زحمة الأيام .. مرثية وفاء بصوت نجوم التسعينات
كتب : أحمد السماحي
عرض يوم الخميس الماضي 3 يونيو فيديو كليب لأغنية جماعية متميزة للغاية، بعنوان (زحمة الأيام) التى تعتبر آخر أعمال الراحلين الشاعر (سامح العجمي)، والملحن ( أشرف سالم)، وتوزيع (نديم الشاعري)، وغناء نجوم التسعينات (حميد الشاعري، هشام عباس، مصطفى قمر، إيهاب توفيق)، وقام بإخراج الفيديو كليب، المخرج (ياسين حسن)، وتوزيع شركة (ديجيتال ساوند).
وقد تم تصوير الكليب المفعم بالشجن الجميل الراقي على مدار يومين استخدم فيهما المخرج (ياسين حسن) الذي أبدع فى الإخراج أحدث التقنيات الحديثة في التصوير، ويظهر فى الكليب الشاعر (سامح العجمي)، والملحن (أشرف سالم)، بالرغم من تصويره بعد رحيلهما، تكريما وإهداء لهما من شركة (كامب) لمنتجها (ياسر القصراوي).
التوحد والإندماج
جاءت الأغنية مؤثرة للغاية من حيث الكلمات واللحن، والتوزيع، والتصوير، وتوحدنا واندمجنا معها، ومع غناء من يؤدوها، الذين ارتبطوا معنا بذكرياتنا الحلوة، وجعلتنا (زحمة الأيام) نستدعي عشرات الصور عن طفولتنا ومراهقتنا، وعن ناس كانوا حولنا، ومع الأيام والسنين لم يعودوا موجودين، هذا التوحد الذي حدث مع الكليب، واستعادة جزء جميل من حياتنا، جعل الأغنية تتصدر (تريند) موقع الفيديوهات العالمي الـ (يوتيوب) بعد ساعات من طرحها.
سامح العجمي
تنتمي كلمات الأغنية إلى اللون الاجتماعي الذي يغلب عليها الحس الإنساني، وتتحدث عن الأحلام المجهضة التى ضاعت من كل منا في زحمة الأيام، واعتمد الشاعر الراحل (سامح العجمي) على تخطى حواجز الزمن والمكان، وكتب بأسلوب بسيط ورقيق، وبجمل مركزة ودقيقة، وبنى عمله بإحكام عن لعبة الزمن مع الإنسان، هذا الزمن الذى ولى ولا يمكن أن يعود، فيستدعى ويجتر كل مطرب من الذين يؤون الأغنية ذكرياته وتداعياته الحرة وأوهامه وهواجسه ومخاوفه وأحلامه.
واستطاع (العجمي) – رحمة الله عليه – في هذه الأغنية أن يلمس مشاعرنا الصافية برقة كلماته التى أعطاها من روحه الشاعرية، وحساسيته المرهفة الكثير.
أشرف سالم
استطاع الملحن الراحل (أشرف سالم) أن يقدم تيمة موسيقية بسيطة من (سلم الماجير)، أو بمعنى آخر من مقام (العجم)، وبحرفية شديدة، ومن خلال خبرته بالتعاون مع الأصوات الأربعة خاصة (هشام، وإيهاب، ومصطفى) فى أعمال كثيرة سابقة، استطاع جمعهم، وتوظيفهم بشكل صحيح، بحيث بدا اللحن يليق بهم جدا، وكان لحنه عاملا مساعدا على تجلي معاني الأغنية، وتأكيد الخلفية الدرامية لمقاطعها دون استعراض عضلات موسيقية، وبحيث بدا هذا اللحن سندا تلقائيا لمشاعر طبيعية.
مولد موزع
نستطيع أن نقول ونحن مرتاحي الضمير أن هذه الأغنية تعلن بقوة عن مولد موزع شاطر جدا هو (نديم الشاعري) نجل الملحن والموزع والمغني (حميد الشاعري)، الذي سبق ووزع للهضبة عمرو دياب، وما لفت نظري أن (نديم) يسير على نهج والده لكن بطعم جديد، خاصة في مسألة (الوتريات) حيث لا يحب (حميد) الزحمة في الوتريات، وهكذا فعل (نديم) حيث وظف الوتريات في مكانها الصحيح، واعتمد مسافات قصيرة موحية ومتوالية بين النغمات، وطلع من (التشيللو) و(الفيولينا) نتيجة مبهرة.
أحمد الموجي
يحسب لهذا العمل وجود الفنان الشاب (أحمد الموجي) حفيد مهندس الألحان (محمد الموجي) كموزع وتريات، حيث استمتعنا بتوزيعاته المبهرة الجديدة، وجعلنا فى حالة استمتاع شديدة بسبب توزيعاته، نتمنى إلا ينتهي العمل.
رحيل وميلاد
إذا كان هذا العمل شهد رحيل (سامح العجمي، وأشرف سالم) فإنه شهد ولادة نجوم جدد، جاءوا للعمل بموسيقاهم الجديدة، وكانوا على قدر كبير من التميز والجمال، والموهبة، فضلا عن مواكبتهم العصر بشكل مبدع مثل (نديم الشاعري، وأحمد الموجي).
القصراوي
في ختام حديثنا عن هذا الأغنية المتميزة لابد أن نشكر المنتج (ياسر القصراوي) الذى راهن بقوة وتحمس لعودة نجوم التسعينات ووفر لهم الجو المناسب من خلال هذا الكليب، ولم يبخل عليهم فى إنتاج (كليب) متميز يحمل صورة جديدة وإخراج متميز، بعيدا عن اللقطة المنسوخة من أغنية فرقة (BTS) تحديدا أغنية (Fake love).