كتب : أحمد السماحي
محمد قنديل واحد من الأصوات التى تتمتع بجاذبية مميزة ومحببة تشد أذن المستمع بحيث يألفها كصديق، صوته مشغولة بالطرب، ومطرز بالشجن، ومنحوت بالأصالة، يستطيع أن يأسرك ويجعلك تنصت إليه باستمتاع يفوق الاستمتاع نفسه، وعلى الأخص عندما يلحن له أحد الملحنيين البارعين المهارين الذين تعاون معهم، واستخرجوا من حنجرته كل عذوبة نهر النيل، وجمال الخضرة، صوت (قنديل الغناء) فيه شجن محبب وجميل يجعلك تنصت له بمتعة، وتسمعه بتأثر.
هذه الأيام نحيي ذكرى رحيله السابعة عشر حيث رحل عن حياتنا يوم 9 يونيو 2004، وقد أسعدني الحظ من الاقتراب من هذا العملاق، الذي كان يثق في ويحبني ويدللني كثيرا، حيث كنت الصحفي الوحيد الذي أجريت معه أكثر من حوار، آخرهم نشر في مجلة (الأهرام العربي) على أربع صفحات قبل رحيله بشهور قليلة، هذا الحوار الذي يستشهد به عشاق الطرب على كثير من مواقع الأغاني مثل (سماعي).
حيث تطرقنا في الحوار لكثير من ذكريات المشوار، وخلافه مع الموسيقار (كمال الطويل) بسبب أغنية (يا رايحين الغورية)، وسر غناء (عبدالحليم حافظ) لهذه الأغنية؟، كما تطرقنا لعدم تلحين الموسيقار (محمد عبدالوهاب) له إلا أغنية واحدة وطنية عبارة عن نشيد جماعي جمعه مع (وردة، وهاني شاكر، وياسمين الخيام) فى بداية الثمانينات، وغيرها من الذكريات التى كان سعيدا وهو يرويها لي، وكان يقطع ذكرياته أحيانا ليطمئن على العصافير التى كانت تملأ منزله.
بمناسبة ذكرى رحيله السابعة عشر نتوقف فى باب (غلاف ألبوم) عند واحد من أخلد ألبوماته وهو (جميل وأسمر) الذي تضمن 6 أغنيات من أشهر وأجمل ما غنى، هذه الأغنيات التى مازالت تجد تجاوبا كبيرا عند الاستماع إليها عندما تذاع من خلال الإذاعة المصرية وهي (أبوسمرة السكرة) كلمات محمد حلاوة، ألحان محمد قنديل، (أنشا الله ما أعدمك) كلمات فتحي قورة، ألحان أحمد صدقي، (سماح) كلمات محمد حلاوة، ألحان أحمد صدقي، (الحلو أبوشامه) كلمات عبدالله أحمد عبدالله، ألحان أمين عبدالحميد، (ماشي كلامك) كلمات محمد علي أحمد، ألحان عبدالعظيم محمد، (جميل وأسمر) كلمات عبدالمنعم السباعي، ألحان أحمد عبدالقادر.
الألبوم من إنتاج شركة (صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات) وجاء غلاف الألبوم كعادة هذه الشركة التى لا تهتم بشكل ألبوماتها، بسيطا لا يحمل أي تميز، رغم أن هذا الألبوم ببعض الجهد الإخراجي كان ممكن يحقق نجاحا وتسويقا ومبيعات أكثر مما حققه، لأنه يحمل مجموعة من الأغنيات المحببة للشارع العربي، لكن ماذا نقول في شركة قطاع عام مليئة بالموظفين الذين لا يقدرون الفن ولا الجمال.!