون مسرحية في نهاية كل سنة دراسية، فمثل معهم، وتعلق بجمال عبد الناصر كزعيم شعبي و(أب للفقراء) من دون أن يلتزم بأي تنظيم حزبي، لكن كانت صدمته الأولى عندما حلت نكسة 1967، وفي عام 1968 سقط أول شهيد لبناني من أجل القضية الفلسطينية، كان خليل عز الدين الجمل (من طرابلس) وكان أهله يملكون مطبعة في الخندق الغميق حيث يقطن معظم أبناء بلدة شحور النازحين بسبب الفقر إلى العاصمة، في ذلك العام أسس أحمد الزين فرقة وجسد شخصية الجمل في مسرحية عنوانها (دماء في الأرض المحتلة).
أشهر أقواله :
** أنا لا أُكرم مع عارضات الأزياء ومهرجانات التكريم لا تعنيني، وليست ضمن بيئتي ولا تناسبني كـ (ابن البلد)، و أكد أنه يقبل التكريم من قبل عائلات الشهداء والأيتام.
** مواقفي الوطنية لم تدفّعني الثمن على الصعيد المهني، بل رفضت المشاركة في ستة مسلسلات منذ سنتين إلى اليوم.
** نادين نسيب نجيم، ماغي أبو غصن وسيرين عبد النور، من بين الممثلات الموهوبات في لبنان.
** أريد أن أقول لكل الفنانين والمثقفين العرب الممتدين من الماء إلى الماء لا تتأثروا بأنظمتكم وحكامكم ولعبة قص المنطقة إلى قبائل وعشائر فدعونا نكون نحن بقعة الضوء في الوطن العربي.
** أعلن أنني أنتمي سياسيا لكل مواطن شريف ومقاوم ويقاتل إلى جانب المقاومة و حزب الله، فأنا مقاوم قبل وجود حزب الله أي من سنة 58 ومازلت وسأبقى، وإعلان الموقف السياسي يشرف صاحبه وعدم إعلانه هو حذر، هو حرص، هو خوف .. أحترم رأي الآخر و أوجد له العذر.
** أتمنى أن أرى عمل لبناني وفي هذه المرحلة يتكلم عن السني والشيعي والدرزي والماروني والقواتي والعوني .. يوجد جرح عربي يتم تسطيحه ولا يتم التجرؤ والتحدث عنه لأنه لا يباع ونقطة ع السطر.
** الدراما السورية ليست بحاجة لشهادة من أحد لأنها أثبتت وجودها وبالنسبة لمشاركتي بها هذا موضوع غير قابل للنقاش والجدل فهنا بيئتي وناسي وأنا بحالة عشق مع سورية.
** لبنان ضاق بالتقسيم الطائفي بين السني والشيعي، والدرزي والمسيحي، وحتى المسيحي عوني أو قواتي.
** ويبقى أخطر ما قاله أحمد الزين في معرض حديث عن أوضاع لبنان حين وجه سالة مؤثرة تحدث فيها عن غطرسة السلطة ومعاناة ولاد البلد وأوجاعهم وآلامهم، وأكد أن مسارح لبنان كانت تمتلئ بالناس من محبي الفن، واليوم هناك ثلاثة مسارح ممتلئة فقط هى (المقابر والسجون والمستشفيات)، وخاطب أركان السلطة بالقول: (أنتم في الآخرة لن تحاسبوا لأن معكم خط عسكري على جهنم!).
ألم فقدان الزوجة
الزين الذي فقد زوجته قبل ثلاث سنوات، لا يزال يعيش ألم فقدانها بصمت وحسرة، وعنها يقول: (هى لم تكن زوجتي فحسب، بل أمي وأبي وصديقتي وأختي وأخي، خلال 27 عاما أنا لم أخدم مرضها بل قدميها)، نحن تربينا على مقولة (من لا خير فيه لأرضه لا خير فيه لعرضه)، وأنا أقول (من لا خير فيه لعرضه لا خير فيه لأرضه)، هدى لم تهتم بتربية الأولاد فقط، بل ربتني أنا معهم، منذ أن مرضت اعتزلت حياة الفنانين حتى أنني أعتذر عن التكريمات، لأن مكاني ليس على السجادة الحمراء، بل حيث تكون هناك مناسبات لتكريم مرضى السرطان وأهالي الشهداء، وعما يقصده بعبارة أن زوجته ربته كما أولاده، قال : (خلال وجودي إلى جانبها في رحلة مرضها، تبين لي كم كنت مخطئاً في أسلوب الحياة التي كنت أعيشها، وأنه كان يفترض أن أنسحب منها مبكراً)، لكنه أكد أنه لا يعاني عقدة ذنب تجاه زوجته: (أنا لم أخنها يوماً وكنت الرجل الأوفى لها ولمرضها).
ولأجل هذا الموقف النبيل من جانب الفنان القدير أحمد الزين لزوجته، وكذا وطنه لبنان نقدم له أجمل آيات التقدير والاحترام جراء رحلته الطويلة والشاقة في الفن الذي عاصر فيه عمالقة الدراما اللبنانية، ووجد في سوريا بعض التعويض عن (إجحاف) ذوي القربى – على حد قوله – وكان المسرح طريقه ليتعلَم القراءة والكتابة وأشياء أخرى، وهو في هذا يجسد مقولة سالفيني: (إن الممثل العظيم يجب أن يكون مليئاً بالاحساس ويجب أن يشعر بالانفعال)، وهذا ما حققه في كل أعماله الفنية على مدار رحلته الطويلة في عالم التمثيل على جناح الصدق في الأداء، بل هو الطريق المختصر لبلوغه مرحلة الحرفية، فبقدر ما كان يعيش الدور الذي يؤديه بقدر ما تفاعل معه الجمهور الذي أعجب به، مهما كان هذا الدور.. من هنا يمكن القول إن الصدق يحتل الصدارة في تقييم أداء الممثل أحمد الزين طوال رحلته الفنية الطويلة والذاخرة بعظيم الأعمال.