مرحبا بعودة (شافكي) لبيتها القديم
بقلم : محمد حبوشة
نادرا ما تجتمع صفتي خفة الظل واللباقة في شخصية إعلامي واحد ، بينما مع الإعلامية (شافكي المنيري) اجتمعت كل مقومات الإعلامية الناجحة، التي تتميز برجاحة العقل وبهاء الطلة، فضلا عن لباقة وتمكن في اللغة التي تنساب منها في سهولة ويسر ودون أدني تكلف، ورغم أن معظم البرامج التي قدمتها طوال مسيرتها الإعلامية الطويلة التي تمتد لأكثر من 30 عاما، كانت برامج ترفيهية إلا أن ذكاء المرأة داخلها وحكمتها المعهودة، وقدرتها الهائلة جعلتها تقدم للمشاهد إلى جانب برامج ترفيهية بنكهة تنويرية هادفة، برامج سياسية واجتماعية واقتصادية تتحدث في الشأن العام كما حدث مع عودتها منذ فترة قريبة إلى ماسبيرو.
شافكي المنيري عادت مؤخرا إلى بيتها القديم (ماسبيرو) عبر برنامجين هما (التاسعة، وبيت الكل) بعد تجربية مميزة وقوية على المحطة الإذاعية (DRN)، وكانت تجربة ثرية في حياتها المهنية التي انقطعت عنها لمدة عام في أعقاب وفاة زوجها الراحل الفنان (ممدوح عبد العليم)، وهى بحكم معرفتي عن قرب بمسيرتها نموذجا للإعلامية المتميزة التى صنعت اسما وشهرة فى الساحة الإعلامية المصرية والعربية، عرفها الجمهور بلباقتها وشيكاتها ومهنيتها فى البرامج الناجحة التى قدمتها على شاشة التليفزيون المصرى وعلى الشاشات العربية المختلفة.
ومنذ إطلالتها الأولى على (التاسعة) بدت (شافكي) ربيبة برامج المنوعات متألقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهى تتحدث في الشأن العام المصري والعربي والدولي، لكن تألقها أكثر بدا لي ولغيري من متابعي مسيرتها الإعلامية في تمثيل مصر من خلال البرنامج العربى المشترك (بيت للكل)، وهو إنتاج مشترك بين مصر والأردن وفلسطين والعراق، ويقدم على شاشة القناتين الأولى والفضائية المصرية، كما يعرض على الشاشات الرئيسية للدول المشاركة، فى نفس التوقيت العاشرة مساء كل جمعة.
تحمست (شافكي) جدا فور عودتها لبيتها القديم (ماسبيرو) لفكرة برنامج، (بيت الكل)، فالبرنامج مميز بفكرته وطريقة تقديمه حيث يذكرها بالبدايات الأولى لها من خلال mbc، خاصة أن لديها خبرة فى العمل مع مذيعات عربيات، حيث عملت فى القناة لـ 7 سنوات وتعرف طبيعة العمل بصبغة عربية أكثر من مجرد مخاطبة الجمهور المصرى فقط، وقد حمسها أكثر أن العرض الذى جاءها بالرجوع لماسبيرو مزدوجاً، بأن تشارك فى (التاسعة، وبيت للكل).
وبحكم خبرة (شافكي) السابقة في mbc فإنها وهى تقبل على برنامج (بيت الكل) تدرك جيدا أنه لابد أن يكون المذيع ملماً بالأحداث، ولديه ثقافة عامة، على مستوى ثقافته العربية على الأقل، فمن غير المعقول ألا يعرف المذيع مثلاً تكوينات الوطن العربى المشترك معه فى العادات والتقاليد والقضايا السياسية، فكل الأحداث والقضايا والتكوينات ليست مفاجأة، إضافة إلى أنها عملت مع عدد كبير من المذيعات العرب، وفى عدد كبير من البرامج، فليست المرة الأولى لها في برنامج طبيعته عربية صرفة، فقد سافرت لعدد كبير من الدول العربية مثلما قدمت مشاركة مع تليفزيون الكويت من قبل باسم التليفزيون المصرى، وكانت سهرات خاصة على الهواء.
والأهم فى تجربة (بيت للكل)، أنها تشارك مذيعات عربيات لكن من داخل مصر، كما أن التوقيت مختلف، حيث نحتاج – على حد قولها – لأن يعود العالم العربى يدا واحدة، وتوحيد الشعوب العربية كشعب واحد، لأن عادات تلك الشعوب وتقاليدها واحدة تقريباً، وهذا ما يظهر من التقارير التى نقدمها فى البرنامج.
