شهر عسل (محمد فراج وبسنت شوقي) يؤجل (أهل الكهف)
كتب : أحمد السماحي
قررت الشركة المنتجة لفيلم (أهل الكهف) تأجيل عرضه إلى نهاية الصيف بسبب زواج أحد أبطال الفيلم وهو النجم الشاب (محمد فراج) ـ الذي تألق بشدة في دراما شهر رمضان ــ من الفنانة (بسنت شوقي) منذ حوالي أسبوعين، قبل أن ينتهي من تصوير دوره فى الفيلم، مما جعل الشركة المنتجة تؤجل تصويرما تبقى من دوره إلى ما بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، حتى يكون انتهى من شهر العسل.
فيلم (أهل الكهف) مأخوذ عن مسرحية الكاتب الكبير (توفيق الحكيم)، معالجة سينمائية وسيناريو وحوار للكاتب والشاعر الغنائي (أيمن بهجت قمر)، إخراج (عمرو عرفه) الذي كان يراوده حلم إخراج هذه القصة منذ سنوات، لكن هذا الحلم تأجل أكثر من مرة بسبب تخوف المنتجين منه لتكلفته الباهظة، ويشارك فى بطولة الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم منهم (خالد النبوي، غادة عادل، محمود حميدة، مصطفى فهمي، عمرو عبد الجليل، أحمد فؤاد سليم، ريم مصطفى، صبري فواز، عبد الرحمن أبو زهرة، هاجر أحمد، ماجد المصري).
تدور قصة الفيلم الذي أوشك على الانتهاء من تصويره، حول صراع الإنسان مع الزمن، ومع من حوله، وهو ما ينتج عنه بالتبعية شعوره الهائل بالوحدة والاغتراب، فهل يقدر على تجاوزه أو التعاطي معه؟!، وهذا الصراع يتمثل في ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد نوم استغرق أكثر من ثلاثة قرون ليجدوا أنفسهم في زمن غير الزمن الذي عاشوا فيه من قبل.
جدير بالذكر أن مسرحية (أهل الكهف) أول أعمال أديبنا ومفكرنا الكبير (توفيق الحكيم) وطرحت فى الأسواق عام 1933 ولاقت نجاحا كبيرا حتى صدر عنها طبعتان وقتها، وترجمت إلى لغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
وقدمت على المسرح القومي من إخراج (زكي طليمات) في عام 1935 بعد النجاح الكبير الذي حققته كعمل أدبي، وقد اقتبس (الحكيم) فكرتها من القصة القرآنية المعروفة التي تحكي طرفا من حكاية (أصحاب الكهف) لتكون هذه المسرحية بمثابة شهادة ميلاد الأديب الكبير، التي يعدها طه حسين (فتحا جديدا في الأدب العربي، وهي أول قصة تمثيلية ترفع الأدب العربي لمصاف الآداب العالمية)، كما كتب عن المسرحية وتناولها بالنقد والتحليل عدد من كبار الأدباء والنقاد في ذلك الوقت مثل (زكي مبارك وعباس العقاد والمازني) وغيرهم.
اختار الحكيم أن يقتصرعمله على ثلاثة أشخاص، نسج حولهم خيوط حكايته، وجعل منهم ثلاثة نماذج بشرية مختلفة، تواجه الحياة بعد انقطاع ثلاثمائة سنة، كيف ستكون حياتهم؟، وكيف سيكون تقبلهم للتغيرات التي حدثت بعد مرور هذا الزمن؟!، هل سيكون من اليسير عليهم أن يواصلوا حياتهم بعد الانقطاع أم يعودوا للكهف مرة أخرى مستسلمين لمرور الزمن وانقضاء العمر؟!
والسؤال الذي نطرحه هل يكون الكاتب والشاعر (أيمن بهجت قمر) على قدر تحويل عمل فلسفي وفكري أكثر منه عملا صالحا للتجسيد مثل (أهل الكهف) إلى فيلم جماهيري جذاب؟! هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة، ولن نحكم إلا بعد مشاهدتنا للفيلم الذي أخذ موافقة من الأزهر.