ليلة من ألف ليلة.. الأوبريت الذي خلده الفخراني ويعيد تقديمه قريبا
كتب : أحمد السماحي
إلهي ما يغلب لك حال، ولا تمد إيدك لسؤال
ولا يشمت فيك أعداك، ولا ييتم لك أطفال
عشا الغلابة عليك يا كريم، باب الفرج بابك يا عظيم
يارب دا اللي تكاله عليك يعيش سعيد مرتاح البال
هذه الكلمات البسيطة والرائعة جدا هى لحن الافتتاح في أوبريت (ليلة من ألف ليلة) تأليف شاعرنا الكبير الراحل (بيرم التونسي)، والذي يستعد المخرج (مجدي الهواري) لإخراجه للنور خلال الأسابيع القليلة القادمة، الأوبريت بطولة مبدعنا الكبير (يحيي الفخراني) ويشاركه بطولة الأوبريت الذي يعرض على مسرح القطاع الخاص كلا من (محمد الشرنوبي و كارمن سليمان).
هذه هى المرة الثالثة التى يقوم فيها (الفخراني) ببطولة هذا الأوبريت بعد أن قدمه لأول مرة فى التسعينات مع (أنغام وعلي الحجار)، ثم أعاد تقديمه مرة أخرى منذ حوالي 7 سنوات مع (هبه مجدي، ومحمد محسن) وقام بإخراج الأوبريت فى المرتين (محسن حلمي).
ولقد سألت نجمنا الكبير (يحي الفخراني) في حوار تم بيننا نشر في مجلة (الأهرام العربي) عن الذى استفزه في شخصية (شحاته) بطل (ليلة من ألف ليلة) لتقوم ببعث الروح فيه من جديد بعد 21 عاما من رحيله حيث قدمه لأول مرة عام 1994؟
فقال ضاحكا: أكثر من سبب أولها : إنني كنت أريد تقديم عمل مبهج لي شخصيا، أكون سعيدا ومبتهجا وأنا أقدمه، ثانيا : كنت (عاوز المسرح ينور) والحمد لله حدث هذا، كما أن العمل فيه عبق التاريخ الذى يعيد نفسه.
الفخراني يقدم الأوبريت هذه المرة برؤية (مجدي الهواري)، وإعادة تقديم هذا العمل يجعلنا نطرح قضية هامة جدا، وهى ضرورة عودة المسرح الغنائي، الذي أصبحت عودته طلبا ملحا جدا، فى ظل حال التردي الحادث الآن فى الأغنية المصرية، التى أصبح 95% منها مملا ومكررا، وليس فيه جديدا، وأصبح الغناء الفردي، ضيق الأفق (لا بيسعد اللي قايله، ولا اللي سمعه) على رأي صديقي الشاعر (بهاء الدين محمد)!.
أعلم جيدا أن المسرح الغنائي يتطلب نفقات هائلة، ومجهودا فنيا خارقا لم يتعود عليه ملحنو هذه الأيام الذين يعيش الواحد منهم شهرة سريعة لمدة سنوات على لحن خفيف، لكن أي صاحب موهبة موسيقية كبيرة سيحس عاجلا أم آجلا بأنفاسه تحتنق مع الأغنية الفردية، ويضطر لو توفرت له الظروف المناسبة لدخول عالم المسرح الغنائي الرحب، حيث المواقف المعقدة والمتداخلة التى تفتح أمام الخيال الموسيقي كل الأفاق، والحقيقة أن لدينا مواهب فى مجالي الكلمة واللحن كبيرة قادرة لو توفرت لهم الناحية المادية، لإعادة المسرح الغنائي لأمجاده مرة أخرى.
نظرة على ليلة من ألف ليلة
ما فعله (يحيي الفخراني) فى أوبريت (ليلة من ألف ليلة) خلد هذا الأوبريت الممتع الذي قدم لأول مرة من 90 عاما، حيث قدم لأول مرة في 30 نوفمبر عام 1931، وقام ببطولته (عزيز عيد، وفاطمة رشدي) ووضع موسيقاه الملحن (سيد مصطفى)، ثم أعيد تقديمه فى موسم (1949 ــ 1950) وهى النسخة المشهورة وقام ببطولته (أحمد علام، فردوس حسن، فؤاد شفيق، محمود رضا، عبدالعزيز خليل، حسن البارودي، شفيق نور الدين، ثريا فخري، كمال حسين، محمد السبع) وغيرهم من النجوم، وقام ببطولته الغنائية كلا من (شهر زاد، وكارم محمود)، ووضع الألحان الموسيقار المبدع (أحمد صدقي)، وقاد الأوركسترا وتولى التوزيع الموسيقي محمد حسن الشجاعي.
وفي موسم (1969 ــ 1970) قدمت فرقة الإسكندرية المسرحية هذا الأوبريت على قصر ثقافة الأنفوشي، وصمم الديكور الفنان (فاروق حسني) – وزير الثقافة فيما بعد – وتولى إخراج وبطولة العمل الفنان (علي الغندور).
وعلى مسرح (محمد فريد) بالقاهرة قام المخرج المسرحي الكبير (حسن عبدالسلام) بإخراج هذا العمل في موسم (1976 ــ 1977) وصمم الاستعراضات محمد خليل، وقام بالبطولة الغنائية (ليلى جمال، وكارم محمود) وتولى البطولة (محمود التوني، رضا الجمال، تغريد البشبيشي، حسن فرحات، صلاح يحيي، سعيد الصالح، ابراهيم نصر) وغيرهم.
أوبريتات أخرى
الخلود الفني الذي حققه (يحي الفخراني) لأوبريت (ليلة من ألف ليلة) يجعلنا نطالب المسئولين عن المسرح سواء الخاص أو العام بتقدم أعمال غنائية أخرى، فلدينا مئات من الكنوز المسرحية الغنائية الكثيرة جدا، والتى لا تقل أهمية عن (ليلة من ألف ليلة).