امرأة زوجي .. دراما سينمائية بناها المؤلف
بقلم : سامي فريد
القصة السينمائية لهذا الفيلم كتبها أبو السعود الأبياري مع السيناريو والحوار.. وهو كاتب كوميدي معروف، لكن الفيلم ابتعد تماما عن الخط الكوميدي ليدخل إلى الدراما الاجتماعية، فيحكي قصة زوجة تعشق زوجها وهو يبادلها عشقاً بعشق لدرجة مبالغا فيها.. فالقبلات الساخنة بين الزوجين نيللي وصلاح ذو الفقار لا تنقطع بمناسبة وبدون مناسبة.. حتى على باب الخروج.. خروج الزوج الطيار إلى عمله ورغم دهشة أن عم الزوجة مساعد الزوج في قيادة الطائرة كضابط اللاسلكي الذي يرى كل هذا عيني عينك لكنه لا يتحرك وكأنه أمر طبيعي.
لكن ماذا يفعل المؤلف فلابد للفيلم الاجتماعي أو أيا كان نوعه من دراما تتصاعد وخط درامي ومشكلة تبحث عن حل.. ويبدو أن الابياري قد وجد الحل. وكان محور أحداث الفيلم هو تلك الصديقة.. صديقة الزوجة ناني (ميمي جمال) التي تتدخل في حياة الزوجة بحسن النية أو بسوء النية، و:أنها لا شيء يشغلها سوي الزوجة عاشقة زوجها.. فهي تارة توهمها بأنها مريضة ويحب عرضها فورا على الطبيب.. أو تسألها لماذا تأخر حملها؟! وهكذا.. وترفض الزوجة أوهام صديقتها حتى تقع فيها مع الإلحاح المتكرر وتطاوعها فتذهب إلى عيادات الأطباء فتفاجأ بأنا مريضة مرضا خطيرا في القلب وأنها تحضر للمفاجأة التي ستقلب أحداث الفيلم.. لن تعيش أكثر من شهر واحد!!
وتقع الزوجة في حيرة شريعة قلبت هناء سعادتها الزوجية إلى شقاء وخوف على مستقبل الزوج الذي تحبه.. فماذا سيفعل بعد وفاتها؟! سؤال شغلها كثيرا.. وكان الحل الذي فكرت فيه هو أن تختار له الزوجة التي يمكن أن ترتاح إليها بعد وفاتها وأن تطمئن إلى سعادة حبيب القلب معها فاختارت له صديقتها المدرسة فاطمة (نجلاء فتحي)!!
ويلاحظ الزوج هذا التغير المفاجئ في علاقة زوجته التي تحبه به.. فقد تغير حبها إلى فتور غريب.. كان مقصودا منها بالطبع حتى تبرد علاقته بها.. وأكثر من هنا فقد اختارت نجلاء فتحي صديقتها الهادئة الرزينة العائلة لتكون زوجة المستقبل التي تطمئن لها!
وتدفع الزوجة زوجها ففخروج مع صديقتها بأي حجج واهية.. بل وأن يراقصها أن يذهب معها إلى النادي وأن يصطحبها في العديد من النزهات حتي يبدأ الزوج ينشغل بالصديقة الجديدة.. بل ويبدأ يلتفت إليها كحبيبة ولم لا؟!
فهي جميلة ورقيقة وقد علمتها الزوجة كيف تلبس وكيف تغير تسريحة شعرها لتتحول إلى امراة تعجب زوجها.. والمدهش أن ابن عم الزوجة (حسن مصطفي) كان قد شغف حبا بالصديقة نجلاء فتحي لكنه فوجئ بالوضع الجديد الذي لا يفهمه وقد بدأت ابنة عمه نيللي تتودد إليه لعل زوجها يلاحظ اهتمامها الجديد بابن عمها فيجد فيه سببا لفتور عاطفتها من ناحيته.
ولأن ما فعلته الزوجة التي عانت أشد المعاناة من ابتعادها عن زوجها كل هذا بسبب الأشعات والتحاليل وكلام الأطباء فقد تحول كل هذا.. وفي مكاملة تليفونية مع أحد الأطباء المعالجين.. ليفاجئنا قبل أن يفاجئ الزوجة بأن تقرير المعمل كان لمريضة أخرى!، وأن صورة الأشعة كانت لمريضة ثانية!
ماذا تفعل الزوجة الآن وقد وجدت أن زوجها قد وقع في غرام الصديقة التي قدمتها هي له بنفسها كزوجة للمستقبل؟!، كيف ستتصرف وكيف تعيد بناء كل ما هدمته في علاقتها بزوجها بسبب خطأ طبيب أو خطأ معمل وتحاليل وصورة أشعة!، وكيف ستحكي لزوجها وكيف ستقنعه بكل هذا ليبدا الزوج نفسه وقد أصبح كدمية تلعب بها الزوجة التي تمثل عليه دور الجفاء.. ثم بعد الحب.. ثم الحب بعد الجفاء!! وكل هذا بسبب أخطاء غير مقصودة من الأطباء.
هكذا وجد أبو السعود الإبياري الحل وكأنها حكايات جدتي لنا ونحن أطفال قبل النوم..
ما علينا!!
فكرت الزوجة ثم قررت أن تصارح زوجها الذي لا يصدق شيئا مما حدث لكن كل كان عند أبو السعود الإبياري بسيطا ومثل شاشك الدبوس..هكذا.. فعروس المستقبل نجلاء فتحي يعود إليها وعليها فلا تستطيع حرمان الزوجة من زوجها.. هكذا فجأة .. وابن عم الزوجة الذي كان متيما بها ويريدها زوجة لنفسه حتى يفاجأ بابنة عمه وهى تتقرب منه، لكنه ومع ظهور الحقيقة التي تفاجئنا بها الزوجة .. يعود إلى نجلاء فتحي الصديقة وتعود نيللي إلى صلاح ذو الفقار.
ويا دار ما دخلك شر!
الفيلم من إخراج محمود ذو الفقار ومن إنتاج نجيب خوري عام 1970.