رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هيدي كرم .. ضحية سذاجة ركوب الترند

كتب : محمد حبوشة

لأنهم تحت الأضواء ولأنهم نجوم تظل أخبار الفنانين الشغل الشاغل للصحافة والناس، وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تراقب وتنتقد بشكل لاذع تارة وترات بشكل جارح وربما تخرج بعض التعليقات عن حدود اللياقة والأدب والذوق العام، فهل حياة الفنانين الشخصية تعتبر ملكا للعموم يمكن للكل الاطلاع عليها أم هي فقط ملك خاص للفنان؟، وهل الخوض في الحياة الشخصية للفنانين يعتبرا مسا بالحقوق الخصوصية في حالة ما إذا تعدى الأمر الأخبار العادية والشائعة؟، وهل يؤثر فضح الحياة الشخصية للفنان يؤثر على مساره المهني؟ وهل يقبل الفنان الحديث عن شأنه الداخلي؟

كل تلك الأسئلة وغيرها روادتني في الآونة الأخيرة حين أبرزت العديد من البرامج في القنوات العربية الحياة الشخصية للفنانين، من خلال مداخلات ولقاءت توضح أسباب اللغط جراء ما حدث بسبب فيديو مسرب أو غير مسرب عن فنان يمارس الرياضة، وآخر مثال لذلك (فيديو الفنانة هيدي كرم وابنها) الذي انتشر انتشار النار في الهشيم، وحظى بردود فعل متباينة حول قضية هي في الأساس ليست قضية تمس الحرية الشخصية ولا تمس نقدا لأحد أعمالها بقدر ما تعكس سذاجة وهوس لركوب (الترند) من جانب الفنانة نفسها حتى ولو كان على حساب النيل من كرامتها كأم تتعامل بتلقائية مع ابنها، والنتيجة كانت كارثية بينها وبين الجمهور بعد سيل التعليقات المهينة.

هيدي كرم .. يا جماعة انتوا ايه هبل مجانين هطل؟

أعتقد أن من حق الجمهور معرفة بعض الجوانب العادية في الحياة الشخصية للفنان زواج، طلاق، لكن الأمور الشخصية جدا والحساسة يفترض عدم التطرق لها لأن ذلك يؤثر على الفنان، فالجمهور يمكن أن يحكم سلبا على الفنان من خلال بعض تفاصيل في حياته الشخصية التي قد تكون ظرفية، لكن من يعرض جميع تفاصيل حياته أمام الملأ عليه أن يتحمل تبعات ذلك، لأنه عندما تكون شخصية عمومية ومشهورة حياتك الشخصية لا تصبح ملكك بل ملك الجمهور والصحافة والنقاد، بالتالي إذا كان للفنان تحفظ حول البوح بحياته الشخصية فلا يجدر به التواجد في ميدان السوشيال ميديا ولا يسجل حضوره اليومي بفيديوهات أو حتى تعليقات تنال منه أمام جمهور لايرحم.

وإذا كانت القاعدة تقول: أن من حق الجمهور معرفة جديدي الفني ومساري الإبداعي، لكن ليس من حقه الخوض في حياتي الشخصية، لأنها ملك للفنان، ولأن التدخل يخلق مشاكل له ويحرجه، يمكن للجمهور معرفة ما هو سطحي وعمومي عن الحياة الشخصية للفنان، لكن التعمق أكثر يصبح تطفلا وإزعاجا، وهذه المعادلة يملك طرفيها الفنان نفسه فلابد أن يتعامل مع وسائل التواصل بحذر شديد لأن الجمهور مهوسا بالحياة الشخصية للفنان أكثر من إبداعه الفني، لذا أرجوكم احذروا ثم احذروا من عرض غسيلكم الشخصي على منصات تفتح شهيتها بشراهة لالتهام أعراضكم على صفحاتها اللعينة في إطار العرض الذي لم يعد مجانيا بل أصبح يدر موارد مالية على حسابكم وأنت مغيبون سكاري بالحرية الشخصية المزعومة.

بي بي سي من ضمن وسائل الإعلام المرئية اهتمت بالقضية

لقد شاهدت برنامج (ترندينج) على قناة (بي بي سي العربية) حيث تساءلت المذيعة في خبث: عظيمة هى الأم، تحمل الجنين في بطنها تسعة أشهر، تبقي تهدهده بين زراعيها بعد الولادة، وقد تجعل من ظهرها ملعبا إلى أن يشتد عوده ويستقل في حياته، ولكن هل يمكن أن تتبدل بعض تلك الأدوار؟

تضيف مذيعة البي بي سي : الفنانة المصرية هيدي كرم أجابت مع ابنها نديم على هذا السؤال بفيديو كتبت عنه: (حياة قلب أمه بنشيلهم وهما صغيرين ويشيلونا وهما كبار).

وأضافت المذيعة: نديم شاب يافع عمره 21 سنة يبدو أنه يتمتع بلياقة عالية بحسب الفنانة المصرية، فقد أراد أن يدخل الفرحة على قلبها فحملها على ظهره ومارس تمرين الضغط، إلا أن نشر هذا الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لاقى انتقادات كبيرة.