أما الذي يزيد من حماس (شافكي) لبرنامج (بيت الكل) أنه مسجلا – حتى الآن – ولذا تجد راحة تامة في الحديث باتقان ، فمن الصعب تقديم البرنامج على الهواء حالياً، لأن زميلاتها يأتين من مختلف الدول للتسجيل والعودة مرة أخرى، كما يتم إعداد تقارير من دول عدة، وربما يمكن أن يقدم على الهواء، خاصة أنه يسجل قبل العرض بيومين على الأكثر، وليس قبلها بفترة.
وتقول (شافكي)عن تجربة برامج الهواء : عن نفسى أحب برامج الهواء، ومعظم برامجي التي قدمتها من قبل كانت كلها على الهواء، سواء فى برنامج (القصر) أو (وسط البلد) أو (ماسبيرو)، لكن الظروف الحالية مختلفة في ظل أرمة فيروس كورنا وغيره من مشكلات تتعلق بهموم العالم العربي الكبير.
سعدت جدا لشافكي لحالة الاحتفاء الكبيرة من جانب المواقع والصحف والمجلات والسوشيال ميديا مع بداية برنامج (بيت الكل)، لأنها فكرة جديدة، كما أن الجمهور العربي في شوق جارف لأن يكون صوت المذيع العربى مع المذيع المصرى جديد، خاصة أننا نحن العرب فى حالة انفصال، ولا تجمعنا أمور مشتركة كثيرة، فهناك فرق بين تبادل مشاهدة الأفلام بين الدول العربية وبين العمل فى برنامج كأسرة واحدة، تكون مهمتها نقل العمل الجماعى والتقريب بين الشعوب العربية على المستوى الاجتماعى والجمهور نفسه لحدوث تقارب كبير، والتقارب الذى نأمله من (بيت الكل) قد يكون هو السبيل الوحيد الباقي لنا لحل مشاكل وقضايا مشتركة كثيرة، وظني أنه الآن يختلف عن بدايته في رمضان، حيث أصبح متنوعا ولا يقتصر على المجال الفنى فقط .
ويبقى أجمل ما في عودة (شافكي) إلى بيتها (ماسبيرو) أنه في كل يوم خميس تشارك فى برنامج (التاسعة) بشكل جديد عليها، حيث تعرض الأخبار والتغطيات السياسية وأحداث اليوم، وقدمت في رمضان تحليلا للدراما التليفزيونية مع نقاد وسوشيال ميديا ومشاهدات التريند والأعمال الجادة، وأجرت استفتاءات، ومن هنا قدمت وجبة أعتقد أنها تلقى قبولا لدى الناس، ونتمنى أن تواصل تحليلاتها الدرامية خاصة في ظل زخم المسلسلات التي تعرض ثانية الآن، حتى تكون أقرب للمواطن فى قضاياه والموضوعات التى تهمه، وهذا هدف برنامج (التاسعة) بالأساس، وظني أنه بتلك السياسة سيصبح يوم الخميس من كل أسبوع بمثابة استراحة محارب بعيدا عن قضايا السياسة التي يعج بها البرنامج طوال أيام الأسبوع.
جدير بالذكر أن (شافكي المنيري) بدأت العمل في التليفزيون بعد تخرجها من كلية الألسن واستمرت فيه لمدة عامين، ثم انتقلت للعمل مع إحدى القنوات الخاصة mbc، واستمرت فيها لمدة 7 سنوات، قدمت خلالها برامج متنوعة كان أشهرها برنامج (دنيا الموضة)، وكان أول برنامج عربي متكامل عن الأزياء والموضة العالمية، وشاركت أيضا في تقديم برنامج (القاهرة اليوم) مع الإعلامى عمرو أديب، وبرنامج (اخترنا لكم)، الذي كان برنامجا فنيا منوعا استضافت فيه عددا من النجوم وغطت من خلاله عدد من المهرجانات المختلفة والمتنوعة، وكان يقدم على الهواء مباشرة، كما قدمت برنامج بعنوان (القصر)، وبرنامج (ماسبيرو)، والأخير كان برنامجا جماهيريا، قدمته بعد عودتها إلى مصر، وناقشت من خلاله قضايا الناس والمجتمع.
ويبقى لنا القول بأن عودة (شافكي) لجمهورها من جديد في (ماسبيرو) بمثابة عودة لنفحة جميلة من نفحات جيل الإعلاميات الراقيات اللاتي يتميزن بالشياكة شكلا ومضمونا .. فتحية تقديرا واحترام لها ومرحبا في بيتها القديم.