أحداث ساخنة ونجوم جدد في الجزء الخامس من (الهيبة)
كتب : أحمد السماحي
أصبح في حكم المؤكد أن النجم العربي الكبير (تيم حسن) دخل البلاتوه منذ أيام قليلة لبدء الجزء الخامس من مسلسل (الهيبة) ولكن تحت مسمى جديد بعنوان (جبل)، ويستكمل هذا الجزء أحداثه التي تندرج تحت تصنيف الأكشن والإثارة والتشويق بعد أن جذب انتباه المشاهدين على مدى أربع مواسم ماضية عاشها الجمهور العربي من خلالها مع شخصيات مسلسل أحدث دويا كبير ومؤثرا في صناعة الدراما العربية مع بداية جزئه الأول، لكن شابه بعض العيوب الفنية في الأجزاء الثلاثة التالية، رغم أنه كان يحمل مع كل موسم اسم جديد يضاف إلى كلمة (الهيبة)، ونجمة جديدة تضيئ الليالي الشتوية قارسة البرودة، فشاهدنا (نادين نجيم) تتألق في الجزء الأول)، بينما جاء أداء (سيرين عبدالنور، نيكول سابا، ديمة قندلفت) فاترا بعض الشيئ ما انعكس سلبيا على أحداث المسلسل.
منذ أيام قليلة بدأت فعاليات تصوير الجزء الخامس من المسلسل الذي ينتظره الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج، وهذا الجزء سيكون مليئ بالأحداث الساخنة المليئة بالمطارادت والقتل والمواقف الدرامية العالية والتى لا يتوقعها الجمهور، و الذي بدأ بالفعل يتوقع أحداث كثيرة في الجزء الخامس، رغم أن فريق العمل بدء مؤخرا ولم ينتهي بعد من التصوير، لكن الجمهور الذي تابع المواسم الأربعة الماضية من المسلسل بدأ يصنع سيناريوهات متخيلة عبر فيديوهات خاصة تتوقع ما يمكن أن تسير عليه أحداث الجزء الخامس وينشرها على موقع الفيديوهات الشهير اليوتيوب، لكنها كلها تظل في إطار التخمين ليس إلا.
الجديد فى الجزء الخامس كما علم (شهريار النجوم) أنه سيتخلى عن اسم (الهيبة) وسيحمل إسم (جبل) بطل الأجزاء الأربعة الماضية الذي جسده النجم العربي المبدع تيم حسن، ويرمز إلى القوة والصلابة والجمود والعلو، والسمو، وهو عنوان عائلة (شيخ الجبل) التي تقودها بحنكة وعقلانية وصلابة الشخصية النجمة السورية القديرة (منى واصف) في دور (أم جبل وصخر ومنى)، وتمتعت خلال تلك الأجزاء بذكاء حاد في الحفاظ على شكل العائلة وتقاليدها التي لاتنتهي في الحفاظ على العاملين في خدمتها من الأقارب وغيرهم، وقد تجلى ذلك في ظل غياب (جبل) مرة داخل السجن، ومرات في الاختفاء داخل الأحراش الجبلية يدير أعماله في الخفاء بعيدا عن أعين الشرطة وغرمائه من أهل الهيبة.
والجديد في الجز الخامس من (الهيبة 5 ) أو (جبل) هو خروج النجم السوري (أويس مخللاتي) الذي كان يجسد شخصية (صخر) من الأحداث، وكذلك دخول النجمة الشابة ومقدمة البرامج (إيميه صياح) إلى الأحداث في شخصية ستكون مفاجأة للمتابعين المسلسل، كما سيحل النجم السوري الكبير (عبدالمنعم عمايري) ضيفا على الجزء الأخير وسيكون ندا وخصما لـ (جبل شيخ جبل) أو تيم حسن، تماما كما كان عادل كرم ندا له في الجزء الرابع بشخصية (نمر السعيد)، والذي انتهى بمقتله بعد اقتحام (جبل) وعصابته بيته لتصفيته والتخلص من كل شروره التي كان يدبرها لأهل القرية في سبيل السيطرة على ممتلكات جبل وعائلته لحساب زعيم العصابة الكبير.
