فى الذكرى الـ 20 لرحيلها .. نكشف سر الفلاحة التى احتلت بيت (سعاد حسني) !
كتب : أحمد السماحي
نشرت مجلة (الموعد) اللبنانية عام 1966 موضوعا طريفا عن سندريلا السينما المصرية (سعاد حسني)، بعنوان (سر الفلاحة التى احتلت منزل سعاد حسني!) وبمناسبة الذكرى العشرين لرحيل أيقونة البهجة والشجن والاستعراض، نعيد نشر بعض مما جاء فيه، حيث تحدثت المجلة باستفاضة عن رحلة (سعاد حسني) إلى العراق والاستقبال الحافل لها في كل مكان تخطو فيه، حتى أن الجماهير الغفيرة كانت تنتظرها على باب الفندق الذي تقيم فيه، ولا تبارحه حتى الساعات الأولى من نهار اليوم الجديد.
وبعد عودة (سعاد حسني) من العراق حيث صاحبت العرض الخاص لفيلمها الجديد (صغيرة على الحب)، عادت إلى مصر لتجد بعد يومين المنتج الكبير (رمسيس نجيب) يرن جلس تليفون منزلها، ويطلب منها الحضور لتهنئتها بالعودة أولا، ثم الكلام معها فى تفاصيل ومفاوضات فيلم جديد بعنوان (الزوجة الثانية)، ورحبت الممثلة الناعمة بالمنتج الشهير الذي حضر في الموعد المحدد، وأعطاها سيناريو الفيلم، وطلب منها قراءته على مهل، وسيمر عليها بعد أسبوع.
وفى الموعد المحدد جاء (رمسيس) لمعرفة رأي النجمة الموهوبة، التى أعجبت بالقصة خاصة وأنها ستمثل لأول مرة فيها دور فلاحة تحمل فوق رأسها (البلاص) وتنطق باللهجة الفلاحي، وقال لها (رمسيس): أنه اتفق مع المخرج (صلاح أبوسيف) على أن يأتيا بفلاحة من الصعيد تجيد اللهجة الفلاحي لتحل ضيفة عليها مدة عشرة أيام كي تقوم بتعليمها أصول وقواعد اللهجة الفلاحي التى تحتاج إلى الكثير من المران والصبر، ورحبت (سعاد) بالفكرة خصوصا وأنها تريد أن تكون صادقة وتظهر على الشاشة هذه المرة وتؤدي دورها وكأنها فعلا فلاحة.
وفى اليوم التالي توقفت سيارة سوداء أمام منزل الممثلة الناعمة وهبطت منها فلاحة بزيها الريفي وفوق رأسها (البلاص) وكانت (سعاد) تنتظرها في الصالون، وما كاد مساعد المنتج يقرع الجرس حتى فتحت (سعاد) الباب لترحب بالضيفة الجديدة، وتمد يدها للسلام عليها، ولما كانت هذه مشغولة اليدين بحمل (البلاص) فقد دفعت به إلى الممثلة الناعمة، ومدت كلتا يديها للسلام عليها، و(سعاد) بدورها ناولت خادمها (البلاص) لترد السلام بدورها.
وبدأت بعد دقائق المفارقات المضحكة فقد جلست الفلاحة على الأرض بانتظار أن تتخلص (سعاد) من ثوبها وتستعيض عنه بالثوب الريفي الذي ستظهر به فى الفيلم، وعندما جاءت لتجلس على (الفوتيل) أشارت إليها الفلاحة بأن تجلس على الأرض، ثم ناولتها (البلاص) لتضعه فى يد واحدة فوق رأسها، وبعد ذلك تمشي به دون أن تمسكه بيديها.
ولأول مرة تعثر (البلاص) وسقط على الأرض، فقامت الفلاحة – الأستاذة – بتعليم تلميذتها كيفية حمله على الرأس دون أن يقع، ودون أن تمسه اليدين، ثم السير برشاقة، وكانت الفلاحة تتحدث بلهجتها الصعيدية، و(سعاد) تحاول أن تفهم منها ماذا تريد أن تقول ولكن عبثا ودون جدوى، فطرحت الصوت على خادمتها وخادمها، وطلبت منهما أن يقوما بمهمة الترجمة لها.
ولم يكن حظهما أفضل من حظ سيدتهما ربة البيت، وفجأة قال الخادم أنه يعرف فلاحة من أصل صعيدي تعيش فى (شبرا) وسيذهب لاحضارها لعلها تفلح فى القيام بمهمة الترجمة، وتزيل العقبة، ولكن (سعاد) أبت أن تحول منزلها إلى قاعة للمترجمين.
وصممت على أن تتقن وتفهم أصول اللهجة دون أن تستعين بأخد، فأخذت تطلب من الفلاحة أن تتحدث إليها على مهل، وتشرك يديها فى الإشارة إلى معنى الكلمات، وهكذا بدأت الممثلة الناعمة تتحول يوما بعد يوم إلى تلميذة نبيهة تعرف كيف تنطق باللهجة الصعيدية والفلاحي معا، وتفهم ماذا تعني هذه الكلمة وتلك.
على أن الطريف أن الذين كانوا يسعون لزيارة (سعاد) كانوا يفاجأون بالممثلة الحلوة ترتدي زي الفلاحات وتحمل (البلاص) فوق رأسها وتمشي به فى الصالون، وهى تتحدث باللهجة الفلاحي وتتدرب على حوار الفيلم، حتى أن أحدى صديقات (سعاد) جاءت لزيارتها ففتحت لها الفلاحة الجديدة الباب وهى تضع مكياجها وترحب بها بطريقتها ولهجتها ودخلت الزائرة إلى الصالون، وفوجئت بالفلاحة تجلس إلى جانبها فنهضت من على (الفوتيل)، ونادت الخادمة وسألتها عن سيدتها (سعاد حسني)، وارتبكت الخادمة فقد كانت سيدتها هى الفلاحة التى تجلس إلى جانبها.
وضحكت (سعاد) وهى تلقي بـ (البلاص) بين يدي صديقتها وتقول لها بلهجة فلاحي ما معناه (احمليه فوق رأسك وتعالي لاعلمك كيف تتحولين إلى فلاحة)، ولم تصدق الصديقة عينيها بل أخذت تبحلق في (سعاد) وهى تظن بأن مسا قد أصابها فى عقلها فانطلقت تعدو على السلالم وهى تردد وتتمتم الشر بره وبعيد جرى ايه لعقلك يا (سعاد) يا حبيبتي.!