بقلم : محمد حبوشة
يعرف قاموس (إكسفورد) الضحك على أنه إصدار الوجه والجسم للأصوات والحركات العفوية، بوصفها تعبيرات فطرية تعبر عن البهجة الشديدة وأحيانا عن السخرية أيضا. يمكن أن يكون الضحك تعبيرا مسموعا، وعادة مايفهم على أنه مظهر من مظاهر السرور أو البهجة، فقد نضحك على أنفسنا من فكرة داخلية أو قد يأتي الضحك لاحقا كرد فعل فسيولوجي من المحفزات الخارجية – أغنية أو نكتة، الدغدغة والعديد من الأشياء الأخرى، ولأننا نعلم أن الضحك جزء من السلوك الإنساني، وبأنه يتفاعل مع الجسم والمخ، فهو يمكن أن يساعد على التوضيح المعاني في أي موقف اجتماعي وتحديد السياق الانفعالي للحوار خاصة إذا كان مصدره قادم من ممثلة مثل النجمة الكبيرة (سهير البابلي) التي تعرف كيف يمكن أن يكون الضحك معديا، فالضحكة الخافتة الصادرة عنها تكون السبب في إثارة البهجة في نفوس الآخرين.
ومع (سهير البابلي) عبر رحلتها الطويلة في الأداء الكوميدي يمكننا البدء في رؤية القوة التي تكمن وراء هذه الأداة البسيطة من أجل الشعور بتحسن، فعندما نشعر بتحسن مع مواقفها الكوميدية نتواصل بصورة أكثر فاعلية، مما يجعلنا استباقيين وقادرين على معالجة مشاعرنا بدلا من رد الفعل والاستجابة بسلوك يمكن أن يؤدي لنتائج سلبية، فالضحك عندها فطري يؤكد أننا ولدنا بالقدرة على الضحك، ولا يرتبط الضحك لديها دائما بالأشياء السعيدة في الحياة، لذا فمن الطبيعي جدا أن نضحك على الصدمة جراء موقف تراجيدي تقوم به، وفي بعض الأحيان على الأشياء الحزينة، فهي تملك القدرة الكبيرة في انتزاع الضحك من قلوبنا بحيث نضحك أكثر إنطلاقا من إدراك دفين داخلها بأن الضحك معد ومن ثم تبدو الحياة جميلة في كل صورها.
أداء كوميدي
سهير البابلي، واحدة من كوميديانات مصر العظام اللاتي يدركن جيدا أن مخ الإنسان معقد للغاية، فهو يفرز الأفكار العقلانية التي تمكننا من اتخاذ قررات ناجحة في الحياة، إلا أنه في الوقت نفسه يفرز أفكارا غير عقلانية، ومن الطبيعي بالنسبة لأي شخص يحمل أفكارا غير عقلانية وسلبية أن يعطيها معنى ويصدق أنها حقيقة، وهذا غير مناسب دائما، لذا يمكن للدعابة انتزاع القوة التي يحملها المعنى وتعزيز الاستجابة بشكل أكثر إيجابية، ولهذا فهي تستخدم المواقف والمحفزات الإيجابية لتيسر الشعور بالسعادة تجاه أنفسنا ولتقديم المساعدة للآخرين على جناح أداء كوميدي من شأنه أن يحسن من حالتنا المزاجية، كما يمكن أن يكون محفزا الضحك عندها عبر نكتة أو افيه في مشهد عبر فيلم أو مسرحية.
المهم أنها تنجح في كل مشهد من مشاهدها الكوميدية في وضع ابتسامة على وجوهنا، فمن الصعب ألا نبتسم عندما نفكر في الأشياء التي نحبها، فهو أمر طبيعي جدا، ومن هنا فهي تقوم بتمرين عضلا الضحك لدينا، وهى ستنمو بالفعل من خلال مواقفها المضحكة بأداء فطري عذب، لأنها يؤمن بأنه كلما ضحكت أكثر فإمن الضحك يولد شعورا بالرضا في القلب والعقل والوجدان.
