(عجاج و 3 مذاهب للمكياج) !
بقلم : محمد شمروخ
كل شوية والتانية تخرج علينا الأستاذة الدكتورة آمنة نصير بتصريح تطالب فيه بأن تحصل المطلقة على نصف ثروة الزوج، إذا أنها بوصفها أستاذة عقيدة وشريعة بجامعة الأزهر ترى في هذا التقليد للدول الغربية أنه لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية باعتبار أن تقليد الغرب هو المصدر الرئيسي للتشريع .. وياريتها تخلص على كده وبس.
والكثيرون يرون في هذا الرأى تحاملا على الرجل الذي قالت له السيدة فاتن حمامة (أريد حلا) فنالت الحل في مجموعة تشريعات جعلت الرجل يحمد ربنا ويبوس إيده مقلوبة معدولة على إنه عايش في بيت واحدة تطبخ له وتغسل له هو وأولاده (الذين اشتراهم من وكالة البلح)، يعنى تحمده وتشكر فضله لو لك ضرفة مقفولة خاصة بحاجتك في دولاب الست المقيد في قائمة المنقولات على أنه ملكها ولو حصل خدش صغير فيبقى فيها كلبوش قد كدا.
ثم صرخت المرأة (أريد خلعا) فلباها المجتمع شبيكي لبيكي الخلع بين إيديكي، ثم اكتشفت أن الخلع في مصلحة الرجل أساسا وإنه صدق ما خلع بس عامل فيها عبيط وهو فرحان ومزقطط لكنه خايف يتحسد!
ولكن سرعان ما بطل سحر الخلع وإذا بأول زوجة يتم طلاقها خلعا بعد صدور القانون في أول دعوى أمام محكمة طنطا للأحوال الشخصية، تعود لزوجها وأولادها لتغنى معه “يا طيب القلب وينك.. يا شوق عينى لعينك”.
ثم رأت الزوجة أن الطلاق لابد أن يكون موثقا توثيقا كتابيا – آه هو لعب عيال ولا إيه – يعنى أي كلمة منك تهد كل اللى كان بينا، هو دخول الحمام زي خروجه.. خلاص يا ستى يعنى جات من مشوار لحد مكتب المأذون.. لا يا قمر.. طيب خطى بره باب الشقة كدة وورينى؟!
يعنى لا نفع أريد حلا ولا خلعا، والقايمة ديتها كام شهر حبس والنفقة قدامكم المرتب احجزوا عليه وطلاق مش هنطقها.
إعملوا معروف طلقونا انتو يا ستات.
ههع.. ده بعينك يا حيلة ماما.
قالت أريد حلا.. حليناها.. وخلعا وخلعت بإرادتها.. مفيش طلاق شفوى.. أوكى.. واتخرس المسكين يلاقيها من الجندى ولا من هلالى.
وبعد كل هذا يصر رجل وقور كالأستاذ عصام عجاج المحامى أن يقف أمام 3 سيدات في قناة (الحياة) ليتصدى لهن في المواجهة وهن مدعومات برأى الأستاذة الدكتورة آمنة نصير التى تنتظر مداخلة لتكون الرابعة ضد الرجل الوحيد في الحلقة؟!
وطبعا لابد أن تنسى السيدة لبنى عسل أنها إعلامية تدير حوارا فإذا بها تنضم إلى ضيفتيها ضد السيد المحامى الذي وجد نفسه أمام ثلاث سيدات يصرخن فيه بأنه ضد حقوق المرأة وتكهرب الجو ووجد الرجل نفسه ليس أمام ثلاثة خصمات ولا حتى أربعة بالدكتورة آمنة الحاضرة الغائبة، بل هو خصم لإرادة المجتمع الدولى وجمعيات حقوق المرأة وحقوق الإنسان ومجلس الأمن ولم يبق على اتهامه بدعم تنظيم داعش إلا تكة واحدة وعلى جوانتنامو عدل!
ومن الآخر كده ومن دخول في تفاصيل، أنا مع (السيدات الثلاثة) ومؤيد لاقتراح الدكتورة آمنة، واحسبها معى ولو (بالكولكليتور)، فأمامك أحد خيارين لا ثالث لهما إلا الجنون!
أولهما: أن تحصل زوجتك في حال طلاقها (التحريري طبعا) على نصف ممتلكاتك (إن بقى لك ممتلكات)، وتتركك تنعم بالنصف الآخر، تفعل به ما تشاء.. تقضيها عرفى أو صحوبية أو تكفر بالمرأة نهائيا .. أنت حر.
وثانيهما: أن تظل متحملا لامرأة تريد طلاقها، برغبتك أو برغبتها لا يهم، لكن ستفسد عليك استمتاعك بكل مليم فتخسر الكل؟!
إحسبها كده يا صاحبي.. ها.. تختار نصف العمى ولا العمى كله؟!
