الإعلام .. وذاكرة الأمة
بقلم : علي عبد الرحمن
مشروعات الوطن الكبرى تنتشر في بقاع مصر شاهدة على إنجازات عظيمة ومسيرة تقدم أمة تشهد نموا كبيرا، أذكر لكم على سبيل المثال: (مشروع المليون ونصف فدان والمليون وحدة سكنية، والمشروع القومي للطرق، وأنفاق القناه الأربع، وقناة السويس الجديدة، والمنطقه الاقتصادية اللوجستية بشرق التفريعة، والعاصمة الإدارية، ومنطقة هضبة الجلالة، والمتحف الكبير، والمترو، والعلمين الجديدة، وتطوير الريف، وعشرات المشروعات التي تراعي جودة التعليم وسلامة الغذاء، و100 مليون صحة، وتكافل وكرامة، والقضاء علي العشوائيات وتطوير البنية الأساسية، والتسليح، ومحاربة الإرهاب، وإرساء دولة المؤسسات) وغيرها مما لاتسعفني ذاكرتي بذكره الآن.
أمام كل هذه المشروعات كان لزاما على الإعلام الرسمي وشقيقه الوليد شبه الرسمي أن يقدم تغطية مرحلية لكل مشروع ثم يتابع تطور إنجازه سواء في صورة تنويهات أو أفلام قصيرة أو أفلام وثايقية، ثم يتناول ذلك في انتاج برامجي متنوع يقدم من خلال استضافة الخبراء ذوي الصله بكل مشروع، شارحا وموضحا أهمية المشروع وتكلفته،ومردوده علي الوطن والمواطن،،ولو حدث ذلك في كل هذه المشروعات لكانت الشاشات مليئة بصور الإنجاز مما يدعم ثقة المواطن في قيادته وحكومته ومسئوليه، بحيث يعظم داخل المواطن أيضا الامل في غد أفضل.
كما أن هذه التغطيات الإعلاميه تمثل في مجموعها (ذاكرة للأمة) تكون شاهدا على إنجازات فترتنا هذه، وتكون مرجعا لأجيالنا القادمة، هذا فيما يتعلق بالقصور الإعلامي في التوثيق لمشروعات الوطن الكبري والإهمال في تكوين ذاكره للأمة، بل إن إعلامنا المهرول وراء كل تسطيح وتسفيه وإلهاء نسي أيضا الحملات القومية الداعمة لسياسات الوطن والتي تخدم إنجازها، فالمباني التهمت الأراضي الزراعية ولم يعد هناك متسعا لقوت الأجيال القادمة، ولم يتحرك الإعلام في حملة قومية للحد من هذه الظاهرة، وكذلك التنقيب وسرقة الآثار وقضية التسرب من التعليم وقضية سكان الجزر والعشوائيات وحتي حملة سلوكيات المرور والحفاظ علي المواصلات العامة، وتصرفات الشارع مع السائح والضيف، وحتي حملة التعرف على المسموح والمخالف، وغير ذلك كثير.
فقد انغمس الإعلام في ملهاته وترك المواطن لنفسه يصنع إعلامه وينصح نفسه ويقوم هو بدور توعوي، وأمام هذا التخاذل الوطني للإعلام وهذا التقوقع المركزي للإعلام وعدم التنوع فيما يبثه، فإننا ننادي: هل من خطه لإعلامنا، وهل من أهداف محددة له، وهل من متابع له، وهل من راض عنه، وهل ينقصه تشريع،أو يحتاج مجلسا أو هيئات، وهل يفتقد النقابات المهني؟، أم هل ينقصه التمويل، وهل يحتاج لمزيد من الدعم؟
إن كل أحلام أهل الاعلام متوفرة دعما وتمويلا وعددا لاينقصه سوي القيام بدوره الوطني المطلوب، وليجتمع أهل الإعلام وليدعوا خبرائه ولنضع استراتيجيه وطنيه عصريه لإعلام أمه، يتابع ماتنجزه ويصنع لها ذاكرة ويعظم لها أجندة أحداث، ويطلق لها حملات قوميه واجبة حتي يحوذ رضا أهل مصر وشبابها، ويتبوأ مكانة تليق به وبحجم دعمه وبقدر تمويله وبعدد وسائله وبطموح قادته وخبرائه وشعبه، وليصبح لمصر ذاكرة وإنجازا موثقا وحملات داعمة ورسالة وأهداف في وطن يتقدم وشعب يحلم وإعلام يتابع ويوثق.
حمي الله مصر،وأنعش ذاكرة إعلامها،وللحديث بقيه..