تدرك (سهير البابلي) من خلال خبرتها الحياتية والفنية أيضا أن الضحك والانفعالات الإيجابية تساعد الأوعية الدموية على العمل بشكل أفضل، حيث درس الباحثون أثار الضحك على البطانة الغشائية – طبقة الخلايا التي تكون السطح الداخلي للأوعية الدموية – واكتشفوا أن له تأثيرا قويا على وتيرة انقباض وانبساط الأوعية الدموية، كما أنه ينظم تدفق الدم وأنه يلعب دورا مهما في تطور أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام، ومن أجل ذلك اتجهت إلى الأدوار الكوميدية التي تؤكد من خلالها الفؤائد الصحية للضحك والتي لاتعد ولاتحصى في أعمالها السينمائية والمسرحية والتليفزيونية العديدة التي أمتعتنا من خلالها بلعب شخصيات من لحم ودم قادمة من المعاناة، لكنها تجعلها كوميديا تحمل جوانب من السخرية التي تجلب الضحك الذي يساعدنا على الشعور بالسعادة.
ولدت بدمياط
تعتبر الفنانة (سهير البابلي) من أكثر الفنانات اللاتي يمتلكن رصيدا كبيرا من الأعمال الفنية المميزة على مدار مشوارها الفني، وقد ولدت بمدينة فارسكور بمحافظة دمياط، وقد نشأت في مدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية، وذلك لأنها البلد الأصلي لعائلتها، عمل والدها معلم لمادة الرياضيات ثم ناظر لمدرسة المنصورة (الثانوية العسكرية بنين)، أما والدتها فقد كانت ربة منزل، أحبت سهير الفن فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية كما التحقت بمعهد الموسيقى في نفس الوقت، كانت ترفض والدتها أن تعمل بالفن ولكن والدها كان يشجعها فقد كان يتنبأ لها بأن تصبح فنانة مشهورة وقد كان.
بدأت موهبتها في التجلي عن طريق المسرح، سواء في المدرسة أو عبر دراستها الأكاديمية في معهد الفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في آن واحد، بعد حصولها على الثانوية العامة، وكان من أساتذتها حمدي غيث، وعبد الرحيم الزرقاني، وربما تسبب التحاقها بالمعهدين في وقت واحد في تعرضها لضغوط عائلية كبيرة، من جميع النواحي، الناحية المادية والمعنوية، لكنها وجدت ضالتها المنشودة في تحقيق أحلامها الفنية وقت أن دفعها المخرج المسرحي الراحل فتوح نشاطي لاحتراف الفن، و انضمت للمسرح القومي، وهناك عملت مع أكبر نجمتين، سناء جميل، وأمينة رزق، وهو ما كان يضعف فرصتها للحصول على دور البطولة .
ونظرا لاكتشاف سهير البابلي في البداية أن لها ميولا كوميدية وتستطيع التأثير على فكر ووجدان الجمهور، ولاحظ أساتذتها هذه الميزة الفريدة في امرأة، بخاصة أن معظم نجوم المسرح الكبار من الرجال، ونادرا ما يوجد ممثلة كوميدية بهذا التأثير، بخلاف حالات نادرة مثل ماري منيب، لكن حبها للفن الكوميدي ورغم الضغوط العائلية، حاربت لتصل لمكانة عالية بالوسط الفني، وساعدها أكثر زوجها الفنان منير مراد، وكان أملها معه على إنها تصل للبطولة، اشتركت أثناء ارتباطها به بفيلم (يوم من عمري) ، ورغم أنه دور صغير اقتحمت الشاشة المصرية بعده باشتراكها بالعديد من الأفلام، وكان لها وجود مهم بكل فيلم تقوم فيه بدور حتى ولو كان صغيرا، لأنها تجسد دور الشخصية بطريقة ماهرة، ولإنها فنانة قديرة فقد كان لها بصمة دائما بكل أعمالها.