تعليق عاليا حسن

فكتبت عاليا حسن : (فيديو غير لائق، إيه ده/ هوه الناس جرالها إيه، انتكست الفطرة، الصح أصبح خطأ والخطأ أصبح صح، فين الحياء والوقار تعرضي نفسك على العالم بالشكل ده ، ما يصحش اللي حصل ده حتى لوكان ابنك ..).

تعليق فرح بيومي

وفرح بيومي تكتب : (وهو من العادي بردو تنشر الحاجات دي على عينك يا تاجر كده ؟.. لا فيديو هادف مثلا الناس هتستفيد منه ولا موعظة ولا حكمة ولا له 60 لازمة).

غيداء بكر تستنكر ردود فعل زملائها من رواد السوشيال ميديا

بينما تقول (غيداء بكر) مستنكرة ردود فعل زملائها من رواد السوشيال ميديا: (إبنها .. إبنها ياناس اللي حيفضل طفل في نظرها طول عمرها ايه ده؟).

غادة أمين: مجرد فقرة كوميدية

وتشاطر (غادة أمين) غيداء قائلة: (الناس المريضة نفسيا ومش بتفكر غير في أعضاءها التناسلية .. عموما اللي بيفكرو في إن ممكن تكون فيه شهوة بين أم وابنها ده يدل على ما بداخله من مشاعر متحرشة ناحية أولاده وأطفال عائلته).

أما طارق السنوبسي فيكتب: (في البيت وليس على العامة .. فيه حاجة اسمها الحياة الخاصة اللي كل الفنانين بينادوا  دي حياتنا الخاصة لما صحفي بيسألها عن بيتها وأزواجها لأكثر من مرة .. طب دلوقتي هى اللي بتخرج حياتها الخاصة للعامة .. مش ده تناقض؟).

هيدي كرم استغربت طبعا تعرضها للإهانة والشتائم من خلال التعليقات، قالت إنها تعكس عقلية مريضة في مقابل تصرف عفوي  مع ابنها، وتظهر على الشاشة في فيديو تقول فيه : (فيه بعض الناس مريضة .. بجد مريضة .. انتوا يا جماعة ايه .. انتوا هبل .. مجانين .. هطل .. انتوا مضحكين جدا .. يعني بجد والحقيقة ان انتوا الـ مقرفين مش أنا .. أنا باعمل فيديو عفوي مع إبني .. القرف في دماغكوا انتوا .. والغباء في دماغكوا انتوا .. والتخلف في دماغكوا انتوا .. والمرض في دماغكوا انتوا .. ويعني حاقولكم ايه .. ربنا معاكم!!.

واستمرارا لنفس القضية قالت مذيعة الـ بي بي سي: في مقابلة مع قناة (إم بي سي – مصر) أشارت هيدي إلى أن قرر عدم حذف التعليقات المسيئة بهدف تسلسط الضوء على ما يتعرض له القانون على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الفور عرضت جزءا من مداخلتها مع (إم بي سي) تقول فيه: كل المشاهير للأسف بيتشتموا شتايم كبيرة .. والحقيقة الناس بتتكلم في العرض بشكل مؤلم جدا .. بس أنا النهارده قررت أعمل حاجة مختلفة اني ما مسحتش الكومنتات الوحشة ومعملتش بلوك للناس اللي عاملين كومنتات وحشه .. ليه بقى علشان لازم نشوف كلنا بعض قدام المرايا .. أو خلونا نشوف بعض النماذج المريضة في المجتمع لأن للأسف للأسف الثمرة البايظة بتعدي اللي حواليها، فأنا كان هدفي الأول والأخير من الفيدو ده بعد ما شوفت الكومنتات ومن اللايف اللي عملته إنه خلونا نفوق ياجماعة .. عيب كده .. إحنا مش ممكن نبقي كده .. إحنا أحسن من كده بكتير وأعظم من كده بكتير.

عندئذ توقفت حلقة البرنامج التي لم تستغرق سوى (4) دقائق و(33) ثانية وحصدت حوالي 180 ألف مشاهدة في يومين، وعلى الرغم من عرض وجهتي النظر (المؤيدة والمعارضة) إلا أنها لعبت دورا سلبيا في طفو قضية تافهة على سطح الأحداث، فلا جمهور السوشيال ميديا له الحق في انتهاك حرمات الفنانين بتلك الطريقة الفجة والشتائم الجارحة، ولا الفنانة لها حق الرد بشكل عنيف وألفاظ قبيحة لمجرد أنها غاضبة، فلا يصح أن تنشر فيديو خاص لها مع ابنها بغض النظر عن العفوية التي تتحدث عنها .. ولتحتفظ ببعض مشاهد حياتها الخاصة لنفسها ولا تعرضها على الملأ، وخاصة أنه ليس فيدو تعليمي أو ترفيهي أو إرشادي، بل مجرد دلع من ابن لأمه لا يصح أن ينشر في العلن.. ونقول في النهاية لهيدي كرم : (وشك والترند ياحيبتي) فربما يصيبك بشرر متطاير جراء سذاجتك!!!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.