ساعات ساعات .. الأغنية التى لحنها (جمال سلامه) على مدى 14 عاما !
كتب : أحمد السماحي
منذ يومين طرحت المطربة السورية (ميرنا ملوحي) أغنية (ساعات … ساعات) بتوزيع جديد للموزع (زهير ديب)، وقامت بإهدائها إلى روح الشحرورة، ورغم التوزيع الجيد المختلف، وطريقة أداء المطربة الناعم للأغنية، لكن تظل مطربتنا الكبيرة (صباح) صاحبة الأغنية أحسن وأفضل من قام بأدائها حتى الآن، رغم كثرة من أعادوا غناء الأغنية واجتهدوا في تقديمها.
هذه الأغنية تعد أبرز محطات المطربة (صباح) فى فترة الثمانينات، وواحدة من أهم علامات مشوارها الغنائي الحافل بمئات من الأغنيات الناجحة التى لا تنسى، وقد قُدمت فى فيلم (ليلة بكى فيها القمر) إخراج أحمد يحيي، الذي عرض عام 1980، ولهذه الأغنية حدوتة أو قصة نحب أن نتوقف عندها، جاءت على لسان كلا من شاعرنا الكبير المبدع (عبدالرحمن الأبنودي) والموسيقار المتطور (جمال سلامه).
فقد حكى لي (الخال الأبنودي) فى أحد حواراتنا قصة هذه الأغنية فقال أغنية (ساعات .. ساعات) أول أغنية بدأ تلحينها ابننا أو أخونا (جمال سلامه) بعد عودته من روسيا عام 1966، وتعلم من خلالها التلحين، حيث لم يكن في أرشيفه قبلها أي ألحان، وتدرب فيها على كيفية التوليف بين الكلمات والألحان، ولقد لحن هذه الأغنية بالتقسيط المريح وعلى فترات طويلة ومتباعدة، بمعنى أنني أعطيته فى البداية مذهب الأغنية الذي يقول :
ساعات .. ساعات
أحب عمري، واعشق الحياة
أحب كل الناس، واتملي احساس
واحس جوايا بميت نغم ، ميت نغم يملي السكات
ساعات .. ساعات
وبعد شهور أعطيته الكوبليه الثاني الذي أقول فيه :
وساعات .. ساعات
أحس أد ايه وحيده، وأد ايه الكلمه فى لساني مهيش جديدة
وأد ايه ما أنيش سعيدة، وان النجوم، النجوم بعيدة
وتقيلة خطوة الزمن، تقيله دقة الساعات
ساعات .. ساعات
وهكذ كل فترة أمر عليه – بحكم إننا كنا نسكن بجوار بعض ــ وأسمع ماذا لحن، والتعديلات التى أدخلها على ما سبق ولحنه، وأعطيه جزء جديد من الأغنية، وبعد هذا، هو ينشغل في مؤلفاته وموسيقاه التصويرية للأفلام والمسلسلات التى حقق فيها نجاحا كبيرا، وأنا أنشغل في عملي وأشعاري وأغنياتي الجديدة التى يلحنها (بليغ حمدي، ومحمد الموجي، ومحمد سلطان، وعبدالعظيم محمد، وحلمي بكر) وغيرهم.
ويلتقط موسيقارنا المتطور (جمال سلامه) خيط الحديث ويكمل قائلا: بعد اكتمال تلحين الأغنية كنت أرددها بيني وبين نفسي، ومع الزملاء، وسمعها صديقي المخرج (أحمد يحيي) عام 1979، ونالت إعجابه جدا، وكان فى هذه الفترة يجهز فيلم جديد (للصبوحة) يمثل عودتها مجددا للسينما المصرية، وطلب منى وضع الموسيقى التصويرية له، وطلب مني أيضا أن يأخذ أغنية (ساعات .. ساعات) لكي يسمعها (للصبوحة) التى تمسكت بها جدا، وعاد يقول لي: (صباح طايرة بالأغنية)، وتقول: أنها ستكون من أهم أغنيات الفيلم الذي سيلحنه لها كبار الملحنيين.
وهنا اشترطت عليه أن ألحن كل أغنيات الفيلم!، إذا كانت (صباح) تريد غناء أغنية (ساعات .. ساعات)، فقال لي: بس الفيلم يمثل عودة (صباح) للجمهور المصري، وتريد أن تكون عودتها سينمائيا قوية، وتريد تأخذ من كل بستان وردة، وتتعاون مع مجموعة كبيرة من الملحنيين لا يقلوا عن خمسة.
فقلت له هذا شرطي، وبعد يومين وجدته يتصل بي ويقول لي: سنذهب غدا لمقابلة (صباح) فى فندق (الشيرتون) مكان إقامتها، وكانت هذه أول مرة أتقابل مع (الشحرورة) التي قابلتني بالترحاب، وكانت في قمة شياكتها، وسألتني عن شقيقي (فاروق) الذي تعاون معها في أكثر من أغنية كانت أنجحهم (آه يا معلم يا معلم).
وبعد أن تعرفت (صباح) علي وعلي دراستي العلمية، شرحت لي المواقف التى ستضع فيها الأغنيات، وأعطتني كلمات الأغنيات التى كانت تنوي توزيعها على مجموعة من الملحنيين، وطلبت من (أحمد يحيي) تأجيل تصوير الفيلم، حتى انتهي من تلحين الأغنيات، وبعد أن استمعت إلى مالحنته والموسيقى التصويرية التى وضعتها للفيلم سعدت جدا بمعرفتي، وتوطدت بينا الصداقة.
وينهى شاعرنا (الأبنودي) كلامه قائلا: بعد عرض الفيلم حققت الأغنية نجاحا كبيرا، وكانت أول وآخر تعاون بيني وبين (صباح) التى لم أقابلها أثناء تسجيل الأغنية، لكني قابلتها بعد ذلك بسنوات في لبنان ويومها رحب بي جدا، وغنت لي الأغنية بطريقة أفضل مما ظهرت فى الفيلم.