عروض مسرحية
شاركت (سهير البابلي) في عديد من العروض المسرحية، منها (الناس اللي فوق ، وليلى والمجنون ، الخال فانيا ، العالمة باشا)، ورغم معارضة والدتها لدخولها مجال الفن – كما قلنا سابقا – فإنها بعد عامين من دخولها الفن سارت وراءها وتتبعها حتى وصولها إلى المسرح، وعندما شاهدت ابنتها صرخت، حتى جرت سهير هربا من أمها إلى دار الأوبرا واختبأت في غرفة الحارس، إلى أنها سرعان ما تغلبت على تلك المشكلة، وكانت أول مشاركتها السينمائية من خلال فيلم (إغراء) وبدأت صراعها مع الحياة، وشاركت بالعديد من الأفلام منها: (هل أقتل زوجي؟، ساحر النساء، المرأة المجهولة، لن أعود، لوكاندة المفاجآت، حياة أمرأة، البنات والصيف).
وبعد تأسيس (فرقة الفنانين المتحدين) عام 1966م، عرض عليها المنتج المسرحي سمير خفاجى الانضمام إلى الفرقة، وشاركت في العديد من العروض المسرحية، وقدمت على مسرح المتحدين أروع أعمالها الكوميدية، فهي تمتلك رصيدا ضخما من الأعمال الفنية، خاصة على هذا المسرح، فقدمت مسرحيتي: (شمشون وجليلة، سليمان الحلبي)، ولمعت في مسرحيات أخرى، وكان من أشهر المسرحيات التى لاقت نجاحا كبيرا هى (مدرسة المشاغبين) التي لعبت فيها دور (أبلة عفت) التي واجهت المشاغبين حتى عادوا إلى رشدهم، مع النجوم عادل إمام ، والفنان سعيد صالح ، واحمد زكي ، ويونس شلبي ، ونرجس .
ريا وسكينة
وفي عام 1983م قدمت (سهير البابلي) أحد أهم أعمالها على الإطلاق على المسرح، مسرحية (ريا وسكينة) ، مع الراحلة شادية وكانت المسرحية الوحيدة التي قدمتها الفنانة القديرة شادية، وحققا بها نجاحا كبيرا، ثم بعدها قدمت (على الرصيف، نص أنا ونص انت، الدخول بالملابس الرسمية، عطية الإرهابية)، وعلى شاشة التليفزيون لمعت في عدد من المسلسلات مثل (وتوالت الأحداث عاصفة، عم حمزة)، ولكن كانت النقلة الحقيقية لها على مستوى التلفزيون في مسلسل (بكيزة وزغلول)، والذي شاركت في بطولته مع النجمة إسعاد يونس، وحقق المسلسل نجاحا جماهيريا منقطع النظير جعل صناع العمل يحولونه إلى فيلم سينمائي.
وجاء لمعان مسلسل بكيزة وزغلول، الذي أصبح حديث المشاهدين، ولم تكن تتوقع نجاحه ورد فعل الجمهور، مما شجعها لإعادته كفيلم (ليلة القبض على بكيزة وزغلول)، وتطورأداءها مع السنوات عند تقديم دور البطولة بالأفلام، مثل (فيلم سيد قشطه، بطولة عادل أدهم ، وإلهام شاهين، ومن أشهر أفلامها فيلم (العاطفة والجسد)، مع رشدي أباظة ، ونجلاء فتحي ، وعمر خورشيد ،ومحمود ياسين .
عام 1992م فاجأت الجميع وأعلنت (سهير البابلي) اعتزالها الفن وارتداء الحجاب، وكشفت بأن الإمام الراحل محمد متولي شعراوي كان صاحب الفضل في ارتداء الحجاب، وقال رحمة الله عليه لها: (نقي الأدوار الجيدة، حتى لا تتنافى مع أمور الدين)، وإنها خجلت أن ابنتها ارتدت الحجاب، وهى في سن صغيرة بينما هى كانت مهتمة بالفن وهو ما دفعها للخوف، لكنها عادت بعد اعتزالها للفن بمسلسل (قلب حبيبة)، ووضعت شروط عديدة للعمل الفن، ومنها الحفاظ على الالتزام، وعدم تقديم ما يسئ لها ولاحترامها لنفسها، أو يتجاوز مع الحرام والحلال، ولا السلام على الرجال، أو الاحتكاك بهم، ولا ملابس عارية أو مخالفة للزي الإسلامي الشرعي، ولا أدوار تافهة، وغابت مجددا عن الظهور لمدة 11 عاما ، وعادت 2016 بمسلسل (قانون سوسكا).
