يا واد يا تقيل ..أغنية لم يتوقع (كمال الطويل) لها النجاح فقلبت الموازين
كتب : أحمد السماحي
قدم الموسيقار المبدع المتطور (كمال الطويل) الذي نحيي اليوم الجمعة ذكرى رحيله عشرات من الأغنيات الناجحة، التى تغنى بها كبار مطربي مصر مثل (عبدالحليم حافظ، نجاة، شادية، فايزة أحمد، وردة، محمد قنديل، صباح، حورية حسن) وغيرهم، لكن كانت هناك أغنية لحنها، فى جلسة واحدة، وبعد أن قام بتلحينها نساها تماما، لكنه فوجئ بنجاحها الكبير هذه الأغنية هي (يا واد يا تقيل) لأسطورة الفن المصري (سعاد حسني) التى قدمتها في فيلم (خلي بالك من زوزو) الذي عرض عام 1972 وكانت بمثابة عودة لموسيقارنا الراحل للتلحين بعد انقطاع دام حوالي خمس سنوات، ابتعد فيها عن الساحة الفنية، بعد أن زاره الاكتئاب هو ورفيق دربه الشاعر العبقري (صلاح جاهين) فور حدوث نكسة يونيو 1967.
وهذا النجاح الكبير الذي حققته أغنية (يا واد يا تقيل) فتح شهيته للتلحين وقتها، فلحن عددا كبيرا من الأغنيات خاصة لنجوم التمثيل وفى مقدمتهم (عبدالمنعم مدبولي) الذي لحن له (طيب يا صبر طيب).
وقد صرح موسيقارنا المبدع (كمال الطويل) فى حوار نشر له فى مجلة (الشبكة) اللبنانية قال فيه : حين لحنت أغنية (يا واد يا تقيل) لم أكن أحلم أو أتوقع أن يكون لها كل هذا الدوي، وهذا النجاح الضخم، وهذه الشعبية الكبيرة، والأهم هذا المذاق الذي أدت به الأغنية الموهوبة (سعاد حسني)، فقبل غنائها لي كنت أعتبرها ممثلة نادرة الموهبة، وفنانة من الطراز الأول، وملكة متوجة فى مجال التمثيل.
لكن إعجابي زاد بها وبصوتها عندما غنت، فصوت (سعاد) نادر، ولن يتكرر أبدا، صوت يجمع بين الطرب والأداء الجميل السهل والمتميز، والتمثيل الصادق في الصوت، صوت حقيقي فريد فى نوعه، وقد قلت ولا زلت أقول أن (سعاد حسني) حين تغني وتؤدي لا يمكن لمخلوق أو صوت آخر أن يؤدي مثل هذا الأداء، وبهذه الحلاوة، وبخفة الدم المحببة التى تؤدي بها، ولا يمكن لصوت آخر أن يدخل القلب بمثل هذه الصورة السريعة إلا صوت سعاد حسني.