وسيحمل المسلسل صورة جديدة وأجواء مختلفة بما أنه بدأ تصويره فى الربيع ويستمر للصيف، وبهذا سيتخلى المسلسل عن الأجواء الشتوية الليلية القاتمة التي كانت تتسم بالغموض والرعب من خلال الملابس والسيارت السوداء الضخمة والأضواء الخافتة، وبحكم أنه يتم تصويره هذه الأيام فى عز الصيف فسنرى مشاهد مبهجة عبر الطبيعة الجبلية الخلابة ضمن الأحداث التي تعبر أجواء صيفية منعشة، لكن ذلك لايمنع التحدي والصراع الذي تقوم عليه فكرة المسلسل الأشهر في تاريخ الدراما اللبنانية، والتي تركز على فساد رجال الأعمال والعصابات وتواطئ الشرطة أحيانا، لتعكس الأحداث في النهاية لعبة السياسة القذزة التي عاش آثارها الموحشة الشعب اللبناني الذي يجنى ثمارها المرة حتى اليوم.
وصرح أحد العاملين فى المسلسل لـ (شهريار النجوم) أنه لم يتم حتى الآن قرار حسم شركة الصباح المنتجة للمسلسل بموعد عرضه، والذي ربما يكون فور الانتهاء من تصويره، أم سيؤجل لموسم شهر رمضان 2022 حتى يحظى بجو المنافسة بعد استحوذ على القمة طوال المواسم الأربعة الماضية، بفضل أداء اتسم بالجدية والحرفية من جانب بطله (تيم حسن) في وجود النجمة القديرة (منى واصف) والنجوم (عبده شاهين، أوس مخللاتي، روزينا لاذقاني، ختام اللحام ) وغيرهم من ممثلين برعوا في تجسيد أدورهم وآخرهم (عادل كرم) في الجزء الرابع في دور (نمر السعيد)، و(ديمة قندلفت) في دور (رانيا عمران).
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن : ترى هل سيصدم صناع العمل بطلب (تيم حسن) بطل العمل تغيير ما تمت كتابته على غرار ماتم من تعديلات جوهرية بشخصية (جبل شيخ الجبل) والأحداث التي تعرض لها مما أدى بالضرور إلى ضعف (الحبكة)؟، تماما كما حدث في الجزأين الثاني والثالث، ويرجع ذلك إلى التدخلات المستمرة من نجوم العمل، وهو ما أدى بالأساس إلى انسحاب كاتب سيناريو الجزء الأول (هوزان عكو).
وهل هنالك من وسائل لتأسيس أو إخراج تيم حسن من صورة البطل الجبار الذي كان دافعا أول لمتابعة السلسلة، لكن ورغم نجاح الجزء الأول من (كتابة هوزان عكو) لم تسلم الأجزاء الأخرى من أخطاء ظهرت وما زالت تظهر؟، وربما جاء بسبب التغيير الطارئ على مجموعة الكتاب الذين أوكلت إليهم مهمة كتابة الأجزاء الثلاثة الأخيرة بعد هوزان عكو، وبالتالي جاء اختلاف الرؤية بين كاتب وآخر على مستوى المعالجة الدرامية.
ومن أجل كل تلك الأسباب شاهدنا في الجزء الرابع مجموعة من الأحداث الضعيفة، حولت القرية (الهيبة) المعروفة بصلابتها وقوتها ضد تيارات العنف، إلى قرية متروكة لقدر العائلة التي تتخبط، فيما اتجه (جبل) إلى المنفى الاختياري في الحقول والبراري، بعد فقدانه لعائلته (وزحته وابنه) اللذين ذهبا ضحية المصالح والثأر المسكون ببعض القرى الحدودية بين لبنان وسورية بمصاحبة كلبه، ليحذو حذو (كيفن كوستنر) في فيلمه (الرقص مع الذئاب)، فهل نشهد جزءا خامسا وختاميا يتسم بالقوة ويترك أثر في نفوس المشاهدين يظل عنوانا للجودة الدرامية على الطريقة اللبناني؟.
جدير بالذكر أن العمل يجمع مجددا بين نجم الإخراج المتميز سامر البرقاوي والنجم المبدع تيم حسن بعد أن أمتعونا بمجموعة من الأعمال الهامة أولها كان مسلسل (تشيللو) ثم (نص يوم) و(الهيبة) بأجزائه، وأخيرا مسلسل العشر حلقات (أنا) الذي جاء في ثوب رومانسي حالم خفف من شخصية تيم حسن التي ظلت أسيرة العنف والجبروت والقسوة طوال أربع سنوات ماضية في عمر نجم يتسم بالوسامة والأخلاق الرفيعة،وهو ما يؤهله للعب أدوار تجلب لنا البهجة والأمل في غد أكثر إشراقا وتألقا، بحيث يمكن أن تنقذنا من حصار الفيروسات اللعينة والظروف الاقتصادية الضاغطة على الإنسان العربي.