عرفت بقى إن الدكتور هلالي والشيخ خالد والدولة والبرلمان والدكتورة آمنة والأستاذات الثلاثة، كل هؤلاء عملوا ويعملون وسيعملون من أجل راحتك؟!
فالفضليات الثلاثة يرين أن كل رجل هو رشدى أباظة التى تدوب في دباديبه وهتموت عليه زبيدة ثروت وسعاد حسنى في (الحب الضائع).
يا واد يا فتك.. لا ومصدق نفسك ومصدقات أنفسهن، بأنك بكرشك البارز من الفانلة المقطوعة على البطن ولا كرشة صدرك من دور واحد على السلم ولا ولا ولا.
(جاتك القرف) .. لا وهيموتوا عليك تسيب نصف ثروتك .. طيب احمد ربنا إن عهد الأكياس البلاستيك انتهى.
ولذلك لم أفكر بتاتا (بتاتا وليس مطلقا ليحسبوها على طلقة وتبقى مصيبة سودة) في الوقوف في صف الأستاذ عصام عجاج، بل لم يكن يجب عليه أن يوافق – وهو المحامى الضليع في قضايا الأحوال الشخصية – على أن يتصدى للدفاع وحده في قضية خسرانة بالتلاتة.
وحياة النعمة صعب على وهو يتلقى صواريخ (جو – أرض) وليس له أن يدافع عن نفسه، فالثلاث انطلقن في طلعة واحدة ليبدأن القصف المكثف.
ولكن الواقع هو أن هناك طرفين متطرفين في الرؤى.
طرف نسائي يرى أن كل الرجال يستحقون مصير (عتريس) في شيء من الخوف، وطرف رجالى يرى أن كل النساء يستحققن مصير (شفاعات) في (شباب امرأة).
ولكن هذا كلام العاقلين الذي لا يريد أن يسمعه أحد.. فلو كنت في مكان الأستاذ عصام لحولت مجرى الحوار لإرضاء السيدات الثلاثة، خاصة أنهن مثلن أمامى ثلاث مذاهب في فن الزينة!
فأولها مطبق على رئيسة جمعية المطلقات التى تمثل المدرسة التى ازدهرت في فترة السبعينات والثمانينات والتى تركز على تكثيف وضع طبقات البودرة وغزارة الكحل ورسم الحواجب العريضة مع لون المانيكير المتماشي مع الفستان، ومع كثافة الروج نوعا ما مع الشعر الإكستنشن الكثيف والإكسوارات بسيطة عبارة عن خاتمين واحد في كل يد وساعة كبيرة الحجم وحلق أسود عملاق، ومن خصائص هذا المذهب أن يبرز الملامح الأساسية للوجه وتضخيمها لتعطى نوعا من الهيبة التى تصل لدرجة التخويف أحيانا.
أما ماكياج الضيفة الأخرى فهو يمثل المذهب الثانى وهو النموذج الأمثل للمرأة العاملة فجاء بسيطا، يعنى يا دوب مسحة كريم أساس مع روج خفيف وربطة إيشارب تقليدية بسيطة، ولا أي إكسسوارات زاعقة فيادوبك أنسيالين فضة وخاتمين عاديين، وبدون وجود حلق نهائيا وألوان وتصميمات الملابس تكون هادئة وغير ملفتة، وهذ المذهب في الزينة انتشر في التسعينات واكتسح ليسيطر حتى الآن ليناسب المرأة العاملة والشخصية العملية التى تستغرقها الحياة، فلا وقت عندها للوقوف أمام المرآة، يعنى كفاية قوى مراية العربية أو الأسانسير إن وجدت.
أما المذهب الثالث فتمثله المذيعة نفسها، وهو وسط بين المذهبين الآخريين، فالتركيز يتم على الملامح الأساسية فيتم توزيع الألوان لتبرز الملامح والقسمات مع إكسسوارات بسيطة كحلق صغير وخاتم أنيق، لكن التركيز الأساسي يكون على الوجه ويراعى تناسق الألوان بين كل هذا وهذا ما يناسب المذيعات، لأنه يعمل على إنارة الوجه بكريمات ومساحيق بطريقة محسوبة بدقة وتتماشى مع تركيز الإضاءة في الاستوديو وكادر الثلث العلوى من الجسم أمام الكاميرا.
بالتأكيد كل ما سبق كان بعد مراجعة سريعة مع (متخصصين) فلا خبرة لى بكل هذا ولكن للضرورة أحكام أشد من أحكام القانون الذي انبرى الأستاذ عصام لشرحه وبيان تعرض الرجل للظلم في أكثر من تشريع، ولكن لم يسمعه أحد لأنه ترك الأمور الجانبية وركز على المهم وهذا أغيظ ما يغيظ الأطراف المتحاورة.
شفت بقى يا أستاذ إن الناس دول دارسين وواعيين وعاملين حساب كل حاجة .. بس راجع وجهة نظرى في الموضوع وأنت تكتشف إن الرجل هو الرابح الدائم بشرط ألا يقع فيما وقعت فيه!.