سنوات الغياب
بعد سنوات طويلة من الاختفاء والغياب عن الفاعليات الفنية والعامة، عادت للظهور مجددا وآخرها حفل افتتاح مسرح نقابة الممثلين المصرية، والتي كرمت باحتفالية خاصة، وكرمتها نقابة الممثلين المصرية ضمن احتفالها بافتتاح المسرح بحضور الفنان أشرف زكي، والفنان ماجد المصري، والإعلامية بوسي شلبي، وخطفت الأنظار مجددا لخفة دمها ومزاحها مع الجميع ، خاصة بظهورها المفاجئ والنادر، فقد ظهرت بأناقتها وبطريقة جديدة لارتداء الحجاب ،وكانت حالتها المعنوية مرتفعه بعد تحسن حالتها الصحية مؤخرا، ونشرت الإعلامية بوسي شلبي ، عدة صور للفنانة في الحفل وإنها رمز ووصفتها بهرم من أهرامات مصر .
ويجمع النقاد الفنيون والجمهور على أن (البابلي) فنانة مسرحية بالأساس، إذ لمعت في مسرحيات (ريا وسكينة، مدرسة المشاغبين، نرجس، نص أنا ونص أنت، الدخول بالملابس الرسمية، عطية الإرهابية، وكانت الصدفة وراء تمثيلها أحد أهم أدوارها على الإطلاق، إذ كان من المقرر أن تؤدي الفنانة ليلى طاهر دور (أبلة عفت) في مسرحية (مدرسة المشاغبين)، لكن البابلي بالصدفة البحتة حصلت عليه، ورغم نجاحها بالدور لم تستمر في أدائه وقيل إن السبب مشاحناتها مع عادل إمام وسعيد صالح لكثرة ارتجالهما على المسرح، فحلت محلها نيللي ثم ميمي جمال.
طعامة سهير
عن أدائها المسرحي، كتب الروائي المصري عزت القمحاوي في كتابه (ذهب وزجاج، والذي يتضمن السير الذاتية لعدد من المشاهير، (أجمل ما يميز الأداء المسرحي لسهير البابلي هو علاقتها الخاصة جداً بالقناع المسرحي، أحياناً تنسى الفرق بين وجهها والقناع، وفجأة تنتبه فتضحك وتسقطه، وتجعل أقنعة زملائها تتشقق وتسقط هي الأخرى، وينتبه الجمهور إلى اللفتة الطيبة بإزالة الحاجز بينه وبين الخشبة بسبب طعامة سهير البابلي).
تزوجت سهير البابلي خلال حياتها أكثر من مرة وقد كان زوجها الأول هو (محمود الناقوري) ورزقت منه بابنتها الوحيدة نيفين، خيرها بعد ذلك بين أن تستكمل عملها الفني أو أنها تتفرغ لبيتها وأسرتها فاختارت أن تستكمل مشوارها الفني وانفصلت عنه، تعرفت بعد ذلك على المطرب والملحن منير مراد شقيق الفنانة الراحلة ليلى مراد، صرحت سهير البابلي أنها قابلته في إحدى حفلاته وكان مشهور جداً وأحبته لأنه شقيق ليلى مراد، كما صرحت أنه اعتنق الإسلام من أجلها لكي يتمكن من الزواج بها ولكن الغيرة ظلت بينهما فقررا الانفصال ولم تنجب منه أطفال.
خمسة رجال
تزوجت الفنانة سهير البابلي خلال حياتها بزوحها الخامس والأخير، هو الفنان المصري أحمد خليل، وفي لقاء مع الفنان أحمد خليل صرح عن تفاصيل زواجه منها حيث قال أنه تعرف عليها أثناء تصويرهما سهرة تلفزيونية أثناء فترة شبابهما، وأشار أنها كانت تتعامل معه بشدة في البداية ووصل الأمر إلى مشادة بينهما وقال مبتسماً: (الخناقة انتهت بالزواج عند انتهاء التصوير).
