توفيق عبدالحميد يطلب من جمهوره أن يدعوا له
كتب : أحمد السماحي
منذ بداية مشواره الفني رفع الموهوب بقوة (توفيق عبدالحميد) شعار (لا .. للتنازلات)، وكان يرى دائما أن أي تنازل معناه مزيدا من التنازلات، حيث رفض أن يبتذل موهبته في أدوار تخصم من احترامه لإنسانيته، ورفض أن يرضخ لقوانين سوق فني معاييره لا تتفق مع مبادئه، ورفض أن يصنع نجوميته شائعات كاذبة أو علاقات مشبوهة.
توفيق عبدالحميد موهوب لدرجة (تخض)، ووسيم وسامة مليئة بالسحر والغموض، تطل من إحدى عينيه إغراءات الدنيا والقلب والجسد، ومن عينه الأخرى هموم العالم والعقل، ويملك القدرة على التلاعب بصدق بمشاعر الناس، وإضاءة أعينهم بنور موهبته الذي يعرف كيف ينظمه؟، وكيف يوجهه؟، وكيف يؤثر فيهم؟.
ابتعد عن الفن بمحض إرادته عندما وجد الساحة الفنية مليئة بالعبث والأخطاء القاتلة التى ترتكب فى حق الجمهور عبر مسلسلات درامية يحمل رايتها نجوم كبار وشباب موهوب، هذه الحالة الضبابية المستمرة فى الفن، جعلت خطوات (توفيق) تتعثر، وتاهت نظراته، وبدأت حيرته الحقيقية فيما يجب أن يفعل أولا يفعل!، فقرر أن يحرمنا من إبداعه وموهبته الهادرة كالشلال، ويجلس في البيت، حتى لا يهزعالمه الذي وضع ركائزه وثبت قواعده بشكل لا يمكن فيه لأي بركان أو هزة أرضيه أن تزعزعه.
خاصة أن ما يراه من استسهال فى الفن الدرامي تحديدا في السنوات الأخيرة كان بمثابة الصدمة الكهربائية التى أفاقته وأعادته إلى صوابه وتوازنه وإلى عالمه الأثير وشخوصه التى وجدها في القراءة أو مشاهدة الأعمال العالمية التى يشاهدها عبر المنصات العالمية، والتى تختلط فيها الواقعية الجافة بالشاعرية الجامحة بشكل ساحر.
هذا النجم الساحر الذي قالت لي عنه سيدة الشاشة العربية (فاتن حمامه) في أحد حوارتنا فى جريدة (الأهرام): (توفيق عبدالحميد موهوب موهبة طاغية ويمثل بكل خلجة في وجه، وأتمنى أن يحصل على حقه من النجومية التى يستحقها)، وقال لي نجمنا الكبير (نور الشريف): (توفيق دخل فى منافسة معي فى إحدى مسابقات المسرح وحصل على الجائزة، ورغم هذا سعدت جدا بحصوله على الجائزة لأنه واحد من القلة الموهوبين فى فن التمثيل فى مصر).
رغم ابتعاد (توفيق عبدالحميد) المؤقت لم يبرح خيال وذاكرة جمهوره، وما زال الجمهور يحن إلى طلته، لهذا يختلق من حوله الشائعات الخضراء، آخرها ما نشر فى الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الإجتماعي والذي جاء نصه كالتالي 🙁 عندما يصل الحال بفنان محترم مثل توفيق عبدالحميد أن يفكر فى تحويل سيارته إلى تاكسي ليستطيع أن يعيش، بينما هناك بعض الفنانيين النص لبة يلعبون بالملايين، فالمسألة تتخطى الأرزاق وتشير إلى أننا كجمهور من نصنع أشباه الـ (نمبروان) ونقصر مع أمثال هذا الفنان المحترم).
نظرا لعلاقة الصداقة التى تربطني بالنجم الصديق الحبيب (توفيق عبدالحميد) سارعت بمعرفة حقيقة ما تردد وما نشر وتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي فقال لـ (شهريار النجوم): ما تردد غير صحيح ومحض هراء وافتراء، فأنا مستور والحمد الله، ولست فى حاجة لتحويل سيارتي لتاكسي، وأتمنى من الجمهور العزيز أن يتحرى الدقة والصدق فيما يردده حتى لا يجرح أحد، وهذه الشائعة سبق وترددت منذ سنوات وتم نفيها.
وعندما أحببنا أن نطمئن على صحته قال : الحمد الله على كل حال لكني صحيا (مش مظبوط) وأتمنى من الجمهور الحبيب الدعاء بالشفاء لي، وعودتي إلى ما كنت عليه صحيا.
وأغلقت هاتفي وأنا أردد كلمات الشاعر الكبير (كامل الشناوي) :
انا لا أشكو ففى الشكوى انحناء ! !
وأنا نبض عروقى كبرياء ! !