حسن ونعيمة .. ويبقى السؤال: لماذا؟
بقلم : سامي فريد
لابد أننا سنصاب بالحيرة إذا سألنا أنفسنا لماذا تحمس موسيقار الأجيال عبدالوهاب لإنتاج هذا الفيلم عام 1959 رغم علمه بأن بطولة الفيلم كانت في البداية لفاتن حمامة وعبدالحليم حافظ لولا تمسك صاحب القصة ومؤلفها عبدالرحمن خميس بأن تكون البطولة لوجهين الجديدين سعاد حسني ومحرم فؤاد؟.
هل لأن عبدالوهاب أراد أن يهزم صوتا جديدا إلى جوار الصوت الصاعة بسرعة الصاروخ عبدالحليم حافظ؟ أم هل لأن الجميع اتفقوا على أن فاتن حمامة كانت أكبر سنا ونجومية من هذا الدور الذي لعبته سعاد حسني؟
تصدرت مقدمة الفيلم عبارة “أفلام عبدالوهاب” ثم مؤلف القصة والسيناريو والحوار ثم المخرج ومؤلف الأغاني وملحنها إلى آخره لينجح الفيلم نجاحاً مذهلا ومبشرا بنجومية جديدة لمحرم فؤاد وسعاد حسنى معا.
تقول قصة الفيلم باختصار أن حسن المغنواتي ابن احدى قرى الدقهلية والمشهور والمعروف على مستوى المحافظة ومراكزها وقراها كان يحيي إحدى حفلات الزفاف في قرية نعيمة متولي (سعاد حسني) التي استمعت إليه فعشته صوته وأحبته وتعلقت به بدا ذلك من سعيها للقائه والتحدث إليه.
ويبادلها حسن المغنواتي إعجابا باعجاب وحبا بحب دون أن يعرف أن ابن عمها عطوة الطامع في ثروتها من ميراثها عن أمها رغم كبر سنه عليها (محمود السباع) الذي يلاحظ أن نعيمة تديم النظر والهيام بحسن المغنواتي فيبدأ في التحرش بالمغنواتي لمنعه عن نعيمة بل وعن القرية كلها.
ويحكي عطوة ما لاحظه لعمه الشيخ متولي والد نعيمة (حسين عسر) فيقرر الوالد الإسراع بتزويجها لابن عمها عطوه لكنها وليلة زفافها تقرر الهرب إلى قرية حسن المغنواني وتساعدها في ذلك فاطمة الدلالة (وداد حمدي)، وتثور ثائرة عطوة ويقرر أخذا بالثأر أن يقتل المغنواني لولا تدخل الشيخ عبدالحق (حسن البارودي) الذي يرى أن الحل السلمي أفضل وأن الحسنى أحسن العداوة، فيذهب مع الشيخ متولي إلى عمدة بلدة حسن (لطفي الحكيم) ويشرحان له ما حد فيقرر العمدة عودة نعيمة إلى بيت والدها على أن يذهب المغنواتي لخطبتها رسيما من بيت والدها فتذهب معهم باكية وتفارق حبيبها الذي يعرف الأصول.
ويخبرهم حسن المغنواني بأنه سيحي حفلا في قرية قريبة من قريتهم وهى (الدراكسة) ليعود منها سريعا إلى قرية نعيمة لخطبتها من والدها حسب اتفاق الشيخ متولي والشيخ عبدالحق وعمدة قرية حسن لكن محمود السباع (عطوة) يتربص في الطريق بين الزراعات ليروي حسن برصاصة غادرة تقتله ليرتاح من منافسته في حب نعيمة.
وينقل بعض أهل القرية حسن ومعه محمود المغربي ريس الطبل (عبدالغني النجدي) إلى بلدتهم حيت ترعي الأم (نعيمة وصفي) ولدها لكن شيخ البلد الريس عبدالباسط (عبدالعليم خطاب) يقرر الثأر لحسن ممن حاول قتله فيستقل مع عدد من أبناء البلد عربة تحملهم إلى قرية نعيمة لتبدأ المعركة الحقيقية بين الشيخ عبدالباسط وعطوة رغم محاولات حسن المغنواني منع المعركة وتبدأ معركة شخصية بين عطوة وحسن الذي يسحب سلاحه ليقتل حسن فتصيب الرصاص بهلول القرية ابن صبيحة (محمد توفيق) فترديه فتيلا ويحاول عطوة الهروب من جريمته لكن القرية التي تكرهه لعنفه وهي تعلم أن ما يريد نعيمة إلا لميراثها فيقتله أحد أبناء القرية أثناء هروبه لترتاح البلد منه ومن شروره وتعود نعيمة إلى حسن.
والفيلم من إنتاج أفلام عبدالوهاب وسيناريو وحوار عبدالرحمن الخميسي، وإخراج بركات، أما أغاني الفيلم الجميلة كلاما ولحنا وغناء فهي لمرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي وغناء محرم فؤاد.