وقال الفنان أحمد خليل أنه انفصل عنها بعد عامين فقط من زواجهما، وأكد أنه كان فنانا في بدايته بينما هي كانت فنانة كبيرة وفي مرحلة النجومية وبدأت الصحف تتحدث عن هذه الأمور ففضلا الانفصال وتوقفا عن التمثيل لفترة بعد حدوث الطلاق، ويقول في تصريحه: (كنت دائماً أريد أن أشعرها بأنني الرجل وهذا كان خطأي فقد كنت شخص وحش جداً ومش بيضحك)، كما تابع قائلاً: (زواج الفنان والفنانة به كثير من الصعوبات وأنا فلاح ولي خطوط حمراء كثيرة جداً، وسهير سيدة عظيمة لكن كان من المستحيل استمرار العلاقة فتزوجنا في لحظة وانفصلنا ونحن أصدقاء جداً).
أشهر أقوالها:
** مصر كانت جنة يعيش فيها كل الجنسيات وكل الأديان ولم ينشغل أحد باختلاف الآخرين عنه قبول الآخر كان خلقا عاما والتسامح كان سلوكا، ومنير مراد كان محبوبا لأن أخته ليلي مراد فلم يتعامل معه أو معها أي إنسان علي اعتبارهما أغرابا أو يهودا هم وغيرهم، كانوا فقط مصريين ولهم مكانة وحب أكبر لأنهم فنانون عظماء.
** أنا شخصية متمردة على كل شيئ استقلت من المسرح القومي وقبلت العمل مع فرق مختلفة في روايات أعجبتني لكبار الكتاب، وعندما وجدت ورقا مهما لمسرحيات تنتقد أوضاعا يعاني منها الناس تحمست لها وقدمتها بشكل كوميدي، وفوجئت بتقبل الجماهير لها وضحكهم عليها أكثر من المسرحيات الكوميدية العادية، أتذكر نجاح (علي الرصيف والعالمة باشا) وغيرها بشكل مبهر للجميع.
** لم يحدث أبدا أن تم استدعائي أو مضايقتي بشكل أو آخر علي ما قدمنا في أي مسرحية مهما كان نقدنا لازعا، لكن مرة صحفي كبير انتقدني بشدة وأن ما أقدمه لا يليق ونقدي للمسئولين والوزراء في غير محله وأساء لي الحقيقة جدا ولم أرد عليه، لكن رد عليه صحفي كبير آخر بنفس قيمته بأن النقد يبني المجتمعات ويصحح الأخطاء، ولا يجب أن نهاجمه لندعم علاقاتنا بالمسئولين مهما علا شأنهم، فالصحافة هاجمتني والصحافة أنصفتني.
** لابد أن تهتم الدولة بالفنون وبالمسارح وبالسينما الراقية المبهجة ويعود مسرح المدرسة وتعود حصص الألعاب، ويتعلم الناس من جديد أن الحياة جميلة ترقي بالثقافة والرياضة والفنون التي إن غابت أظلم المجتمع وعاش الناس بتلك الكآبة حتي لو عملوا في اليوم عشرين ساعة وجمعوا نقود الدنيا، الفن غذاء النفوس.
وفي النهاية لابد لي من تقديم تحية مغلفة بباقة ورد بلدي إلى الفنانة والنجمة الكبيرة والقديرة (سهير البابلي) ومصحوبة بأجمل الأمنيات بطول العمر والصحة والعافية لتلك الممثلة البارعة التي أتقنت فن التمثيل منذ طفولتها، وكانت طوال رحلتها الطويلة لا تهدأ ولا تنام، فقد أعطت من كل قلبها أجمل الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية إلى شعب بلدها مصر وكل الأمة العربية، إنها (بكيزة هانم) التي تشخط وتغضب ولكن قلبها الطيب جعلها تتربع على عرش قلب كل من شاهدها وعرفها من قريب ومن بعيد.. أنها باختصار شديد النجمة سهير البابلي .. هرم الكوميديا المصرية التي تبعث على البهجة.